أكدت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن دولة الإمارات، وبفضل دعم قيادتها الرشيدة، تمتلك رؤية واضحة نحو تعزيز أمنها الغذائي المستدام، وتلعب دوراً محورياً ومؤثراً في تحويل نظم الغذاء العالمية نحو المزيد من الكفاءة والاستدامة.
وقالت معاليها بمناسبة يوم الأغذية العالمي: «نستحضر في يوم الأغذية العالمي التحديات المتزايدة التي تواجه منظوماتنا الزراعية والغذائية حول العالم، ونؤكد إيماننا الراسخ بأن التعاون والعمل المشترك هما السبيل الأمثل لضمان مستقبل غذائي أكثر استدامة للبشرية جمعاء.
ويكتسب ذلك أهمية خاصة في ضوء ما نشهده اليوم من تداعيات التغير المناخي، والظواهر الجوية المتطرفة، إلى جانب الأزمات الاقتصادية، فجميع هذه العوامل باتت تفرض ضغوطاً غير مسبوقة على منظوماتنا الغذائية.
ومما يفاقم تأثير هذه الأزمات هشاشة سلاسل الإمداد، حيث تمتد تداعياتها من المزارع إلى موائد الطعام في مختلف أنحاء العالم لتزيد من معاناة أكثر من 673 مليون إنسان يعيشون تحت وطأة الجوع».
وأضافت معاليها: «تسهم المنظومات الغذائية عالمياً بنحو ثلث انبعاثات الغازات الدفيئة، فيما لا يزال فقد الأغذية وهدرها واحداً من أبرز التحديات التي تتطلب تحركاً عاجلاً، إذ يتم فقدان ما يقارب 13.2 % من الإنتاج الغذائي العالمي قبل وصوله إلى منافذ البيع، ويهدر نحو 19 % منه على مستوى المنازل والمطاعم ومتاجر البيع بالتجزئة.
ويعد الحد من هذا الفقد والهدر خطوة محورية نحو تحسين كفاءة استخدام الأراضي والمياه، وتقليل البصمة الكربونية، وتعزيز سبل العيش المستدامة. وتؤمن دولة الإمارات بأن تلبية الاحتياجات الغذائية المتنامية لسكان العالم تستدعي عملاً جماعياً عابراً للحدود والقطاعات».
وتابعت معاليها: «نعمل في دولة الإمارات برؤية طموحة لتعزيز الإنتاج المحلي من الغذاء بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، ومن خلال الاستثمار في التقنيات الزراعية المتقدمة، وتوسيع نطاق الزراعة المستدامة.
وتبني أساليب مبتكرة لإدارة الموارد المائية، تمضي الدولة قدماً نحو إحداث تحول جذري في منظومتها الزراعية، كما نواصل جهودنا للحد من هدر الطعام من خلال تنظيم مبادرات نوعية مثل «نعمة» 5، إدراكاً منا بأن النجاح في تحقيق أهدافنا يتطلب مشاركة المجتمع بكل فئاته».
جهود مستدامة
وأكدت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، التزامها المستمر بدعم الجهود الإنسانية الهادفة إلى محاربة الفقر وتحقيق الأمن الغذائي، من خلال سلسلة من المبادرات والمشاريع النوعية التي تستهدف المجتمعات والأسر المتعففة والفئات الأكثر احتياجاً حول العالم.
وأوضحت المؤسسة في تقرير بمناسبة «يوم الغذاء العالمي» أنها تولي برامجها المتخصصة في المساعدات الغذائية خارج الدولة أهمية بالغة لا سيما للمجتمعات الأكثر حاجة ومحدودي الدخل.
واستفاد من المساعدات الإنسانية والإغاثية لبرامج الغذاء لمؤسسة زايد الإنسانية منذ بداية عام 2024 حتى نهاية سبتمبر 2025، أكثر من 7 ملايين شخص، حيث بلغ إجمالي الطرود الغذائية أكثر من 5624 طناً من المواد الغذائية الأساسية، إضافة إلى أكثر من 1.6 مليون وجبة تم توزيعها في شهر رمضان الفضيل، و2.2 مليون عبوة مياه، و421 طناً من التمور.
وخلال السنوات الـ33 الماضية على إنشاء مؤسسة زايد الإنسانية على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» نالت البرامج الغذائية، سواء من خلال تقديم سلال غذائية أو وجبات جاهزة أو قسائم شرائية للأسر المحتاجة داخل وخارج الدولة؛ نصيباً كبيراً من عطاء المؤسسة على جميع الأصعدة الخيرية والإغاثية لتشمل الفقراء والمحتاجين والمتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب وغيرهم من الفئات.
أسر منتجة
ونظمت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية فعالية مجتمعية في المقر الرئيسي بأبوظبي بمشاركة عدد من الأسر المنتجة التي قدمت مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات محلية الصنع، وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود الهيئة لتعزيز الترابط المجتمعي، ودعم الإنتاج المحلي، وترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية ضمن بيئة العمل الحكومية.
وتهدف هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على دور الأسر المنتجة في تعزيز الأمن الغذائي، وتشجيع الأسر المنتجة على مواصلة الابتكار في مجال الأغذية، وتوفير منصات عرض تتيح لهم الوصول إلى جمهور أوسع، بما يسهم في تمكينهم اقتصادياً واجتماعياً.
ويعزز مساهمتهم في منظومة الأمن الغذائي المحلي، كما تمثل فرصة لتعزيز التواصل بين موظفي الهيئة والمجتمع المحلي، وتبادل الخبرات والمعارف حول الممارسات الغذائية المستدامة.