الشارقة (وام)

شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، وقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، صباح أمس، جلسات النسخة الأولى من المؤتمر العالمي لأفلام الأطفال والشباب، ضمن فعاليات «مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب»، وذلك في بيت الحكمة.
وقد استهل حفل الافتتاح بمادة فيلمية تناولت أبرز الأفلام المشاركة في المهرجان في نسخته الـ 12 والذي يتضمن عرض 74 فيلماً تم اختيارها من بين 1740 فيلماً من 26 دولة، ومشاركة نخبة من صُنّاع الأفلام، والمختصين في مجالات السينما والإعلام من مختلف دول العالم.

دعم فلسطين
وجهت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع في مداخلة لسموها، الشكر والتقدير للمشاركين والمتحدثين والقائمين على المهرجان والمؤتمر الذي تتناول جلسته الرئيسة قضية مهمة وهي «قضية فلسطين»، التي كانت ولا زالت وستبقى في القلوب بالنسبة لدولة الإمارات والشارقة على وجه الخصوص، مشيرة سموها إلى أن المجتمع نشأ على حب فلسطين ولا يمكن لأحد أن ينتزع هذا الحب.
وأضافت سموها أن البعض يتجه لاستخدام المنصات الحديثة لتوصيل رسائل مضللة وبعيدة عن الحقيقة، والسيطرة على العقول الناشئة والشباب، مؤكدة أن المحاولات والأعذار التي يخلقها البعض لن تحيد الشخص الفاهم العاقل عن معرفة الصورة الحقيقية لفلسطين وأهلها.
وتناولت سمو رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع دور أبناء الوطن العربي تجاه القضية الفلسطينية، مشيرة إلى ضرورة التمسك بقول الحق والتعبير عن الرأي بكل حرية وإيصال الصورة الصحيحة عن ما يجري في فلسطين، مؤكدة أن أهل فلسطين هم أهلنا وإخواننا وأبناؤنا وأصدقاؤنا، ومن الواجب الوقوف معهم.

رسالة صحيحة وهادفة
أرسلت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، رسالة للمسؤولين في القطاع الإعلامي بالدولة بأن يكونوا أصحاب حق كما هم الآن، وأن يستخدموا منصات التواصل الاجتماعي لإيصال الرسالة الصحيحة والهادفة التي ترسخ وتعزز من مكانة فلسطين في العقول والقلوب، إضافة إلى تكثيف الرقابة على المحتوى الذي يصل لأبنائنا والمحافظة عليهم من كل فكر يخالف الدين الإسلامي والعادات والتقاليد، داعية إلى ضرورة وقوف الأجيال القادمة مع إخوانهم الفلسطينيين.
وشددت سمو رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع على أهمية الوقوف أمام كل منصة تفسد أخلاق الأطفال والشباب، من خلال الترويج للأفعال والأخلاق الهدامة في الأفلام والألعاب الإلكترونية المختلفة، ما يؤدي إلى نتائج غير مرجوة تنعكس على المجتمع وتطوره، مناشدة سموها أفراد المجتمع الإماراتي أن يكونوا جنوداً يحمون الأبناء في الداخل من هذه السموم الفكرية.

قادة الغد وصُناعه
وألقت بعدها الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير عام مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، مدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، كلمة أشارت فيها إلى أن الشارقة لطالما آمنت بأن الأطفال والشباب هم الثروة وقادة الغد وصُناعه، ومن هذا المنطلق جاء تأسيس المهرجان الذي تحول، بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبدعم من قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، إلى نموذج متفرد في المشهد الثقافي، وجزء من مشروع الشارقة الثقافي الذي تتّسع رؤيته ليكون عربياً وعالمياً، حيث تتجلّى إحدى ركائزه في الاهتمام بمعارف ووعي الأجيال القادمة.

روح الابتكار
وأضافت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي قائلة: «نواصل مسيرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي الذي انطلق عام 2013، ورسّخ مكانته منصة ترعى أطفالنا وشبابنا الواعدين، وتعزز فيهم روح الابتكار وتنمي مواهبهم، فاتحة أمامهم آفاق الإبداع، حيث أثبت المهرجان أنه أكثر من مجرد منصة لعرض الأفلام، بل مدرسة للحياة وجسر يربط بين المتعة والمعرفة والقيم النبيلة، حيث استقطب أكثر من 234 ألف زائر، وقدم ما يزيد على 12 ألف فيلم من 95 دولة، بينها أكثر من 250 فيلماً من إبداع الأطفال والشباب، واليوم يواصل المهرجان دوره في بناء أجيال مبدعة تدرك قيمة الثقافة وتعبّر عن هويتها أمام العالم، حيث يمثل المؤتمر خطوة جديدة في هذه المسيرة، ومنصة تجمع صناع الأفلام والخبراء لتبادل الرؤى واستشراف مستقبل السينما».

