أعلنت شركة غوغل عن إيقاف عمل أداة “Homework Help”، وهي ميزة مدعومة بالذكاء الاصطناعي كانت مدمجة مؤخرًا داخل متصفح كروم، وذلك بعد موجة من الاعتراضات من جانب المعلمين والأكاديميين. الأداة أثارت جدلًا واسعًا بسبب قدرتها على تزويد الطلاب بإجابات فورية على أسئلة الواجبات والاختبارات بنقرتين فقط، وهو ما اعتبره التربويون وسيلة واضحة لتشجيع الغش وتقويض النزاهة الأكاديمية.

الأداة كانت تظهر بشكل تلقائي على عدد من مواقع الدورات الجامعية والمنصات التعليمية، الأمر الذي جعل استخدامها سهلًا وسريعًا دون الحاجة إلى أي إضافات خارجية. وبحسب ما أوردته صحيفة “واشنطن بوست”، فقد اشتكى العديد من المعلمين من أن غوغل تجاوزت حدودها بفرض هذه الميزة داخل بيئات أكاديمية يُفترض أن تركز على تطوير مهارات التفكير والتحليل لا على توفير الإجابات الجاهزة.

إقرأ ايضاً:

الأهلي السعودي يتلقى دفعة قوية قبل مواجهة بيراميدز.. نجم الفريق جاهز للمشاركة”يستعرض نفسه” أسطورة الكرة يوجه سهام النقد لأحد نجوم الهلال بعد الكلاسيكو

ورغم أن غوغل أكدت أن الذكاء الاصطناعي جزء من استراتيجيتها لتطوير تجربة التصفح منذ فترة طويلة، مشيرة إلى ميزات مثل “Google Lens” وتقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة سابقًا، إلا أن المعلمين رأوا أن “Homework Help” يختلف جذريًا عن تلك الأدوات. فبدلًا من أن يساعد على الفهم، اعتُبر وسيلة مباشرة لحل الاختبارات والواجبات بطريقة تضر بالعملية التعليمية.

ميليسا لوبل، المتخصصة في مجال البرمجيات التعليمية، صرّحت للصحيفة قائلة: “لا يمكننا دعم أو تشجيع أي أداة تساعد على الغش الأكاديمي بهذا الشكل المباشر”. بينما أكد إيان لينكليتر، أمين مكتبة بمعهد كولومبيا البريطانية للتكنولوجيا، أن غوغل تضع الطلاب في موقف صعب من خلال إقحام الذكاء الاصطناعي في بيئات الامتحانات، مما يهدد مصداقية التعليم الجامعي.

وبعد تصاعد الجدل، سارعت غوغل إلى الإعلان عن إيقاف مؤقت لزر “Homework Help” داخل متصفح كروم، لكنها لم تؤكد نيتها إلغاء المشروع بشكل كامل، موضحة أنها ما زالت ملتزمة بتحسين طرق التعلم عبر التكنولوجيا.

البروفيسور براندون كوك انتقد بدوره استجابة غوغل، مشيرًا إلى أن وصف الشركة للإيقاف المؤقت على أنه “دعم لعملية التعلم” أمر غير منطقي، وأضاف: “أفضل أن يطلب الطلاب المساعدة مني شخصيًا بدلًا من الاعتماد على أدوات تبتعد عن المسار التعليمي الصحيح”.

هذه القضية تفتح نقاشًا أوسع حول دور الذكاء الاصطناعي في التعليم، بين من يراه أداة لتعزيز الفهم والتفاعل، ومن يعتبره تهديدًا مباشرًا للنزاهة الأكاديمية، خصوصًا عندما يُستخدم بطريقة تتجاوز الغرض التعليمي الأساسي.