تشهد مناطق عدة في المملكة اليوم حالة من التقلبات الجوية دفعت المديرية العامة للدفاع المدني إلى إطلاق تحذيرات عاجلة للمواطنين والمقيمين، حيث أكدت أن الوضع يستدعي أعلى درجات الحيطة والحذر خاصة في ظل الإنذارات المناخية الصادرة عن الجهات المختصة.
إقرأ ايضاً:

الهلال يحسم الجدل .. هل تغيّر مستقبل إنزاجي بعد هذه التصريحات الناريةهيئة شؤون الحرمين تطلق “تحذيراً هاماً” لزوار المسجد النبوي.. هذا هو “الخطأ الفادح” الذي يرتكبه البعض عند شرب زمزم!

وأوضحت المديرية أن الإنذارات شملت ثلاث مناطق رئيسية هي مكة المكرمة والباحة وعسير، وذلك بعد رصد موجة من الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح شديدة والتي قد تتسبب في مخاطر على الأرواح والممتلكات إذا لم يتم الالتزام بالتعليمات الوقائية.

وحذرت عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” من أن الحالة المناخية الراهنة وضعت هذه المناطق تحت إنذارات باللون الأحمر، وهو ما يعني خطورة بالغة تتطلب الابتعاد عن أماكن الخطر والتقيد الكامل بالتعليمات.

وأشارت إلى أن أكثر ما يثير القلق في مثل هذه الحالات هو تجمعات المياه في بطون الأودية ومناطق السدود، حيث قد تشكل السيول المفاجئة تهديدًا مباشرًا على حياة الأفراد والمركبات.

وأكدت أن الأمطار الغزيرة التي قد تشهدها بعض المحافظات تستلزم من الجميع الحذر في التنقل، مع ضرورة تجنب المرور عبر الأودية أو محاولة قطع مجاري السيول مهما بدت مستويات المياه منخفضة.

ويأتي هذا التحذير في إطار الجهود المتواصلة للدفاع المدني للحد من الأضرار التي قد تنجم عن الظواهر المناخية المتطرفة، حيث تعمل الفرق الميدانية على مراقبة الأوضاع ميدانيًا والاستجابة لأي بلاغات عاجلة.

ويُذكر أن هذه التحذيرات تزامنت مع تقارير صادرة من المركز الوطني للأرصاد حول استمرار فرص هطول الأمطار الرعدية على المرتفعات الجنوبية الغربية والغربية، وهو ما يزيد من احتمالية تشكّل السيول.

وتشمل هذه الحالات عادةً نشاطًا ملحوظًا في الرياح السطحية المثيرة للغبار والأتربة، ما يحد من مستوى الرؤية الأفقية ويضاعف من خطورة التنقل على الطرق السريعة والجبلية.

ويعكس الإنذار باللون الأحمر أعلى درجات الخطورة في منظومة التحذيرات المناخية، حيث يشير إلى حالة جوية بالغة التأثير تستدعي استنفار الجهات المختصة وتعاون المجتمع لتقليل المخاطر.

وفي هذا السياق، شددت المديرية على أهمية متابعة التحديثات الرسمية عبر قنواتها وقنوات المركز الوطني للأرصاد، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو المعلومات غير الموثوقة.

كما أوصت باستخدام تطبيقات الطقس الرسمية لمعرفة تفاصيل الحالة الجوية لحظة بلحظة، بما يساهم في التخطيط الجيد للتحركات اليومية وتجنب مواقع الخطر.

ومن بين الإرشادات التي كررتها المديرية، ضرورة الابتعاد عن مجاري السيول، وعدم المجازفة بالجلوس قرب السدود أو الأودية، إضافة إلى إيقاف المركبات في أماكن مرتفعة وآمنة.

وأكدت أن الأضرار التي قد تنجم عن تجاهل هذه التعليمات قد تكون جسيمة، خاصة وأن السيول لا تعطي إنذارًا كافيًا قبل حدوثها، ما يجعلها من أخطر الظواهر الطبيعية في المملكة.

ولفتت إلى أن الجهود الحكومية مستمرة في تجهيز مراكز الإيواء وتفعيل خطط الطوارئ تحسبًا لأي تطورات غير متوقعة قد تفرضها الحالة الجوية.

وتعتبر هذه التحذيرات امتدادًا لسياسة استباقية تنتهجها الجهات المختصة في المملكة، حيث يتم التحذير المبكر لإتاحة الفرصة أمام المواطنين والمقيمين لاتخاذ التدابير الوقائية.

كما تأتي هذه الجهود متسقة مع أهداف رؤية 2030 التي تولي أهمية بالغة لتعزيز منظومة إدارة المخاطر والكوارث الطبيعية، بما يحمي الأرواح والممتلكات ويدعم استدامة التنمية.

ويؤكد مراقبون أن تعاون المجتمع في الالتزام بالإرشادات الرسمية يعد عنصرًا أساسيًا في نجاح هذه الخطط، حيث إن الوعي العام يشكل خط الدفاع الأول أمام الكوارث الطبيعية.

وتختم المديرية دعوتها بالتأكيد على أن السلامة مسؤولية جماعية، وأن الحرص على اتباع التعليمات في مثل هذه الظروف الاستثنائية هو السبيل لتجاوزها بأقل الخسائر الممكنة.