عقب الاتفاق المبرم بين إسرائيل وحركة حماس في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2025 والذي بموجبه أفرجت حماس عن 20 رهينة أحياء وسلمت رفات 15 رهينة من بين 28 سبق أن أعلنت إسرائيل مقتلهم، انتشرت رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي زعم ناشروها أنّها من رهينة إسرائيليّ يشيد فيها بحركة حماس بعد إطلاق سراحه. إلا أنّ ما جاء في المنشورات هو رسالة متخيّلة كتبها أحد الناشطين على موقع أكس.
يتضمّن المنشور صورة لشابٍ يقف بين مسلّحين وأرفقت الصورة برسالة زعم ناشروها أنّ الرهينة الإسرائيلي ألكسندر تروفانونف كتبها بعدما سلّمته حركة حماس إلى إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
المنشور الخاطئ المتناقل (فايسبوك)
وأشادت الرسالة المزعومة بحركة حماس. وبعض مما جاء فيها “لقد حُفر لطفكم في ضميري إلى الأبد… صدِّقوني لو عُدت إلى هنا فلن أكون إلا مجاهداً في صفوفكم لأنّني تعلّمت الحقيقة من شعبكم وأدركت أنّكم لستم أصـحاب الأرض فقط، بل أنتم أصحاب المبادئ والقضيّة العادلة.. “
وانتشرت الرسلة مرفقة بصورة لرهينة إسرائيليّ بعد التوصل لاتفاقٍ لوقف إطلاق النار في غزة بتاريخ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2025 بوساطة أميركية وقطرية ومصرية بعد حرب استمرت لعامين.
وبموجب الاتفاق أفرجت حماس عن 20 رهينة أحياء وسلّمت رفات 15 رهينة من بين 28 سبق أن أعلنت إسرائيل مقتلهم.
حقيقة الصورة
تعود الصورة المستخدمة في المنشورات للمواطن الروسي-الإسرائيلي ألكسندر تروفانوف (الذي عرّفته إسرائيل باسم ساشا تروفانوف) والذي أفرجت عنه حركة حماس قبل أشهر، خلال اتفاق هدنة سابق.
صورتان ملتقطان من الشاشة، الأولى من المنشور (يسار) والثانية وزعتها وكالة رويترز في 15 شباط/فبراير 2025
ووزّعت وكالة “فرانس برس” صورة تروفانوف مرتدياً السترة الحمراء نفسها في 15 شباط/فبراير 2025 قبل تسليمه إلى فريق من الصليب الأحمر في خان يونس جنوب قطاع غزة.
صورة للرهينة ساشا ألكسندر تروفانوف وزعتها وكالة فرانس برس في 15 شباط/فبراير 2025 (AFP / Eyad BABA)
ماذا عن الرسالة المرفقة بالصورة؟
لا علاقة لها بتروفانوف أو بالرهائن المفرج عنهم حديثاً، كما زعمت المنشورات.
فقد أظهر البحث عن النصّ أنّه نشر أولاً في حساب ناشطٍ على منصة إكس في اليوم نفسه الذي أفرج فيه عن تروفانوف.
صورة ملتقطة من الشاشة في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025 من موقع إكس
وأوضح صاحب المنشور، في تعليقٍ، أنّ هذه الرسالة هي محاولة منه “لتفسير لسان حال” الرهينة وكتب في تعليقٍ آخر: “تنويه وتوضيح: هذه ليست كلمات الأسير إنما كتبتها على لسانه توصيفًا لحاله وامتنانه وشكره وانحنائه لرجال المقاومة”.
صورة ملتقطة من الشاشة في 29 تشرين الأول/أكتوبر 2025 من موقع إكس
خدمة تقصي صحة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس