خطبة الجمعة القادمة بعنوان : صحح مفاهيمك ، إعداد: رئيس التحرير الدكتور أحمد رمضان لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 18 ربيع الثاني 1447هـ ، الموافق 10 أكتوبر 2025م.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 10 أكتوبر 2025م بعنوان : صحح مفاهيمك ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان.

 

العُنْصُرُ الأَوَّلُ: مَقَاصِدُ مَبَادِرَةِ “صَحِّحْ مَفَاهِيمَكَ”
العُنْصُرُ الثَّانِي: خَطَرُ الغِشِّ فِي الِامْتِحَانَاتِ وَتَشْوِيهُ مَعْنَى الأَمَانَةِ
العُنْصُرُ الثَّالِثُ: تَخْرِيبُ المُمْتَلَكَاتِ العَامَّةِ وَحُرْمَةُ الإِعْتِدَاءِ عَلَيْهَا
العُنْصُرُ الرَّابِعُ: الخِلَافَاتُ الأُسَرِيَّةُ وَأَثَرُهَا فِي تَفَكُّكِ البُيُوتِ وَزِيَادَةِ حَالَاتِ الطَّلَاقِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 10 أكتوبر 2025م : صحح مفاهيمك ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان : كما يلي:

 

 صحح مفاهيمك

18 ربيع الثاني 1447هـ – 10 أكتوبر 2025م

إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ الَّذي بَيَّنَ للناسِ سبيلَ الهُدى، وحذَّرَهم مَزالقَ الرَّدى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، صلّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِه، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

أمّا بعدُ؛ فيا أيُّها الأحبَّةُ في اللهِ، أوصيكم ونفسي أولًا المقصّرةَ بتقوى اللهِ؛ فإنَّها وصيّةُ اللهِ للأوّلينَ والآخرينَ: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾.

عناصر الخطبة:

العُنْصُرُ الأَوَّلُ: مَقَاصِدُ مَبَادِرَةِ “صَحِّحْ مَفَاهِيمَكَ“

العُنْصُرُ الثَّانِي: خَطَرُ الغِشِّ فِي الِامْتِحَانَاتِ وَتَشْوِيهُ مَعْنَى الأَمَانَةِ

العُنْصُرُ الثَّالِثُ: تَخْرِيبُ المُمْتَلَكَاتِ العَامَّةِ وَحُرْمَةُ الاعتداء عَلَيْهَا

العُنْصُرُ الرَّابِعُ: الخِلَافَاتُ الأُسَرِيَّةُ وَأَثَرُهَا فِي تَفَكُّكِ البُيُوتِ وَزِيَادَةِ حَالَاتِ الطَّلَاقِ

العُنْصُرُ الأَوَّلُ: مَقَاصِدُ مَبَادِرَةِ “صَحِّحْ مَفَاهِيمَكَ”

أيُّها الإخوةُ المؤمنون، نعيشُ اليومَ في زمنٍ كَثُرَ فيه الخلطُ بينَ الحقِّ والباطلِ، وكَثُرَتِ المفاهيمُ المغلوطةُ التي تُسوَّقُ للشبابِ في المدارسِ والجامعاتِ والمجتمعِ. فجاءت مبادرةُ “صحّح مفاهيمك” التي أطلقتها وزارةُ الأوقافِ المباركةُ، لتُعيدَ الأمورَ إلى نصابِها، ولتُصحِّحَ بوصلةَ الوعي، وتُجلِّي الغشاوةَ عن العقولِ والقلوبِ.

هذه المبادرةُ أيها الأحبّةُ ليست مجرّدَ شعاراتٍ تُرفعُ، ولا كلماتٍ تُقالُ، إنما هي دعوةٌ إلى فهمِ الدينِ فهمًا صحيحًا، وإلى تحويلِ المبادئِ إلى سلوكٍ يوميٍّ عمليٍّ في حياةِ الناسِ. فهي تصحيحٌ للمفاهيمِ المغلوطةِ التي تُؤدّي إلى فسادِ الفردِ والمجتمعِ.

قال اللهُ تعالى: ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا﴾ [النساء: 176]. أي يوضحُ لكم الأحكامَ ويُفصِّلُ لكم الطريقَ؛ حتى لا تنحرفوا عن الصراطِ المستقيمِ.

العُنْصُرُ الثَّانِي: خَطَرُ الغِشِّ فِي الِامْتِحَانَاتِ وَتَشْوِيهُ مَعْنَى الأَمَانَةِ

عبادَ اللهِ، من أخطرِ ما ابتُلِيَ به أبناؤُنا اليومَ: الغشُّ في الامتحاناتِ. وقد بيَّنَ النبيُّ ﷺ خطورةَ هذا الفعلِ فقال: «مَن غشَّ فليس منّا» (رواه مسلم).

الغشُّ ليس وسيلةً للنجاحِ، بل هو خيانةٌ للهِ ولرسولِه وللأمّةِ. إنَّهُ قتلٌ لمبدأِ الأمانةِ، وتشويهٌ لرسالةِ التعليمِ، وسببٌ في تخريجِ أجيالٍ ضعيفةٍ عاجزةٍ، تحملُ شهاداتٍ ورقيةً خاويةً من العلمِ الحقيقيِّ.

وقد قال رسولُ اللهِ ﷺ: «أَدِّ الأمانةَ إلى منِ ائتمنكَ، ولا تخُنْ من خانكَ» (رواه الترمذي وصححه). فأيُّ خيانةٍ أعظمُ من أن يخونَ الإنسانُ أمانةَ العلمِ، وهو يظنُّ أنه يربحُ وهو في الحقيقةِ يخسرُ الدنيا والآخرةَ؟!

