الشارقة 24:
استعاد كاتب السيناريو المصري محمد سليمان عبد المالك، بدايات رحلته من كلية الطب إلى عالم الكتابة الدرامية، مؤكدًا أن شغفه بالسرد قاده إلى مهنةٍ يصفها بأنها “أقرب إلى تشريح النفس الإنسانية من تشريح الجسد”.
جاء ذلك، خلال ورشة مهنية بعنوان “كتابة سيناريو المسلسل التلفزيوني” ضمن فعاليات الدورة الـ44 من المعرض، قدّم فيها خلاصة أكثر من 15 عاماً من التجربة في كتابة الدراما العربية.
شغفه بالكتابة تغلّب على المهنة الأكاديمية
وروى عبد المالك، كيف انتقل من دراسة الطب إلى عالم السيناريو، قائلاً إن شغفه بالكتابة تغلّب على المهنة الأكاديمية، وإن أصعب ما واجهه في بداياته كان التعلم الذاتي قبل أن يصقل موهبته بالدراسة الأكاديمية والدورات المتخصصة، وأضاف أن كتابة السيناريو تُعد من أكثر أشكال الكتابة تعقيدًا، لأنها تتطلب الجمع بين الفن والإنتاج، والإبداع والحسابات العملية.
كل مشهد يُكتب يتحول لاحقاً إلى جدول إنتاجي
وأوضح عبد المالك، أن السيناريو هو النقطة الأولى التي يُبنى عليها العمل الدرامي بكل عناصره الفنية والتقنية، لافتاً إلى أن كل مشهد يُكتب يتحول لاحقاً إلى جدول إنتاجي يحدد الشخصيات والمواقع والتكاليف، ليصبح النص الدرامي “لغة مشتركة تجمع المبدعين خلف الكاميرا وأمامها”.
وتحدّث عبد المالك، عن تطور الدراما التلفزيونية خلال العقدين الأخيرين، مبيناً أن المنصات الرقمية والهواتف الذكية أعادت تشكيل علاقة الجمهور بالمحتوى، ودفعت الكتّاب إلى البحث عن أشكال جديدة للسرد والتفاعل، في ظل تحولات المشاهدة الحديثة.
الفرق بين الكتابة الروائية والسيناريو
كما فرّق عبد المالك، بين الكتابة الروائية والسيناريو، موضحاً أن الرواية تُكتب لتُقرأ، بينما السيناريو يُكتب ليُنفّذ، وأن الأديب يخلق عالمه الكامل بالكلمات، في حين يشارك السيناريست المخرج والممثلين والموسيقيين في بناء الصورة الحية على الشاشة، واعتبر أن التحدي الأكبر في كتابة السيناريو هو التعبير عن المشاعر بأقل عدد من الكلمات، وصياغة حوار طبيعي وبسيط يعكس الحياة اليومية دون مبالغة أو وصفٍ تقريري.
من أهم أعماله
ولد عبد المالك عام 1979 في الكويت، وعُرف بأعماله التلفزيونية المميزة مثل: رقم مجهول، وممالك النار، وباب الخلق.
