أعلن الفنان حسين فهمي، رئيس الدورة الـ46 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، رفضه عرضًا ماليًا مغريًا بقيمة مليون دولار من إحدى الشركات الخاصة لرعاية المهرجان، مؤكدًا أن المهرجان لا يُباع أو يُتنازل عنه مهما كانت قيمة المبلغ المقدم.
وخلال مؤتمر صحفي تحضيري للدورة الجديدة من المهرجان التي ستنطلق في 12 نوفمبر المقبل، شدد حسين فهمي على أن المهرجان يحمل طابعًا وطنيًا ومسؤولية مجتمعية، الأمر الذي جعله يرفض العرض المالي السخي، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على استقلالية وهوية المهرجان بعيدًا عن أي مصالح مادية. وأضاف فهمي: “لأن هذا مهرجان الدولة، لا يمكن المساومة عليه أو تبادله مقابل مغريات مالية مهما بلغت قيمتها”.
إقرأ ايضاً:
الفالح: البنوك اليابانية تستعد لدعم الشركات السعودية بتمويل واستثمارات مشتركةتحركات مثيرة في الهلال قبل الكلاسيكو.. مستقبل نجمين على المحك
وأكد رئيس المهرجان أن رعاية الفعاليات تتم وفق معايير دقيقة تهدف إلى صون هوية المهرجان وحفظ قيمه، مشيرًا إلى رفض أي عروض مالية لا تتوافق مع سياسات المهرجان، والتي تمنح الأولوية دائمًا للشركات الوطنية لدعم المنتج المحلي. ويرى فهمي أن دعم العلامات التجارية الوطنية يعكس التزامًا واضحًا بالاقتصاد المصري ويعزز من حضور المنتج الفني المحلي، وهو جزء من استراتيجية المهرجان للحفاظ على جودة ومصداقية الفعاليات السينمائية.
كما شدد حسين فهمي على أن المهرجان يولي اهتمامًا خاصًا للقضايا الإنسانية والفنية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن فيلم “صوت هند رجب” الذي سيُعرض في حفل الختام لن يكون الحد الأقصى من الفعاليات التي تعكس حضور فلسطين في المهرجان، بل ستتوالى الفعاليات والبرامج الفنية التي تكرس للقضية الفلسطينية وتمنحها منصة لتمثيل صوتها بشكل فني وإنساني.
وأبرز فهمي أن إدارة المهرجان تعمل وفق رؤية واضحة توازن بين دعم الإنتاج المصري والحفاظ على استقلالية الحدث، مع التركيز على تعزيز جودة الأعمال المعروضة والتزامها بالمعايير الدولية، مشيرًا إلى أن قرار رفض عرض رعاية بمليون دولار يعكس التزامًا أخلاقيًا وفنيًا تجاه الجمهور والمجتمع السينمائي.
بهذه الخطوة، يواصل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تعزيز مكانته كحدث ثقافي ووطني يلتزم بالمعايير الفنية والمجتمعية، محافظًا على استقلاليته وكرامته، ومؤكدًا على دوره في دعم السينما الوطنية والقضايا الإنسانية المهمة.
