قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، الاثنين، إنه زار شمال شرق سوريا، لإجراء “محادثات جوهرية” مع قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي.

وجاء في بيان لباراك عبر حسابه في منصة “إكس”:زرتُ شمال شرق سوريا اليوم برفقة قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر، لإجراء محادثات جوهرية مع مظلوم عبدي وقوات سوريا الديمقراطية. هذا زخمٌ كبيرٌ لرؤية الرئيس الأميركي المتمثلة في منح سوريا فرصة من خلال تمكين السوريين من الاتحاد في جهد متجدد من أجل السلام والازدهار المشترك”.

وكان باراك قال الشهر الماضي، إن ثمة التزام مشترك من الجميع لمحاولة توفير الموارد اللازمة لتمكين النظام السوري، مؤكداً أن سوريا عنصر بالغ الأهمية في الاستقرار الإقليمي.

وتأتي الزيارة في وقت، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، الأحد، في محور دير حافر، شرقي محافظة حلب، شمال سوريا، فيما ذكر التلفزيون السوري أن الأخيرة أغلقت جميع المعابر التي تربط ضفتي نهر الفرات الشرقية والغربية في دير الزور.

وأوضح التلفزيون السوري أن الاشتباكات على محور دير حافر، شرقي محافظة حلب، وذلك بعد أن أعلنت “قسد”، في وقت سابق، الأحد، أن مسلحين تابعين للحكومة السورية شنوا هجمات في شمال وشرق البلاد، ما أسفر عن إصابة 7 من مقاتليها.

توترات متصاعدة

وازدادت في الآونة الأخيرة التوترات الأمنية في مناطق التماس بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية. وفي وقت سابق الشهر الماضي، اندلعت اشتباكات بين الطرفين في محيط قرية تل ماعز شرق حلب، حيث قالت دمشق حينها إن “قسد” قصفت المنطقة بقذائف الهاون، فيما أعلنت “قسد” سقوط ضحايا ومصابين، بعدما ذكرت أن طائرة مسيرة تابعة للحكومة السورية استهدفت نقطة عسكرية تابعة لها في حلب.

وفي أوائل أغسطس الماضي، تبادل الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية، الاتهامات بشأن اشتباكات في ريف منبج شمالي البلاد، إذ قالت وزارة الدفاع السورية، إن هجوماً نفذته قوات سوريا الديمقراطية، أسفر عن إصابة 4 من أفراد الجيش و3 مدنيين، فيما أشارت “قسد”، إلى أنها “استخدمت حقها في الدفاع عن النفس”، وردت على مصادر النيران.

وتسيطر “قسد” التي تُشكل الوحدات الكردية “عمودها الفقري” على ما يقارب ثلث مساحة سوريا، تحديداً شرق وشمال شرق البلاد، وهي منطقة تضم ثروة نفطية وسدوداً كهرومائية تساعد في توليد الطاقة. كما تحالفت خلال العقد الماضي مع الولايات المتحدة في التصدي لتنظيم “داعش”.

وفي 10 مارس الماضي، وقع عبدي اتفاقاً مع الرئيس السوري أحمد الشرع يقضي بانضمام “قسد” إلى مؤسسات الدولة الجديدة وتسليم معابر حدودية رئيسية وحقول نفط ومطار إلى سيطرة الحكومة السورية.

وكان من المتوقع تنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية و”قسد” بحلول نهاية العام، لكن الشرع قال الشهر الماضي، إن هناك “نوعاً من التعطيل أو التباطؤ في تنفيذ الاتفاق”.