معروف الداعوق

اللواء

تتوقع مصادر سياسية ان يدفع نجاح الرئيس الاميركي دونالد ترامب بإنهاء حرب قطاع غزّة، بين اسرائيل وحركة حماس، بعد عامين من نشوبها، بدعم عربي واسلامي ودولي شامل، الى الانتقال لحل المشاكل بين سوريا واسرائيل، وبالتزامن معها مشكلة الاحتلال الاسرائيلي للتلال الخمس جنوباً، واستكمال تنفيذ اسرائيل للقرار١٧٠١، وإنهاء تداعيات الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على لبنان وحل مشاكل الحدود الجنوبية، في وقت ليس ببعيد، استنادًا الى سلسلة الوعود والالتزامات التي قطعها الرئيس الاميركي، بإنهاء الحروب والتوترات واحلال السلام الشامل في الشرق الاوسط بين اسرائيل والدول العربية.

ولا تستبعد المصادر، وفق “اللواء”، ان تضغط الادارة الاميركية في وقت لاحق لعقد مفاوضات بين لبنان واسرائيل، لتسريع حل المشاكل القائمة بينهما، وقد لمح الموفد الاميركي توم براك الى هذا الامر في مقابلة تلفزيونية اجراها مؤخراً، في حين ان مثل هذا الطلب الاميركي قد يضع الدولة في موقف حرج، في حال لم تكن جاهزة للتعاطي مع اي طرح اميركي بهذا الخصوص، لكي تتجنب اي ردة فعل او خطوة ناقصة، ترتد سلباً على حل المشاكل مع اسرائيل وتتعارض مع المصلحة اللبنانية.

وترى المصادر ان تحرك الديبلوماسية الاميركية، لاخراج المسار اللبناني مع اسرائيل من حالة اللاحرب وعدم الاستقرار جنوبا، ينطلق باندفاع اقوى بعد نجاحه بوساطة قطرية ومصرية، في عقد مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس واسرائيل في شرم الشيخ، لانجاز اتفاق إنهاء حرب غزة، ما يؤشر الى احتمال تعميم هذه التجربة على لبنان في وقت لاحق، بعدما اثبتت هذه التجربة نجاحها في إنهاء هذه الحرب الضروس، التي تتجاوز المسار اللبناني بتعقيداتها وصعوباتها بكثير.  

ومن وجهة نظر المصادر، انه على المسؤولين بالدولة اللبنانية، الاسراع والتداول في ما بينهم، لوضع تصور معين، لملاقاة ما يمكن ان يجره نجاح الرئيس الاميركي في غزة على المشكلة بين لبنان واسرائيل، بعدما اصبح احتمال طرح اجراء مفاوضات مع اسرائيل متوقعا في المرحلة المقبلة، وإن كان البعض من هؤلاء المسؤولين، يعتبر انه لا داعي للعجلة  في هذا الامر، ويمكن التعاطي مع اي طرح اميركي بهذا الخصوص في الوقت المناسب، وبما يحقق مصلحة لبنان، في تطبيق مضمون انهاء الاعمال العدائية وتنفيذ القرار١٧٠١.

اما بخصوص احتمال تعرض لبنان لضغوط اميركية، للتفاوض المباشر بين لبنان واسرائيل، فهذا الامر ليس مؤكداً، وانما يتم التداول فيه، لاستكشاف موقف لبنان منه، ولا بدّ من انتظار بعض الوقت لمعرفة توجُّه الديبلوماسية الاميركية بخصوص المسار اللبناني، وعلى ضوء ما يُطرح يكون الرد الرسمي عليه.