حصد مسلسل “فبراير الأسود”، الذي بدأ عرضه مؤخرًا عبر منصة شاهد، تفاعلًا واسعًا في السعودية منذ حلقاته الأولى، باعتباره أحد أكثر الأعمال الدرامية المنتظرة في الموسم الحالي.

 ويعود سبب الاهتمام الكبير إلى طبيعة موضوعه الذي يعيد للأذهان ذكرى انهيار سوق الأسهم السعودي في فبراير 2006، وهو الحدث الذي وُصف حينها بأنه من “أسوأ الكوارث الاقتصادية” التي أثّرت في حياة مئات الآلاف من المواطنين.

اقرأ أيضًا: لماذا حصد مسلسل The Pitt جائزة أفضل دراما في إيمي رغم المنافسة الشرسة؟

قصة مسلسل “فبراير الأسود”

المسلسل يستعرض بأسلوب درامي وكوميدي في آن واحد الأجواء التي سبقت الانهيار، حين انغمس المواطنون من مختلف الطبقات في موجة المضاربة بالبورصة بين عامي 2003 و2006. هذه الموجة انتهت بخسائر فادحة بلغت قيمتها نحو 327 مليار دولار، ليفقد كثيرون مدخراتهم وحتى ممتلكاتهم بعد أن استدانوا أو باعوا سياراتهم وأراضيهم للانضمام إلى “حفلة الأسهم”.

تدور أحداث “فبراير الأسود” حول شخصية غامضة تعود للظهور في عام 2004 بعد غياب طويل، وتستغل الحماس الجماعي غير المسبوق تجاه سوق الأسهم. بذكاء وخداع، ينجح هذا الشخص في الإيقاع بالكثيرين عبر حيل مبتكرة وغير تقليدية، في حبكة توازن بين الطابع الكوميدي والفلسفة الاجتماعية.

ويطرح العمل قضايا إنسانية واجتماعية كحب المال، والجشع، والصراع الداخلي بين الطمع والقناعة. لكن القصة تقدم هذه القضايا بطريقة غير مباشرة، بعيدًا عن الوعظ المباشر، من خلال تصاعد الأحداث والاختيارات الصعبة التي تواجه الشخصيات.

 

 

المسلسل من تأليف ناصر العزاز وإخراج عمرو صلاح، ويضم نخبة من نجوم الدراما السعودية أبرزهم: الفنان الذي يقود البطولة بحضوره الكاريزمي، إلى جانب حبيب الحبيب، سناء بكر يونس، جنات الرهبيني، بشير الغنيم، خالد الفراج، وعبدالمجيد الرهيدي. وقد أثار وجود هذا الفريق حالة من الحماسة الشديدة لدى الجمهور، خصوصًا أن بعضهم يتميز بقدرة خاصة على المزج بين الكوميديا والدراما الاجتماعية.

العمل يوظف الكوميديا السوداء في معالجة ذكرى مؤلمة عالقة في أذهان السعوديين، حيث يحاول أن يسلط الضوء على الجوانب الإنسانية والنفسية للكارثة الاقتصادية، دون أن يُغفل جانب الترفيه الذي يجذب المشاهدين. ويبدو أن هذا التوازن بين الجدية وخفة الظل كان السبب وراء التفاعل الكبير منذ بداية عرضه.