بيروت – «القدس العربي»: شكّل فيلم «بورن ستارز» فاتحة للأفلام اللبنانية الجديدة لهذا الموسم، وعودة النشاط إلى الصالات المحلية حيث انطلق، بدءاً من 18 الشهر الجاري. فيلم من توقيع كارولين لبكي وهو الروائي الأول لها، وفيه الكثير من الفانتازيا.
في ايجاز لقصة الفيلم أن الشاب جاد ضاهر ولد وعاش في بوسطن، لكنه يقيم في لبنان منذ خمس سنوات. واجه مشكلة تسديد قسط فصله الجامعي الأخير بعد أن خسر والده عمله. وكي يحقق حلُم العودة سريعاً إلى بوسطن، عليه تحصيل 7 آلاف دولار في خلال 10 أيام فقط ليتمكّن من تسديد القسط. أصدقاء جاد يهبون للتفكير بالحل إلى جانبه كي لا يتبخّر حُلُمه. شبّان يمكن وصفهم بالهامشيين يجدون الحل بإطلاق أول موقع «بورنو» عربي. خيال أفضت إليه ممارسة هؤلاء الشباب خلال أحاديثهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وخلال تشاركهم لألعاب الفيديو. إنه موقع «برونو دوت كوم» ومن خلالها يتخيلون أنهم سيجنون مالاً ينهمر عليهم كما الشتاء، ودون تعب أو عناء. تقاسموا الأدوار وكانوا شديدي الفخر بأنهم سيقدمون منتجاً لبنانياً خالصاً. خيال بعيد المدى، ذهب أبعد بكثير مما هو متاح في مجتمع عربي. والممثلون هم: طوني إيلي كنعان، ونور حجّار، وزياد صليبا وإيلي نجيم.
في القصة أيضاً أن مستثمرة أرمنية/أمريكية قررت دخول المشروع بـ10 آلاف دولار أمريكي، فقد اقتنعت أن في المشروع ربحا سريعا. القسط الجامعي لجاد ضاهر تأمّن سريعاً، بعد استلامه المبلغ «كاش» من قبل تاجر مجوهرات في برج حمود. وبدأ البحث في الخطوة التالية. فمن هي الفتاة اللبنانية التي ستوافق على تصوير نفسها؟ فبين رفض القريبات للفكرة، واحتيال غيرهن، ومواجهة مسلحة في الملهى الليلي تتعقّد الفكرة، وتبدو غير قابلة للتنفيذ.

في الصالات فيلم «بورن ستارز» وشبان من جيل الإنترنت

إذاً قصة الفيلم كما شاهدناها على الشاشة تُشكّل مزيجاً من الأمور المتناقضة لدى هؤلاء الشباب. قصة تضع المتلقي وجهاً لوجه مع عالم الإنترنت الذي بات العالم الحقيقي لهذا الجيل. ومنه جاءت فكرة «بورنو» عربي. مسار يتواصل عبر كثير من التشويق والتقطيع السريع بحيث يُظهر إيقاع هذه الفئة من الشباب الذين كبروا، وحققوا بعضاً من نضوجهم عبر العالم الافتراضي وشبكة الإنترنيت. إنهم «جين زد» المشتتو الهوية إن صحّ التعبير.
الفيلم شبابي بامتياز، إيقاعه سريع جداً، وكذلك مفردات الخطابة التي تضمنتها حوارات ابطاله بعضهم مع الآخر، مشفّرة ومختصرة. شخصيات نجحت في حضورها، وأثارت الكثير من الضحك داخل صالة السينما. لكن بوصول هذا الشريط السينمائي إلى الجانب الخاص بالشرطة أو الأمن الداخلي، كان الاختلاف واضحاً. بدا الضعف على كل ما له علاقة بالشرطة، سواء في لغة افرادها، أو في حركتهم، أو حتى طريقة مداهمتهم للمكان الذي تواجد فيه هؤلاء الشباب. إذ ليس مبرراً لفيلم مشى بمسار تصاعدي، أن يدنو من البلادة فيما يخص الشرطة. اللهم إلاّ إذا كان المشهد مقصوداً بالضعف الذي وصلنا.
إذاً في هذا الفيلم أرادت المخرجة كارولين لبكي الالتفات إلى عالم الشباب وما يعيشونه من أحلام وفوضى عاطفية، وغير ذلك من القضايا التي تشغلهم، كمخاوفهم، وتناقضاتهم، وانكساراتهم. ووجدت بأنه من واجب السينما المحلية أن تضيء على هذه الفئة من اللبنانيين. وإذ بفيلم «بورن ستارز» وسيلتها للعبير.