
الناصرة- “القدس العربي”: شهدت مدينة الناصرة داخل أراضي 48 أمسية ثقافية بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل الروائي اللبناني الفلسطيني إلياس خوري، تم خلالها استذكار الأديب الراحل وإبداعاته المتنوعة الخالدة.
الأمسية، التي جاءت تحت عنوان “في الذكرى الأولى لرحيل الكاتب والروائي إلياس خوري نلتقي في مكتبة مي وزيادة لنحتفي بذكراه”، افتُتحت بأغنية “بيروت” التي أدّتها الفنانة أمل مرقس دون موسيقى، قبل أن تعود لاحقاً إلى المنصة لتقديم باقة من الأغاني الملتزمة بمرافقة عازف العود المتميز وسيم عودة.
كما قرأ الفنان يوسف أبو وردة مقطعاً من قصة “يالو”. وفي مداخلة له، تحدث الكاتب والمحاضر الجامعي رائف زريق عن إلياس خوري الإنسان والصديق، تلت ذلك المربية يارا أبو داهود التي قرأت مقطعاً من رواية “كأنها نائمة”، وهي الرواية المستوحى عنوانها من قول السيد المسيح في إنجيل متى: “تنحّوا، فإن الصبيّة لم تمت لكنها نائمة”.
وتطرقت أبو داهود أيضاً إلى إلياس خوري الكاتب الصحافي والمعلق، الذي خصّ صحيفة “القدس العربي” بمقال أسبوعي كل يوم ثلاثاء لسنوات طويلة، وقرأت خلال ذلك مقاطع من نصوصه الصحافية. ثم عاد زريق ليقدّم نصاً قصيراً يحلل رواية “كأنها نائمة”، فيما واصل أبو وردة قراءة مقاطع من رواية “أولاد الغيتو… اسمي آدم”.
واختتمت الأمسية الثقافية بفيلم قصير عن الياس خوري، أعده وأخرجه الصحافي والمخرج السوري المقيم في بيروت محمد علي الأتاسي.

ويُشار إلى أن الياس خوري، المولود عام النكبة (1948- 2024)، هو كاتب وروائي وناقد ومثقف عربي لبناني ملتزم، ارتبط اسمه بفلسطين وأحب الفلسطينيين حتى استوطنوا وجدانه، إلى حد أن كثيرين اعتقدوا أنه فلسطيني. فقد ألهمته القضية الفلسطينية معظم أعماله الأدبية، من “باب الشمس” إلى “أولاد الغيتو”.
في أدبه، ساهم خوري في التعريف بفلسطين وقضيتها الوطنية، وفي صياغة سرديتها التاريخية وذاكرة شعبها الجمعية، مقدّماً نموذجاً للأدب المقاوم المنتصر للحق والحقيقة والمناهض للظلم والطمس والنسيان. وبعد انطلاقة الثورة الفلسطينية بزخم كبير عقب نكسة 1967، انضم إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، ثم قاتل في ميدان الكلمة محرراً في مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير، ومديراً لتحرير مجلة “الكرمل”، وأخيراً رئيساً لتحرير مجلة “الدراسات الفلسطينية” التي ارتبط اسمه بها لسنوات طويلة.
وقال الكاتب والمحاضر رائف زريق لـ”القدس العربي” إن الأمسية تندرج في إطار مبادلة الناصرة وفلسطين الحب والوفاء لإلياس خوري، الكاتب والروائي والمفكر الذي دافع عن حقها في الوجود، مؤكداً أن فكره وإرثه وأدبه الغني سيبقى موروثاً كبيراً يرافق أجيالاً متعاقبة، ويرفدها بالذوق الأدبي الرفيع وبالحكمة والموقف الإنساني والسياسي المحلّق دوماً في الأعالي.

