منصات متعددة.. رسالة واحدة

اختُتمت، الثلاثاء الماضي، فعاليات النسخة الثانية من «منتدى هيلي 2025»، والتي انعقدت تحت شعار: «إعادة ضبط النظام الدولي: التجارة والتكنولوجيا والحوكمة»، التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في عاصمتنا الحبيبة أبوظبي.
استقطبت دورة هذا العام ما يزيد على 1000 مشارك، و70 متحدثاً من أكثر من 30 دولة، التقوا لبحث تحولات استراتيجية ترسم ملامح النظام الدولي للمستقبل.
هذا الحشد الكبير من المشاركين، والفعاليات المتنوعة للمنتدى التي استمرت ليومين، يعكسان المكانة المرموقة لدولة الإمارات كقوة فاعلة، ودورها المحوري في معالجة القضايا العالمية.
كما أن المنتدى، وغيره من المنتديات والملتقيات الإماراتية الوازنة، تعبّر عن رسالة الإمارات وحرصها على إعلاء لغة الحوار البنّاء بين مختلف الأطراف وإن تباينت الرؤى والمصالح، وتشجيع التحاور وصولاً إلى قناعات وأرضيات مشتركة للتفاهم والتعاون، لما فيه مصلحة الجميع، فالحوار القائم على الندية واحترام المصالح المتبادلة يُولّد الثقة المتبادلة لإنجاح أي تعاون لتحقيق الاستقرار والتنمية.
وكما قال معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، فإن «منتدى هيلي 2» يأتي ليؤكد دور الإمارات كمنصة مهمة للحوار السياسي حول النظام الدولي وقضايا المنطقة.
وأضاف معاليه أنه «مع منتدى صير بني ياس، والقمة العالمية للحكومات، ومنتدى الدفاع الوطني، وملتقى أبوظبي الاستراتيجي، تتعدد المنصات التي تُغني وتُثري الحوار، وتعكس رسالة المنطقة إلى العالم».
وأكدت معالي لانا نسيبة، وزيرة دولة، في كلمتها، أن «الحوارات التي يحتضنها منتدى هيلي تُعزّز قوة الإمارات الناعمة ونفوذها عبر تمكين تبادل المعرفة، والتعاون، والحوار الشامل بين مختلف المناطق والقطاعات».
وفي هذا الإطار، كانت إشارة معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، خلال كلمته الرئيسية في المنتدى، إلى امتلاك دولة الإمارات «إرثاً تاريخياً عريقاً متجذراً في ميادين الاقتصاد والأعمال. وعلى مدى قرون، نجحت في تعزيز حضورها الاقتصادي والاستثماري بين دول العالم، لتُصبح مركزاً اقتصادياً مهماً ومحورياً».
وفي الوقت الذي نُهنّئ فيه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بقيادة الدكتور سلطان النعيمي، مدير عام المركز، على النجاح الكبير الذي تحقق للمنتدى، نُهنّئهم كذلك على نجاحهم في رفد المشهد الإعلامي بكوكبة شابة متميزة من المحللين السياسيين والاقتصاديين والاستراتيجيين الإماراتيين. وبالتوفيق والتميز دائماً.