afp_tickers
تم نشر هذا المحتوى على
18 سبتمبر 2025 – 15:00
تتقدّم المفاوضات بين سوريا وإسرائيل وستُفضي إلى “عدة اتفاقات” أمنية وعسكرية بحلول نهاية العام، بحسب دمشق التي يقوم وزير خارجيتها الخميس بأول زيارة له إلى واشنطن وصفت بأنها “تاريخية”.
وبعدما أطاح تحالف فصائل مسلّحة حكم بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، باشر البلدان، اللذان لا يزالان في حالة حرب، مفاوضات.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية الخميس لوكالة فرانس برس، مشترطا عدم الكشف عن هويته “هناك تقدّم في المحادثات مع إسرائيل وستكون هناك اتفاقات متتالية قبل نهاية العام الجاري مع الجانب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أنّها “بالدرجة الأولى اتفاقات أمنية وعسكرية”.
وكان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع قال للتلفزيون الرسمي الأسبوع الماضي إن سوريا تجري مفاوضات مع اسرائيل للتوصل إلى اتفاق تخرج بموجبه الأخيرة من المناطق التي احتلتها عقب إطاحة الأسد.
وأوضح المصدر أنّ الجانبين يريدان التوصل إلى اتفاق “يوقف الأعمال العسكرية داخل سوريا ولاحقا اتفاقات تعود بالنفع على السوريين”.
وبعد سقوط الأسد، تقدمت القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة في الجولان والتي أقيمت بموجب اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.
وشنّت الدولة العبرية مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، قائلة إن هدفها الحؤول دون استحواذ السلطات الجديدة على ترسانة الجيش السابق. وأعلنت مرارا تنفيذ عمليات برية وتوقيف أشخاص تشتبه بقيامهم بأنشطة “إرهابية” في الجنوب السوري.
-“زيارة تاريخية”-
جاء ذلك فيما أعلنت سوريا بدعم من الولايات المتحدة والأردن، خريطة طريق لإرساء المصالحة في محافظة السويداء في جنوب البلاد ذي الغالبية الدرزية والتي شهدت أعمال عنف في تموز/يوليو.
وتشمل خريطة الطريق عدة خطوات من بينها أن “تعمل الولايات المتحدة، بالتشاور مع الحكومة السورية، على التوصل لتفاهمات أمنية مع إسرائيل حول الجنوب السوري”، وفق ما أورد بيان للخارجية السورية الثلاثاء.
والثلاثاء أيضا، قال مسؤول عسكري سوري لفرانس برس إن “القوات السورية سحبت سلاحها الثقيل من الجنوب السوري” في عملية بدأت “قبل شهرين”، وهي منطقة تطالب اسرائيل بأن تكون منزوعة السلاح.
وسبق أن أجرى البلدان اللذان لا يقيمان علاقات دبلوماسية، لقاءات برعاية أميركية بعد وصول الشرع إلى السلطة.
ومن المقرر أن يعقد لقاء سوري اسرائيلي الجمعة في باكو، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي فضّل عدم الكشف عن هويته.
وتدعم الولايات المتحدة المفاوضات بين سوريا واسرائيل. ووصل الشيباني إلى واشنطن الخميس وهي أوّل زيارة إلى العاصمة الأميركية يجريها وزير خارجية سوري منذ 25 عاما.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن إدارة الإعلام في وزارة الخارجية قولها إن زيارة الشيباني إلى واشنطن “تاريخية كونها الأولى منذ خمسة وعشرين عاماً لوزير خارجية سوري، وتشكل محطة فارقة في مسار العلاقات السورية–الأميركية بعد عقود من الانقطاع”.
وقالت إن الشيباني سيناقش “القضايا ذات الاهتمام المشترك في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية” وإن الزيارة “تعكس انفتاح سوريا على الحوار المباشر مع الولايات المتحدة سعياً لفتح صفحة جديدة من العلاقات”.
ومن المقرر أن يبحث الشيباني في واشنطن “رفع العقوبات المتبقية عن سوريا” و”المفاوضات مع اسرائيل”، وفق ما أفاد المصدر في وزارة الخارجية لفرانس برس.
ورفعت الولايات المتحدة غالبية عقوباتها عن سوريا منذ اللقاء الذي جمع في الرياض في أيار/مايو الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الانتقالي السوري.
وأورد موقع أكسيوس أن الشيباني التقى الأربعاء في لندن وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي رون ديرمر. وسبق أن التقى الرجلان في باريس في آب/أغسطس برعاية المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك.
وتأتي زيارة الشيباني قبيل زيارة الشرع إلى نيويورك حيث من المقرر أن يشارك الأسبوع المقبل في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة ويلقي كلمة.
وسيكون الشرع أول رئيس سوري يتحدّث في الأمم المتحدة منذ العام 1967.
ولا يزال الشرع خاضعا لعقوبات فرضتها الأمم المتحدة بسبب ماضيه الجهادي، ويتعيّن عليه الحصول على استثناء خاص في كلّ مرة يسافر إلى الخارج.
مون-اط/لو/غ ر