قال عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي من ولاية أريزونا، مارك كيللي، للكوميدي والمذيع التلفزيوني، ستيفن كولبرت: «لم يسبق من قبل أن كان لدينا رئيس يمضي معظم وقته في التفكير في كيفية استغلال النظام القضائي كي يلاحق أعداءه السياسيين».

ويرى أنصار الرئيس دونالد ترامب أن كيللي يقترب من الوهم، وخلال السنوات الأربع أوضح الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، أنه مستعد لفعل أي شيء لإنهاء حياة ترامب السياسية، وفي عام 2022، قال بايدن للصحافيين: «أنا متأكد من أنه، في ظل أي جهود شرعية لدستورنا، لن يكون الرئيس المقبل».

وفي أعقاب الانتخابات، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن بايدن يأسف لأنه عيّن ميريك غارلاند مدعياً عاماً، وألقى عليه اللوم لأنه لم يتحرك بحزم كافٍ كي يقاضي منافسه على قضية اقتحام «الكابيتول» في السادس من يناير 2021.

من جهته، اتهم ترامب إدارة بايدن بالتعاون مع المدعي العام في نيويورك، ليتيسيا جيمس، في القضية المدنية الموجهة ضدها، وأورد أدلة كزيارتها للبيت الأبيض خلال ثلاث مناسبات منفصلة في الفترة ما بين أبريل 2022 وأغسطس 2023، لكن هذه المزاعم لم تكن مؤكدة، أما بالنسبة لناخبي ترامب فإن هذه الاحتمالات معقولة للغاية.

لكن ترامب الذي عاد مرة أخرى إلى الحكم يشعر بالإحباط والغضب، ومن يلومه على ذلك؟ فلأكثر من عقد من الزمن استخدم الديمقراطيون كل الحيل السياسية القذرة التي يمكن تخيلها ضده.

وهو يريد الانتقام، واشتكى أخيراً على موقع «تروث سوشيال»، حيث نشر مدونة موجهة إلى المدعي العام في إدارته، وهي بام بوندي، حيث يقول: «ماذا بشأن كومي، آدم شيف، وليتيسيا؟ إنهم جميعاً مذنبون بشدة، ولكن لا شيء يمكن اتخاذه ضدهم». واختتم بقوله: «العدل يجب أن يطبق الآن». ولديه حلفاء أمثال ستيف بانون، وبيتر نافارو، وروجر ستون، وبول مانافورت، وآخرين، مسجونون، وهو يريد المحاسبة.

وبالنسبة لمؤيدي ترامب، سيكون من دواعي سرورهم رؤية سيناتور كاليفورنيا، آدم شيف (ديمقراطي)، يحاول شرح أكاذيبه الكثيرة والمدمرة عن الرئيس أمام هيئة محلفين، والتي تخدم مصالحه الشخصية.

ولكن الاندفاع نحو المعركة بذخيرة غير كافية، وجنود غير مدربين، ليس الطريق الأمثل للفوز بالحرب. وأخيراً، أقال ترامب المدعي العام الأميركي للمنطقة الشرقية لولاية فرجينيا، إريك سيبرت، بزعم أنه عجز عن بناء قضية رابحة ضد جيمس. واستبدل ترامب، سيبرت بأحد المساعدين في البيت الأبيض، ويتوقع منه الآن متابعة التهم، لكن يبدو أنه يفتقر إلى الخبرة في الادعاء العام، وهذا خطأ. وبالنسبة لترامب، سيكون الفشل في المحكمة أسوأ نتيجة ممكنة، فهو لا يريد ليتيسيا جيمس منتصرة.

وأشار ترامب في رسالة على موقع «تروث سوشيال» بقوله: «لا نستطيع التأجيل أكثر من ذلك، إذ إن ذلك يدمر سمعتنا ومصداقيتنا». وهو على صواب في ذلك، إذ تعكس المدونات على مواقع التواصل الاجتماعي الإحباط لعدم معاقبة معارضي الرئيس على ازدواجيتهم.

وينجم نفاد الصبر جزئياً من نتائج تحقيقات بارزة أخرى، مثل تحقيق مجلس النواب في مزاعم استغلال النفوذ، وأنشطة غير مشروعة أخرى لعائلة بايدن. فقد جنت العائلة، بقيادة ابن الرئيس السابق هانتر بايدن، وبمساعدة والده، ملايين الدولارات من الصين وروسيا ومصادر أخرى مشبوهة.

ورغم كشوف الحسابات المصرفية المدانة، والروايات المباشرة عن تورط جو بايدن الذي نفاه منذ فترة طويلة في أنشطة ابنه، والكشف عن شبكة المعاملات المربكة التي زادت من ثروة هانتر وعائلته، لم يتهم أحد بارتكاب جريمة، ولم يتم إدخال أحد السجن. أما الرئيس السابق بايدن فقد عفا عن ابنه وجميع أفراد العائلة الآخرين في جرائم يزعمون أنهم لم يرتكبوها.

ولم تكن عائلة بايدن هم أعداء ترامب الوحيدون الذين نجوا من انتقامه، فهناك وزيرة الخارجية الأميركية السابقة والمرشحة التي نافست ترامب، هيلاري كلينتون، التي لاتزال تظهر بمثابة البطلة بالنسبة لليسار، وحتى بعد أن أطلقت حملة التشهير الروسية «روسيا غيت» التي عرقلت ولاية ترامب الأولى في البيت الأبيض.

وفي الواقع تمت تبرئة ترامب، وفاز في الانتخابات لمرة ثانية، رغم صعوبات كبيرة، ورغم معارضة جميع مؤسسات البلاد تقريباً، بما في ذلك الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام التقليدية. وعلى الرئيس أن يعزي نفسه بأن فوزه في التصويت الشعبي العام الماضي دليل على أن الشعب الأميركي يُنصف المخطئين بعقله السليم.

ويجب على ترامب أن يفرح بفوزه، وأن يحقق للشعب الأميركي ما يصبو إليه، وألا يخاطر بكل شيء بالتسرع في مقاضاة خاسرة.  عن «ذي هيل»

• يجب على ترامب أن يفرح بفوزه، وأن يحقق للشعب الأميركي ما يصبو إليه، وألا يخاطر بكل شيء بالتسرع في إثارة قضايا خاسرة.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share

فيسبوك
تويتر
لينكدين
Pin Interest
Whats App