قصّةٌ تُحذِّر: رُوي أنَّ أحدَ العلماءِ رأى تلميذًا يغشُّ في الامتحانِ فقال له: “واللهِ يا بني، لقد بدأتَ أولَ طريقِ حياتِك بخيانةٍ، فكيفَ تنتظرُ أن يُباركَ اللهُ في مستقبلك؟!”.

العُنْصُرُ الثَّالِثُ: تَخْرِيبُ المُمْتَلَكَاتِ العَامَّةِ وَحُرْمَةُ الإِعْتِدَاءِ عَلَيْهَا

أيُّها الأحبَّةُ في اللهِ، إنَّ المدارسَ والجامعاتِ والشوارعَ والحدائقَ، كلُّها نِعَمٌ أنعمَ اللهُ بها علينا، وجعلها حقًّا مشتركًا بين أبناءِ الوطنِ جميعًا. والاعتداءُ عليها تخريبًا أو تدميرًا أو تلوّثًا هو اعتداءٌ على الأمّةِ كلِّها.

قال اللهُ تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ [الأعراف: 56]. والنبيُّ ﷺ يقول: «إيَّاكم والجلوسَ في الطُّرقاتِ»، قالوا: ما لنا بُدٌّ يا رسولَ اللهِ، قال: «فأعطوا الطريقَ حقَّهُ» (متفق عليه). ومن حقِّ الطريقِ: أن نصونهُ من الأذى والقاذوراتِ، وأن نحفظَ المرافقَ من التخريبِ والإفسادِ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحمدُ للهِ على نعمائِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمّدًا عبدُه ورسولُه، صلّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِه أجمعينَ.

العُنْصُرُ الرَّابِعُ: الخِلَافَاتُ الأُسَرِيَّةُ وَأَثَرُهَا فِي تَفَكُّكِ البُيُوتِ وَزِيَادَةِ حَالَاتِ الطَّلَاقِ

أيُّها الأَحبَّةُ فِي اللهِ، من أخطرِ المفاهيمِ المغلوطةِ التي نحتاجُ إلى تصحيحِها: أن يظنَّ بعضُ الأزواجِ والزوجاتِ أنَّ الخلافَ معناهُ العداوةُ، وأنَّ الاختلافَ سببٌ كافٍ للطلاقِ. وهذا غيرُ صحيحٍ؛ فالاختلافُ سُنَّةٌ من سننِ اللهِ في خلقِه، والمهمُّ هو كيفَ نديرُهُ ونحوِّلُهُ إلى طاقةٍ إيجابيّةٍ تُقوّي الأسرةَ بدل أن تُهدِّمَها.

قال اللهُ تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]، وقال النبيُّ ﷺ: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلي» (رواه الترمذي).

إنَّ الخلافاتِ الأسريةَ إذا لم تُدار بالحكمةِ والرحمةِ أدّت إلى الطلاقِ، وشتّتت الأطفالَ، وهدَمتِ البيوتَ. فكم من طفلٍ ضاعَ لأنَّ والديه لم يُحسِنا إدارةَ خلافاتِهما!

قصةٌ واقعيةٌ: قيل إنَّ رجلًا جاء إلى عمرَ بن الخطابِ رضي اللهُ عنه يشكو من شدّةِ كراهيةِ زوجتِه له، فقال له عمرُ: “أوَكلُّ البيوتِ تُبنى على الحبِّ؟ فأين الرعايةُ وأين المروءةُ؟”. فالحياةُ الزوجيّةُ ليست كلماتِ عشقٍ فحسب، بل صبرٌ وحِلمٌ ورعايةٌ ومسؤوليةٌ.

عبادَ اللهِ، إنَّ مبادرةَ “صحِّح مفاهيمك” جاءت لتُعلِّمنا أنَّ الدِّينَ ليس عباداتٍ فحسب، بل هو سلوكٌ ومعاملاتٌ وأخلاقٌ. فجهادُنا اليومَ أن نُصحِّحَ المفاهيمَ في قلوبِ أبنائِنا:

 

أن الغشَّ خيانةٌ وليس شطارةً.

أن تخريبَ المرافقِ اعتداءٌ على نِعَم اللهِ.

أن الخلافَ الأسريَّ يحتاجُ إلى حوارٍ ورحمةٍ لا إلى طلاقٍ وتشتيتٍ.

قال تعالى: ﴿فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا﴾ [الأنبياء: 79]. والفهمُ الصحيحُ نعمةٌ عظيمةٌ، وغيابُهُ هلاكٌ للأفرادِ والمجتمعاتِ.

اللَّهُمَّ اجعلنا من عبادِكَ الذين يستمعونَ القولَ فيتّبعونَ أحسنَهُ.

اللَّهُمَّ علِّمنا ما ينفعُنا، وانفعنا بما علَّمتنا، وزِدْنا علمًا وهُدىً وتُقى.

اللَّهُمَّ أصلِح شبابَنا وبناتِنا، وألهِمْهُم الصدقَ والأمانةَ وحُسنَ الخُلقِ.

اللَّهُمَّ احفظ أوطانَنا ومجتمعاتِنا من كلِّ شرٍّ وفسادٍ.

اللَّهُمَّ بارِكْ في بيوتِنا وأسرِنا، وألِّف بينَ قلوبِ أزواجِنا وزوجاتِنا، واحفظْ أبناءَنا من الضياعِ والتفككِ.

وصلّى اللهُ وسلّمَ وبارَك على نبيّنا محمّدٍ، وعلى آلهِ وصحبِه أجمعينَ، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

 

د. أحمد رمضان

خُطبةُ صوتِ الدعاةِ – إعداد رئيس التحرير: الدكتور أحمد رمضان
 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وأيضا للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

–للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وكذلك للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

-كذلك للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

وأيضا للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

نسخ الرابط
تم نسخ الرابط