للأسف الشديد جميع الأفلام التى أنتجت عن حرب أكتوبر كل المشاهد الموجودة فيها ليست مشاهد الحرب، ولكنها مشاهد تم تصويرها بعد انتهاء المعركة، نظراً لعدم التصوير أثناء الحرب.
قدّمت السينما المصرية مجموعة من الأفلام المميزة التى جسدت بطولات حرب أكتوبر المجيدة، وعبّرت عن روح النصر والعزيمة لدى الشعب المصرى والجيش العربى. من أبرز هذه الأفلام فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» الذى تناول قصة جندى عاد من الهزيمة فى ١٩٦٧ ليشارك فى حرب أكتوبر بروح جديدة مليئة بالإصرار. كذلك فيلم «الوفاء العظيم» الذى ركّز على تضحيات الجنود وعلاقاتهم الإنسانية أثناء الحرب. أما فيلم «العمر لحظة» فقدّم رؤية إنسانية من خلال شخصية صحفية تعايش أجواء المعركة وتسجّل لحظاتها التاريخية. كما تناول فيلم «أبناء الصمت» البطولة الجماعية للجنود على الجبهة. هذه الأفلام وغيرها لم تكتفِ بسرد الأحداث، بل نقلت مشاعر الفخر والكرامة التى عاشها المصريون، لتبقى شاهدة على ملحمة التحرير وبطولات الجيش المصرى الخالدة فى ذاكرة الوطن والسينما معًا.
وفى لقائى مع الفنان محمود ياسين حول الأفلام التى قام ببطولتها عن حرب أكتوبر – وهو يعد من أكثر الفنانين الذين قدموا أعمالًا عن حرب أكتوبر- قال لى: الأفلام التى قمت بها جعلتنى أذهب من بور فؤاد – بورسعيد إلى الطينة والكاب والقنطرة والإسماعيلية، ثم السويس، بالإضافة إلى مدرسة الصاعقة فى بلبيس، بالإضافة إلى القنوات المائية التى تعطى فرصًا للتدريب على العبور وكل لقطات القوارب المطاطية لإنفاذ العبور العبقرى من الضفة الغربية للضفة الشرقية كانت تحاكى لحظة العبور الحقيقية.. تلك الفاصلة الجبارة فى تاريخ أمة!، وأثناء تصوير فيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى كنت أنا وزملائى «حسين فهمى وسعيد صالح وصلاح السعدنى» فى قارب مطاطى فى الأمام وكل القوارب المطاطية خلفنا، ولكن حذفت «كلوزاتنا» طبعا. ويوم ٦ أكتوبر ٧٣ وردنى اتصال من الأستاذ رمسيس نجيب، وقال لى «تعالى لى المكتب». قلت له «آجى أعمل إيه؟»، سألنى: «عندك هدوم كاكى؟!»، أجبته: «نعم».. قال لى: «البس اللبس الكاكى وتعالى». قلت له: «ده اللبس الخاص بالفيلم الثانى!!»، قال لى: «أنت مش مجند؟!»، قلت له: «نعم».. قال لى: «خلاص البسه وتعالى المكتب هانطلع الجبهة». ولما وصلت مكتبه وجدته على الهاتف مع الأستاذ إحسان عبد القدوس، وكان من الواضح أنهما يواصلان حديثهما عن فيلم اسمه «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، وطال حديثهما لمدة ساعة وأنا جالس أمام رمسيس نجيب باللبس الكاكى!!
وأول ما حدث وقف إطلاق النار كنا هناك على الجبهة، ولا توجد لقطة تم تصويرها على الجبهة بأمر يتعلق بقصة القتال إلا وكانت تحت إشراف على الأقل عقيد، ومن أكثر المشاهد التى أثرت بى محاولة استرداد القنطرة شرق، هذا المشهد مدته على الشاشة من ٢٠-٢٤ دقيقة، وهو من أرقى المشاهد التى تسجل تفاصيل معركة فى فيلم حربى عن قضية وطنية وتحرير أرض».