دخلت المملكة مرحلة جديدة في تنظيم النقل التعليمي بعدما أقر مجلس إدارة الهيئة العامة للنقل اللائحة التنفيذية الخاصة بهذا النشاط، والتي ستصبح الإطار المرجعي الذي يحدد قواعد تشغيل هذه الخدمة الحيوية لطلاب وطالبات جميع المراحل الدراسية.
إقرأ ايضاً:
“الهيئة العامة للنقل” تصدر “قرارا حاسما”.. كيف سيؤثر “التحقق بالوجه” على رحلة طلبك من اليوم؟أبشر سفر يطلق خدمة جديدة .. اكتشف كيف تُسهّل عبورك لجسر الملك فهد بخطوات بسيطة!
وتركز اللائحة الجديدة على تنظيم خدمات نقل طلاب الجامعات والكليات والمدارس ودور الحضانة ورياض الأطفال والمعاهد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، بما يحقق جودة أعلى ويضمن انسيابية أكبر في هذا القطاع.
وقد شددت الهيئة على أن الهدف الرئيس هو رفع معايير السلامة وتوفير بيئة نقل آمنة، إلى جانب فتح المجال أمام الاستثمارات الخاصة بما يخدم مستهدفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لرؤية المملكة 2030.
وبحسب اللائحة، فإن أي منشأة ترغب في العمل في هذا القطاع عليها الحصول على ترخيص مدته ثلاث سنوات، شريطة الالتزام بالمعايير والمتطلبات الأساسية التي وضعتها الهيئة بدقة.
ومن بين أبرز هذه الشروط إلزام المنشآت بتوفير ما لا يقل عن خمس حافلات، سواء بالملكية المباشرة أو عبر عقود التأجير التمويلي، إلى جانب وجود سجل تجاري ساري يتضمن نشاط النقل التعليمي.
كما فرضت اللائحة على جميع المنشآت الراغبة في ممارسة النشاط الارتباط بالمنصات الإلكترونية التي تحددها الهيئة، وذلك لتسهيل المتابعة والرقابة وضمان جودة الخدمة.
ولم تقتصر التنظيمات على المنشآت فحسب، بل أتاحت الفرصة أمام الأفراد السعوديين لممارسة النشاط من خلال امتلاك وتشغيل حافلة واحدة بعد الحصول على بطاقة تشغيل رسمية.
وقد اشترطت اللائحة على الأفراد أن لا يقل عمر المتقدم عن 25 عامًا، وأن يكون مالكًا للحافلة بشكل مباشر، مع صلاحية بطاقة التشغيل لمدة عام واحد فقط.
وفي ما يخص الحافلات، ألزمت اللائحة بألا يتجاوز العمر التشغيلي للمركبة 12 عامًا من تاريخ الصنع، وذلك للحفاظ على معايير الجودة والسلامة.
كما نصت على أن يكون لون الحافلة أصفر موحدًا، وأن تحمل علامات واضحة مثل عبارة “حافلة تعليمية”، بالإضافة إلى ذراع التوقف “قف” على جانبيها.
وأكدت الهيئة على إلزامية إخضاع الحافلات للفحص الفني الدوري، مع وجود تغطية تأمينية سارية تغطي فترة التشغيل بالكامل.
وشملت اللائحة معايير صارمة للسائقين، حيث أوجبت حصولهم على “بطاقة سائق مهني”، على أن لا يقل عمر السائق عن 25 عامًا وأن يكون سجله الجنائي خاليًا من السوابق.
كما يجب على السائق اجتياز اختبار الكفاءة المهنية المعتمد من الهيئة، وهو ما يعكس الاهتمام بانتقاء الكوادر المؤهلة القادرة على التعامل مع الطلاب بمهنية عالية.
وتضمنت التعليمات إلزام السائق بإجراء فحص يومي سريع لسلامة المركبة قبل تشغيلها، إلى جانب التأكد من خلوها من الطلاب بعد انتهاء كل رحلة.
ومنعت اللائحة تزويد الحافلة بالوقود أثناء وجود الطلاب بداخلها، وذلك لاعتبارات السلامة القصوى التي تضع حياة الطلاب في المقام الأول.
وفي خطوة مهمة لحماية الطلاب الأصغر سنًا، نصت اللائحة على ضرورة وجود مرافق داخل الحافلة للمرحلة الابتدائية وما دونها، لمساعدة الطلاب وضمان سلامتهم طوال الرحلة.
كما اشترطت أن لا يقل عمر المرافق عن 18 عامًا وأن يكون سجله الجنائي خاليًا من أي سوابق، وهو ما يعزز الثقة لدى أولياء الأمور.
وبذلك تسعى الهيئة من خلال هذه اللائحة إلى بناء قطاع نقل تعليمي منظم وآمن وموثوق، يقوم على أسس مؤسسية واضحة تحفظ حقوق الطلاب وأولياء الأمور ومقدمي الخدمة على حد سواء.