محمد عبدالسميع

بعد تكهنات قريبة، بمن يفوز بجائزة نوبل للآداب 2025، والتي تمنحها الأكاديمية السويدية، فاز الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي، بهذه الجائزة، ليصبح اسمه أكثر حضوراً وتداولا في جائزة تشغل أذهان الكثيرين في مسوغات وترجيحات فوز المتنافسين على هذه الجائزة كلّ عام.
ويبدو أنّ الرؤية الإنسانية للعالم والخوف عليه، وتأكيد قوّة الفن أمام ذلك، كان مسوّغ لجنة التحكيم للفوز، بحسب الجائزه، انطلاقاً من قراءة الكاتب لاسلو للواقع المرير والنظر تجاهه بعنصر الفنّ، وما يشتمل عليه من قوّة، علاوةً على ما وصفته الأكاديميّة السويدية من أنّه كاتب ملحمي صاحب أسلوب عبثي وجُمل فضفاضة ومتعرّجة، يتطلع صاحبها إلى الشرق بتأمّل ورهافة وشاعريّة جميلة اشتمل عليها في كتاباته.

رحلة وتجارب
الكاتب لاسلو كراسناهوركاي من مواليد 1954 في منطقة ريفية، سبق وأن حققت روايته الأولى «تانغو الشيطان» شهرة أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، حيث صورت حياة مجموعة من القرويين الفقراء، خاصةً بعد انهيار النظام الجماعي في هنغاريا، إذا ما علمنا أنّ هذا الكاتب وُلد في بلدة غيولا جنوب شرق هنغاري، وأثرت عليه المنطقة الريفية النائية التي ولد فيها، وبالتالي فقد حضرت في أعماله الأولى، كما يقول النقاد.
وبسبب هذا الاتجاه الذي ذهب إليه الكاتب لاسلو، فقد كانت أعماله الأدبيّة تتنوّع في مفرداتها وثيمها في مواضيع الخراب، ونهاية العالم، والنظام والانهيار، والفوضى، وما إلى ذلك، حيث سبق وأن عالج أيضاً مواضيع لافتة حدت بالنقاد أن يعترفوا بحضوره على المستوى العالمي، ككاتب مهتم بتصوير نهاية العالم، خاصةً بعد روايته «كآبة المقاومة» سنه 1989.

المجري الثاني
وعقب فوزه صرّح الكاتب لاسلو، الذي أنجز أعمال: الحرب والحرب (1999)، وعودة البارون فينكهايم (2016)، بأنّ هناك العديد مما ألهمه في كتاباته، مثل: فرانس كافكا، والمغني جيمي هندريكس، وأيضاً مدينه كيوتو اليابانية، وقد سبق للكاتب لاسلو أن فاز عام 2015 بجائزة مان بوكر العالمية البريطانية عن مجمل نتاجه، ليكون ثاني كاتب مجري يفوز بجائزة نوبل للآداب بعد إيمري كيرتس عام 2002، كما كان الكاتب لاسلو اسماً متداولًا، ومتوقع فوزه منذ سنوات بجائزة نوبل للآداب، خصوصاً وقد أبان عن مشاعره بعد الفوز بالجائزة بأنّه يجمع ما بين السعادة والقلق والهدوء والتوتر، مُظهرًا شخصيته الإنسانية في هذا في المجال.

قلق كاتب
يبلغ الكاتب لاسلو من العمر 71 عاماً، وله حضوره أيضاً في ألمانيا التي عاش فيها سنوات، فضلًا عن المجر، ككاتب يشار إليه بالبنان. وهكذا، ذهبت جائزة نوبل للآداب هذا العام إلى عنوان إنساني وقلق كاتب يتأمّل نهاية العالم ويتخذ من الفن قوة عظيمة، كجزء من رسالة الأديب تجاه ما حوله بأسلوبه الذي انتهجه في عالم الكتابة والأدب، وما يحمله هذا الأسلوب من رسائل ومضامين.