استمر جحيم القصف والغارات في غزة، بهجوم إسرائيلي واسع طال البنية التحتية فوق وتحت الأرض، وفيما نشرت حركة «حماس» ما أسمتها صوراً «وداعية» لمعظم الرهائن، محذرة من أن الهجوم على القطاع يعرضهم للخطر، شدد البرلمان العربي، على أنه لم يعد من القبول الاكتفاء برصد الجرائم وتوثيقها دون تحرك جاد وملزم، وأن المجتمع الدولي بات أمام اختبار حقيقي.
وهاجم سلاح الجو الإسرائيلي خلال اليوم الماضي، البنية التحتية تحت الأرض ومستودعات الأسلحة وخلايا مسلحين في قطاع غزة. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أمس، إن الفرقة 98 دمرت فتحات ومباني تم زرع متفجرات حولها ومواقع إطلاق نار في مدينة غزة، كما قامت بتصفية مسلحين. وأضاف: وفي شمال قطاع غزة، تمكنت الفرقة 99 من القضاء على عدد من المسلحين.. وفي جنوب قطاع غزة، تعمل فرقة غزة في خانيونس ورفح، وخلال اليوم الماضي دمرت البنية التحتية فوق الأرض وتحتها وتمكنت من تصفية عدد من المسلحين.
وقتل 39 فلسطينياً منذ فجر أمس، جراء غارات وقصف القوات الإسرائيلية لمناطق متفرقة من قطاع غزة. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، أن من بين القتلى 32 من مدينة غزة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل قصفه وغاراته العنيفة على مناطق متفرقة من مدينة غزة، مخلفاً قتلى ومصابين. وأفادت بأن 5 مواطنين بينهم طفلتان قتلوا في غارة استهدفت منزل شقيق مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية في مخيم الشاطئ بينهم شقيقه.
كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، تسجيل حالتي وفاة جديدة، بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية. وقالت الوزارة في بيان: يرتفع بذلك عدد ضحايا المجاعة إلى 442 وفاة، من بينهم 147 طفلاً.
إلى ذلك، أكدت بلدية غزة، أن تصعيد إسرائيل لحرب الإبادة يفاقم أزمة العطش التي تعيشها المدينة، ويزيد من حجم الكارثة الصحية والبيئية ومعدلات انتشار الأمراض والأوبئة بسبب النقص الحاد في المياه. وقالت بلدية غزة، في بيان، إن كمية المياه المتوفرة تقل عن 25 % من الاحتياج اليومي للمدينة.
على صعيد متصل، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، تقديم قرابة 10 ملايين استشارة صحية منذ بدء الحرب في قطاع غزة. وقالت «الأونروا» إنها تقدم خدمات الرعاية الصحية والإغاثة للمشردين والحالات الإنسانية المتدهورة باستمرار في غزة، مشيرة إلى أن فرقها الصحية تعمل في العيادات الثابتة وفي العيادات الصحية المتنقلة التي أنشأتها للاستجابة للاحتياجات الصحية المتزايدة.
صور وداعية
في الأثناء، نشرت حركة «حماس»، أمس، صوراً «وداعية» لمعظم الرهائن المحتجزين في غزة، محذرة من أن هجوم إسرائيل على مدينة غزة قد يعرضهم للخطر. وقالت حماس في بيان أرفقته بصورة للطيار الإسرائيلي رون أراد، المفقود منذ عام 1986 بعد إسقاط طائرته فوق لبنان: بسبب تعنت رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، وخضوع رئيس أركان الجيش، ايال زامير.. صورة وداعية إبان بدء العملية في غزة.
ترحيب عربي
ورحب البرلمان العربي، بنتائج التقرير الصادر عن لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة، والذي أكد ارتكاب إسرائيل جرائم خطيرة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، من بينها جريمة الإبادة الجماعية، في انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني وللمواثيق والقرارات الأممية ذات الصلة.
وأكد معالي محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، في بيان، أن هذا التقرير يشكل إدانة جديدة وقاطعة لسياسات إسرائيل وممارساتها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، ويعكس حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشها أبناء قطاع غزة، وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، نتيجة الحصار والتجويع والعدوان المستمر.
اختبار حقيقي
وشدد اليماحي على أن المجتمع الدولي بات أمام اختبار حقيقي بعد صدور هذا التقرير، إذ لم يعد مقبولاً الاكتفاء برصد الجرائم وتوثيقها دون تحرك جاد وملزم لإنفاذ هذه القرارات، وتنفيذ حل الدولتين، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وضمان محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن تلك الجرائم كمجرمي حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي شجعت على ارتكاب المزيد من الجرائم. وجدد اليماحي، دعوة البرلمان العربي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الشعب الفلسطيني، ودعم حقه المشروع في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة، باعتبار ذلك هو السبيل العادل والدائم لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.