يُذكر اسم ميريل ستريب غالباً مرتبطاً بالأوسكارات والجوائز العالمية، إلّا أنّها أكثر من ممثلة عظيمة.
تجسّد مسيرتها الفنية القدرة على دمج الموهبة مع الإحساس العميق بالإنسانية.
وخلف هذه الصورة الشهيرة، تفاصيل شخصية تكشف عن حياة مليئة بالبساطة والاهتمام بالآخرين.
ميريل ستريب (انستغرام)
طفولة ميريل ستريب والمواهب المبكرة
وُلدت ميريل في ولاية نيوجيرسي عام 1949، طفلة خجولة تراقب العالم بفضول. منذ بداياتها في مدرسة الدراما بجامعة “ييل”، امتلكت القدرة على تحويل الصدق العاطفي إلى فنّ حقيقي. يتجاوز الأداء عندها مجرد التمثيل إلى تجربة إنسانية تعكس أحاسيس الشخصية التي تؤديها.
ميريل ستريب في الحب والفقد
في عشرينياتها، ارتبطت بالممثل جون كازال الذي شكل حبّ حياتها. جمعهما الفن وتوفي كازال باكراً إثر إصابته بالسرطان عام 1978، تاركاً أثره العميق في حياتها. زادت هذه التجربة من عمق أدوارها ووضعت الإحساس بالإنسانية في قلب كل شخصية تؤديها.
ميريل ستريب (انستغرام)
ميريل ستريب والمبادرات الإنسانية
بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، تبرّعت ميريل بمبلغ 25 ألف دولار لمنظمة “كفى” لدعم النساء المتضررات. جاء التبرع عن اقتناع بأن الأعمال الإنسانية تمتلك قيمة حقيقية وتأثير مستدام على المجتمع.
هوايات ميريل ستريب وشغفها
تمضي ميريل أوقات فراغها في الحياكة، وتقدّم قطعاً صنعتها بنفسها كهدية لزملائها. لديها شغف بجمع الآلات الكاتبة القديمة، تعكس اهتمامها بالكلمة المكتوبة وحبّها للحرفية التقليدية.
ميريل ستريب (انستغرام)
ميريل ستريب وأدوار التمثيلية
قبل مسيرتها السينمائية، درست ميريل الغناء الأوبرالي وتوقفت بعد شعورها بعدم التوافق مع أحاسيسها، ما دفعها للتركيز على الصدق في التمثيل. وأثناء تصوير فيلم Music of the Heart، تدربت على العزف على الكمان لساعات طويلة لتجسيد الشخصية بشكل واقعي.
ميريل ستريب (انستغرام)
وعلى مدى أكثر من خمسة عقود، صنعت ميريل ستريب لنفسها مكانة لا تُضاهى في هوليوود، ليس فقط بفضل الجوائز، بل بفضل قدرتها على اختيار أدوار تتحدى المألوف وتترك بصمة عميقة في المشاهد. من بين أبرز أعمالها:
Kramer vs. Kramer (1979) : الدور الذي منحها أول أوسكار، حيث جسّدت تجربة الأمومة والفقد بطريقة صادقة ومؤثرة، لتدخل القلوب قبل الشاشات.Sophie’s Choice (1982) : أداء درامي مؤلم، يحمل في طياته الألم والخيارات المستحيلة، جعل منها رمزاً للقدرة على التمثيل العميق والإنساني.The Devil Wears Prada (2006) : شخصيتها Miranda Priestly صارت أيقونة القوة والسيطرة في عالم الموضة، ودليل على براعتها في تجسيد الشخصيات المعقدة. وكان اللقاء بـ آنا وينتور في عرض “دولتشي آند غابانا” بمثابة مشهدا نادر من لقاء العظماء.Mamma Mia! (2008) : في مواجهة التحدي، أظهرت ميريل جانبها المرن والمرِح، وكشفت عن موهبتها الموسيقية وروحها المرحة بعيداً عن الدراما الثقيلة.The Iron Lady (2011): التحول إلى شخصية Margaret Thatcher جسّد قدرتها على الانغماس التام في الشخصيات التاريخية، وحصدت أوسكاراً آخر تأكيداً على براعتها الفنية.
التوازن بين الشهرة وحياتها الخاصة
اعترفت ستريب بأنها اهتمت في الماضي بالوزن والمظهر أكثر من اللازم، قبل أن تتحوّل اهتماماتها نحو الأداء الفني والصدق العاطفي. واجهت شعوراً بنهاية مسيرتها في سنّ نهاية الثلاثينيات، نتيجة النظرة السائدة في هوليوود تجاه الممثلات الأكبر سناً، واستطاعت قلب هذا الواقع وتحقيق نجاحات جديدة.
ميريل ستريب وآنا وينتور (انستغرام)
حياة ميريل ستريب العائلية والأثر الشخصي
لدى ميريل ستريب أربعة أبناء يسلك كل منهم مساراً فنياً مختلفاً، من الموسيقى إلى التمثيل وعروض الأزياء. وتعتبر ميريل أن الأمومة علمتها العطاء بلا شروط، وأسست قاعدة صلبة لفهم الحياة والتمثيل من منظور أعمق.