لارا أبي رافع
خاص موقع Mtv
لا أعرف رئيس الحكومة نواف سلام شخصيًّا، ولم ألتقه من قبل، لكنّني أكتب هذه السطور باسمي وباسم كثيرين ممن يشعرون للمرّة الأولى منذ زمن طويل أن في لبنان بصيص أمل. أملٌ بأن تعود الدولة دولة، وأن تعود للمؤسسات هيبتها وقيمتها.
شكراً نواف سلام لأنّك أعدت لنا الأمل بإمكان بناء دولة. وشكراً لأنّك أعدت إلينا الإيمان بأن تطبيق القوانين ليس شعاراً، بل مساراً ممكن إن وجدت الإرادة.
اعتدنا، لسنوات طويلة، أن نرى في مواقع المسؤولية وجوها تتبدل ولا يتبدل معها شيء، وأن نسمع وعوداً تُقال ولا تنفّذ. نرى اليوم أنّ المشهد يبدو مختلفًا، إذ هناك من يقول “لا” حين يجب أن تقال، ومن يضع القانون فوق المصالح والجميع لا العكس.
لم يفعل نواف سلام شيئاً خارقاً أو بطوليًّا، جلّ ما فعله أنه أصرّ على تطبيق القانون، في بلد انهارت فيه القيم والمؤسسات تحت وطأة المحسوبيات والفساد. كيف لا وهو الآتي من خلفية قضائية ودبلوماسية.
اختار سلام أن يكون على حق لا على وفاق مع الجميع، في بلد اعتدنا فيه على الـ”مرّقلي لمرّقلك” والتوافقات من تحت الطاولة. وأعاد مفهوم “الهيبة” التي فقدناها منذ زمن في لبنان.
تمسّك سلام بالإصلاح وأصرّ عليه، ليس كشعار يُقال في خطاب بل كمبدأ يُطبق يوميًّا في أي قضية.
شكراً نواف سلام لأنك ذكّرتنا أنّ الدولة يُمكن أن تبنى إذا كان هناك رجالٌ رجال. وأنّ رجال الدولة، وهم قلّة، يُعيدون للبلد والدولة وجودها وسيادتها.
الشيء الوحيد المحزن أن عمر هذه الحكومة سيكون قصيراً، مع الانتخابات النيابية المقبلة، ولن نرى إن كانت ستتمكن من تحقيق إنجازات حقيقية وفعلية. لكن رغم ذلك، شكراً نوّاف سلام.