أصوات الأطفال
وعبر جلسة نقاشية بعنوان «إبراز أصوات الأطفال الفلسطينيين عبر السينما»، شارك فيها كل من الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، وفيردوس بلبوليا مدير مهرجان نيلسون مانديلا السينمائي، ومحمد قبلاوي المؤسس والرئيس التنفيذي لمهرجان مالمو للسينما العربية، تناولت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي دور المهرجان في تحويل الطفل من متلق إلى صانع حكاية، من خلال الورش التدريبية والحلقات النقاشية المتعددة، وتوفير أحدث الوسائل والتقنيات للمشاركين من أجل التعلم وتطوير المهارات المتنوعة مثل هندسة الصوت والإضاءة والإخراج وغيرها، مؤكدة أن صوت الأطفال قوة ورسالتهم شهادة.
وأشارت مدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، إلى أن لأطفال فلسطين الحق في رواية قصتهم وإيصال كلمتهم، لأنهم لا يروون قصة، بل يكتبون التاريخ ويرسخون ذاكرة الوطن وأوجاعه، مؤكدة أن المهرجان يعمل على أن يكون وسيلة لنقل صوت الطفل الفلسطيني للعالم من خلال الأفلام.

صورة واقعية 
من جانبها، تحدثت فيردوس بلبوليا مدير مهرجان نيلسون مانديلا السينمائي، عن دور مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب المهم في تنمية قدرات الأطفال والشباب ومهاراتهم، متناولة التحديات والصعوبات التي تعرضت لها في بداية مشوارها كصانعة أفلام، وشددت على أهمية نقل الصورة الواقعية والحقيقية عن الأحداث المختلفة حول العالم ومن ضمنها ما يعيشه أطفال فلسطين من خلال إنتاج الأفلام التي تصل لمشاعر المشاهد وترسخ الفكرة في عقله.

أحلام وطموحات
وتحدث محمد قبلاوي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمهرجان مالمو للسينما العربية في الجلسة عن تضامنه مع أي حالة إنسانية حول العالم، موضحاً أن مهرجان مالمو لم تغب عنه القضية والسينما الفلسطينية، حيث شهد مشاركة 32 فليماً من فلسطين تحدثت عن تفاصيل الأحداث وما يعيشه الفلسطينيون في ظل الأحداث المتغيرة، مؤكداً أن السينما تعمل على نقل الصورة التي يصعب على نشرات الأخبار نقلها.
وناشد الرئيس التنفيذي لمهرجان مالمو للسينما العربية الكُتاب والمخرجين ضرورة توضيح أن الطفل الفلسطيني يعيش حياته ولديه أحلام وطموحات لتحقيقها، مشدداً على أهمية بناء جسر بين الجمهور العالمي والقضية الفلسطينية لتحقيق وضوح الرسالة.

نموذج ناجح
وقد حضر سموهما الجلسة الثانية في المؤتمر والتي حملت عنوان «دور الأطفال والشباب في صناعة السينما وأثرهم في تشكيل مستقبلها»، تحدث فيها معالي عبدالله بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، عن صناعة السينما للأطفال ودعم القيادة والحكومة لهذا المجال، موضحاً أن الحكومة تقوم بدعم واستقطاب الشركات الكبرى في مجال الإنتاج السينمائي لتعزيز القطاع في الدولة.
وأشار معاليه إلى أن قطاع السينما يعتبر اقتصادياً بحتاً، خصوصاً في الوقت الراهن الذي شهد دخول الذكاء الاصطناعي ما أسهم في تقليل التكلفة وزيادة إنتاج الأفلام، مستذكراً أبرز الأفلام الكرتونية للجيل السابق مثل «عدنان ولينا» التي لازالت عالقة في الأذهان، داعياً صناع المحتوى والأفلام إلى اعتباره نموذجاً ناجحاً ليتم تطبيق مقومات نجاحه على المحتوى الحالي.

دعم المواهب الناشئة
يُعد «المؤتمر العالمي لأفلام الأطفال والشباب» منصة إقليمية فريدة تسلط الضوء على دور السينما في تشكيل عقول الشباب في العالم العربي، ويجمع صناع الأفلام والخبراء لتبادل الأفكار ومناقشة التحديات والفرص في السينما العربية الموجهة للأطفال والشباب، وتعزيز سرد القصص الهادفة ودعم المواهب الناشئة، كما يجسّد المؤتمر دور الشارقة الرائد في دعم قطاع السينما والإعلام، وترسيخ مكانتها وجهة فنية تُلهم المبدعين وتُقدم فرصاً استثنائية للمواهب الشابة الواعدة في العالم العربي.

محاور رئيسة
عن أهداف ومحاور المؤتمر العالمي لأفلام الأطفال والشباب، تحدثت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، قائلة: «نناقش ثلاثة محاور رئيسة، هي تعزيز أصوات الأطفال الفلسطينيين عبر السينما، ودور الأطفال والشباب في صناعة السينما وأثرهم في تشكيل مستقبلها، ودور المهرجانات في تشكيل مستقبل السينما العربية والعالمية، وتهدف هذه النقاشات إلى تبادل الخبرات، وفتح حوارٍ عالميّ حول دور السينما في بناء وعي الأجيال وصياغة مستقبلٍ أكثر إنسانيّة، ومن خلالها نؤكّد التزامنا بتمكين الجيل الجديد من المبدعين، وترسيخ مكانة الشارقة منارة تُلهم الأجيال وتحتضن الموهوبين».