إذا رُمي العنوان أعلاه بأنه يصدُر عن مظلوميّةٍ عربيةٍ، بفعل استهدافٍ ترتكبُه جائزة نوبل (في فئتَي السلام والآداب خصوصاً) ضدّنا، فهذا صحيحٌ. وإذا زاد مستزيدٌ، وقال إنّ كل هذه الفوقية المتعالية، ومعهما التبخيس من العرب وقضاياهم ومن إبداعاتهم وأعلام السلام الإنساني الحقيقي منهم، يُحسبان تآمراً من أهل هذه الجائزة، فذلك صحيحٌ بعض الشيء. ولمّا حُسم، منذ عقودٍ، أن الجائزة العتيدة لم تكن يوماً كونيةً، أو عالمية، كما يُذاع عنها، وإنما غربيةٌ، ومقاييسُها واعتباراتُها أوروبية وأميركية، يصير تحرّر النخب العربية من سطوة هذه الجائزة وغوايتِها مطلباً شديد الضرورة، فلا تتكرّر الموسميات السنوية لترشيحاتٍ عربيةٍ متعدّدة لمن نراهم يستحقّون التكريم بهذه الجائزة التي تدوّي أسماءُ من تُعطى لهم عالمياً. فالذي تأكّد، في الأسبوع الماضي، بمنح جائزة نوبل للسلام للمعارِضة الفنزويلية المعجبة بإسرائيل، ماريا كورينا ماتشادو، أن اللجنة النرويجية لهذه الجائزة تُعاند مزاج العالم، أو أهل السلام الحقّ فيه، كما أن الأكاديمية السويدية قرّر “كرادلتها” (مؤبَّدون لا ينزاحون إلّا بالوفاة)، منذ عقود، أن ليس هناك من أدبٍ عربيٍّ يستحقّ تكريمه بجائزتهم، وتمنّنوا علينا بتسمية نجيب محفوظ مرّة، فتلتفت العام الماضي إلى روائيةٍ من كوريا، لا بأس من الثناء على اجتهادها، يتفوّق عليها عديدون من أهل الأدب العربي، وتُكرّم الخميس الماضي كاتباً يستحقّ بعض ما كتَب التقريظ، غير أن ساردين وشعراء عرباً، باقين وراحلين، أعلى منه كعباً، ومن ألمانيٍّ وبولنديةٍ ونمساويةٍ ورومانيةٍ سيقت لهم الجائزة، عن غير استحقاقٍ.
عندما تنادى كثيرون في أصقاع الأرض إلى تكريم أطبّاء غزّة بجائزة نوبل للسلام، فذلك ليس فقط لأن هؤلاء الأبطال صنعوا ما يرقى إلى المعجزات، وهم يحاولون، تحت النار وبأقل الإمكانات والأدوات، إنقاذ ضحايا جرائم الحرب الإسرائيلية الغزّيين، في أتون محرقة الإبادة، وإنما أيضاً لتتعافى هذه الجائزة، ما أمكن، من سوء سُمعتها، لو منحها القائمون عليها لمحمّد أبو سلمية، الطبيب الفلسطيني الذي أنجز المستحيل في ظروفٍ بالغة الشناعة، في مداواته من استطاع مداواتهم في القطاع المنكوب، قبل أن يعتقله مجرمو الحرب إياهم ثم يفرجوا عنه. لو كرّموا الجائزة بحسام أبو صفية، الطبيب الذي يتعرّض لتعذيبٍ في سجون هؤلاء، وهو المسالم الذي انقطع لناسه هناك. لو تذكّروا جموعاً من الأطباء والممرّضين والمسعفين الذين واجهوا قذائف القتل والتمويت بمباضع التطبيب والشفاء. لو عرفت اللجنة النرويجية ما أدّته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للمتروكين في القطاع المنكوب لفهمت أيَّ علوٍّ سترتفع به الجائزة إذا ما كرّمت بها هذه المنظمة الدولية. … عديدون من نشطاء السلام ودعاته، المناهضين لحرب الإبادة وكل حرب، استحقّوا أن تكترث بهم اللجنة المتعالية، وذلك صوتُ مقرّرة الأمم المتحدة المعنيّة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، الإيطالية النبيلة، فرانشيسكا ألبانيزي، كان باهظ الأهمية في تنبيه العالم كله إلى ما ظلّت تقترفه آلة التدمير والتقتيل في غزّة من ظلاماتٍ وفظاعات، وقد كانت المناداة بأن تُمنح الجائزة بعضاً مما تستحق.
لا يحتكر الفلسطينيون الألم في العالم عندما يسوؤهم من لجنة جائزة نوبل للسلام عدم انتباهتها إلى أيٍّ من هؤلاء (وغيرهم)، وإنما الإبادة كانت في مرأى العالم كلّه، وضجّت في التنديد بها حناجر ملايين في كل نواحي الأرض، في جنوب العالم وشماله، في شرقه وغربه، وعلى مقربةٍ من مكاتب اللجنة المسمّاة. ولذلك ليس افتئاتاً أن تُرمى عيونُ ناس “نوبل” بالحوَل، إنما هو التواطؤ باستهداف منطق السلام نفسه، عندما رمى هؤلاء جائزتَهم في حضن السيدة الفنزويلية التي لا تدلّ سيرتُها على أنها ناشطة سلام، وإنما معارضةٌ طامحةٌ للسلطة، وهذا من حقوقها، غير أنها لا ترى عواراً في سلوكها عندما تُنادي بتدخّل عسكريٍّ أجنبيّ من أجل إسقاط النظام الحاكم في بلدها، وعندما تُماشي إسرائيل، وتبارك عدوانها في غزّة، بدعوى أزعومة ديمقراطيّتها.
ليست القصة، إذن، أن نُشهر نقطة نظامٍ تلعن الجائزة التي أُعطيت لمجرمين وأهل حروبٍ ومتواطئين غير مرّة، وإنما أن يقوى في الجسم المدني الناشط في العالم العربي اتجاهٌ نحو تأثيم جائزة نوبل للسلام في موسِمها الراهن، وأن يُعمل من أجل نزع الأهليّة عن اللجنة النرويجية، إذ لا تَرى إلّا صديقةً لإسرائيل، في ذروة الإبادة المعلومة في غزّة، لتسميتها ناشطة سلام تستحقّ الجائزة التي لا تنفكّ تسقط إلى أسفل فأسفل.
وسوم
cdrama
chinese drama
EG
Egypt
Entertainment
Huace
HuaceTV
Huace TV
International News
iQIYI
k-pop
K-pop news
Kpop
kpop news
Lebanon
MangoTV
news
Romance
Turkish Celebrities
Turkish Celebs
Turkish Female Celebrities
United Arab Emirates
WeTV
YOUKU
YOUKU Arabic
YoYo
أحدث مسلسل
أخبار دوليّة
المسلسل الصيني
ترفيه
حب
رومانسي
مسلسل
مسلسلات الصينية
مسلسلات صينية مترجمة
مسلسل جديد
مسلسل رومانسي
مسلسل شبابي
مسلسل صيني
مسلسل صيني تاريخي
مسلسل صيني جديد
مسلسل صيني رومانسي
مسلسل صيني مترجم
مصر
يويو
