“عمان” أعلن مهرجان الدوحة السينمائي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، عن تشكيل لجنة تحكيم المسابقة الدولية للأفلام الطويلة، والتي تضم خمسة من أبرز المبدعين في المشهد السينمائي العالمي، ممن أسهموا في ترسيخ لغة سينمائية تُعلي من القيم الإنسانية والجماليات البصرية.
يرأس اللجنة المخرج الكمبودي ريثي بان، أحد أبرز الأصوات الوثائقية في آسيا والعالم، وصاحب رؤية فنية تستلهم من الذاكرة الجماعية لبلاده وتحوّل الجراح إلى صور مؤثرة على الشاشة. وقد رُشّح فيلمه “الصورة المفقودة” لجائزة الأوسكار وفاز بجائزة “نظرة ما” في مهرجان كان، فيما نال فيلمه “ملوّث بالإشعاع” جائزة الدب الذهبي في برلين، مؤكداً مكانته كأحد أهم صانعي السينما الإنسانية المعاصرة.
وتشارك في اللجنة المخرجة وكاتبة السيناريو التونسية رجاء عماري، التي عُرفت بتناولها العميق لقضايا الهوية النسوية والمنفى والتحرر بلغة شعرية آسرة. حظي فيلمها الأول “الحرير الأحمر” بعرض عالمي في مهرجان برلين، وتوالت أعمالها المميزة مثل “الدواحة” و”جسد غريب”، كما شغلت عضوية لجان تحكيم في مهرجانات كبرى كالبندقية ولوكارنو.
ومن المغرب، ينضم المخرج والممثل فوزي بنسعيدي، الذي يجمع بين الحسّ الشعري والبعد السياسي في أعماله السينمائية والمسرحية. أخرج أفلاماً لافتة مثل “ألف شهر” و”موت للبيع” و”وليلي”، التي أكدت فرادته في المزج بين الواقعية والخيال، وتجسيد الإنسان في صراعه مع الواقع المعاصر.
أما الممثل والمخرج التونسي ظافر العابدين، فيحضر بخبرته الممتدة بين السينما العربية والعالمية، بعد أن قدّم تجربته الإخراجية الأولى في فيلم “غدوة” الفائز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي)، تلاه فيلمه “إلى ابني” الذي حاز تنويهاً خاصاً عن السيناريو في مهرجان هوليوود للسينما العربية. عرفه الجمهور العربي من خلال أعماله الدرامية الناجحة، وحصد جوائز عديدة عن أدواره في “حلاوة الدنيا” و”ليالي أوجيني”.
كما تضم اللجنة أليساندرا سبيتشالي، السينمائية الإيطالية البارزة التي كرّست مسيرتها لدعم أصوات إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. أسست مبادرة “فاينل كت” في مهرجان البندقية لدعم الأفلام في مراحل ما بعد الإنتاج، وتشغل منذ عام 1991 منصب المديرة الفنية لمهرجان ميلانو لسينما إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وحصلت مؤخرًا على وسام فارس في الفنون والآداب من فرنسا تقديراً لإسهاماتها في دعم التنوع الثقافي.
وقالت فاطمة حسن الرميحي، مديرة المهرجان والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، إن لجنة التحكيم تمثل جوهر رسالة المهرجان في بناء فضاء إنساني يلتقي فيه رواة القصص الذين تتجاوز أعمالهم الحدود الجغرافية، مؤكدة أن المهرجان يسعى دوماً إلى ترسيخ السينما كجسر يربط الثقافات ويعيد تعريف السرد الإنساني بروحٍ متجددة.
وستقوم اللجنة باختيار الفائزين في فئات: أفضل فيلم روائي (75 ألف دولار)، أفضل فيلم وثائقي (50 ألف دولار)، أفضل إنجاز فني (45 ألف دولار)، وأفضل أداء تمثيلي (15 ألف دولار)، إضافة إلى شهادة تقدير خاصة لفيلم طويل مميز.
وتتجاوز الجوائز النقدية للمهرجان 300 ألف دولار أمريكي ضمن أربع مسابقات رئيسية: الأفلام الطويلة، والأفلام القصيرة، ومسابقة “أجيال”، وبرنامج “صُنع في قطر”. ويستمر المهرجان من 20 إلى 28 نوفمبر 2025 في أبرز معالم الدوحة، ليكرّس موقعه كمنصة إقليمية تجمع صنّاع الأفلام والجمهور في تجربة ثقافية تثري الحوار وتحتفي بالسينما بوصفها لغة عالمية للتعبير والإلهام.
