Published On 15/9/202515/9/2025

|

آخر تحديث: 08:59 (توقيت مكة)آخر تحديث: 08:59 (توقيت مكة)

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

استبقت كوريا الشمالية المناورات البحرية والجوية المشتركة بين جارتها الجنوبية واليابان والولايات المتحدة التي انطلق اليوم بتأكيد تمسكها بترسانتها النووية وعدم الرضوخ لمطالب واشنطن بالتخلي عنها مؤكدة أن وضعها كدولة نووية “مكرس بشكل دائم” في قوانينها و”لا رجعة عنه”.

وقالت بعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة -في بيان لها خلال اجتماع مؤخرا لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية– ارتكبت الولايات المتحدة مجددا استفزازا سياسيا خطيرا بتصنيف حيازتنا لأسلحة نووية على أنه غير قانوني ومطالبتها بنزعه.

وأكد البيان أن وضع كوريا الشمالية “المكرس بشكل دائم في القانون الأعلى والأساسي للبلاد كدولة نووية، أصبح لا رجعة فيه”، مشيرا إلى عدم وجود “علاقات رسمية” لبيونغ يانغ مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أكثر من 30 عاما.

وأضاف البيان أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية “لا تملك السلطة القانونية ولا التبرير الأخلاقي للتدخل في الشؤون الداخلية لدولة نووية موجودة خارج معاهدة حظر الانتشار النووي”.

وانسحبت كوريا الشمالية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1994 بعد خلاف بشأن عمليات التفتيش النووية، متهمة واشنطن باستخدام الوكالة لانتهاك سيادتها.

وقال البيان إن بيونغ يانغ “ستعارض وترفض بشدة أي محاولة لتغيير الوضع الحالي لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وبكونها دولة مسؤولة ومسلحة نوويا”، مستخدمة الاسم الرسمي للبلاد.

وجاء البيان في أعقاب زيارة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لمنشآت أبحاث الأسلحة الأسبوع الماضي، حيث قال إن بيونغ يانغ “ستطرح سياسة للدفع قدما ببناء قوات نووية وقوات تقليدية في آن واحد”.

ومنذ فشل قمة مع الولايات المتحدة عام 2019 بشأن نزع السلاح النووي، تؤكد كوريا الشمالية بشكل مستمر أنها لن تتخلى أبدا عن أسلحتها النووية.

كوريون جنوبيون يتظاهرون في سول احتجاجا على مناورات حافة الحرية (الفرنسية)حافة الحرية

وصدر بيان بيونغ يانغ قبل بدء الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان مناورة جوية وبحرية قبالة جزيرة كورية جنوبية -يوم الاثنين- في أحدث مناوراتها المشتركة التي أدانتها كوريا الشمالية ووصفتها بأنها “استعراض متهور للقوة” تستمر حتى يوم الجمعة المقبل.

وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن المناورة المسماة “حافة الحرية” تهدف إلى “تعزيز القدرات العملياتية المشتركة للدول في البحر والجو والفضاء الإلكتروني، وهي ضرورية لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة من كوريا الشمالية”.

من جانبها أعلنت القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادي أن المناورة “ستشمل أصولاً جوية تابعة لمشاة البحرية الأميركية والقوات الجوية، وستتضمن تدريبات مُحسّنة على الصواريخ الباليستية والدفاع الجوي، وعمليات إجلاء طبي، وتدريبات على العمليات البحرية، مما يجعلها “أحدث دليل على التعاون الدفاعي الثلاثي حتى الآن”.

وأدانت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، هذه المناورات في وقت سابق عبر وسائل الإعلام الرسمية، قائلةً إنها تُظهر موقف الدولتين العدائي تجاه الشمال.

وقالت كيم يو جونغ، مستخدمةً الأحرف الأولى من الاسم الرسمي لكوريا الشمالية، جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية: “إن استعراض القوة المتهور الذي قاموا به في عمليات حقيقية قرب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وهو المكان الخطأ، سيجلب لهم نتائج سيئة لا محالة”.

كيم يو جونغ تحذر من عواقب المناورات المشتركة بين كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة (الفرنسية)الصولجان الحديدي

كما انتقدت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بسبب مناوراتهما الأخيرة “الصولجان الحديدي”، التي تهدف إلى استكشاف سبل دمج القدرات النووية لواشنطن وقدرات كوريا الجنوبية التقليدية لتعزيز الردع ضد التهديدات الكورية الشمالية، ولم يؤكد الجيشان الأميركي والكوري الجنوبي تفاصيل المناورات التي قيل إنها تتزامن مع مناورات “حافة الحرية”.

وسبق لكوريا الشمالية أن أجرت عروضًا عسكرية أو اختبارات أسلحة ردًا على مناورات عسكرية مشتركة لخصومها، رفضت حكومة كيم جونغ أون مرارًا دعوات سيول وواشنطن لاستئناف المفاوضات الرامية إلى تقليص برامج أسلحته، في ظل استمراره في إعطاء الأولوية لروسيا كجزء من سياسته الخارجية الرامية إلى توسيع العلاقات مع الدول التي تواجه الولايات المتحدة.

ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا، أرسل كيم آلاف الجنود وشحنات كبيرة من الأسلحة، بما في ذلك المدفعية والصواريخ الباليستية، لدعم حرب الرئيس فلاديمير بوتين.

كما زار كيم الصين في وقت سابق من هذا الشهر، وحضر عرضًا عسكريًا ضخمًا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ وبوتين، في خطوة أخرى تهدف إلى تعزيز نفوذه الدبلوماسي.