Published On 8/11/20258/11/2025
|
آخر تحديث: 21:23 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:23 (توقيت مكة)
انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي
share2
أعاد صدور مذكرات ملك إسبانيا السابق خوان كارلوس تسليط الضوء على إرثه السياسي المثير للجدل، لا سيما علاقته بالجنرال فرانشيسكو فرانكو الذي مهد له الطريق نحو العرش، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتزامن نشر المذكرات، مع الذكرى الخمسين لوفاة فرانكو في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1975، وهو التاريخ الذي أعقبه تتويج خوان كارلوس ملكا بعد يومين فقط. ويبلغ الملك السابق اليوم (87 عاما).
وأطلق خوان كارلوس على هذه المذكرات اسم “مصالحة”، وكتبها بالاشتراك مع الكاتب الفرنسي لوران دوبراي، وصدرت في باريس الأربعاء على أن تصدر في إسبانيا في الثالث من ديسمبر/كانون الأول.
وتتناول المذكرات، مسيرة خوان كارلوس في “قيادة التحول الديمقراطي” في إسبانيا، إلى جانب تفاصيل عن حياته الشخصية، بما في ذلك علاقاته العائلية المضطربة.
لكن أكثر ما أثار الجدل في الكتاب هو وصفه لفرانكو، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد، بعبارات تنم عن الاحترام، إذ قال: “كنت أحترمه كثيرا، وأقدّر ذكاءه وحسّه السياسي. لم أسمح قط لأي إنسان بانتقاده أمامي”.
خوان كارلوس تطرق في مذكراته أيضا إلى أخطاء شخصية في حين يرى منتقدوه أنها محاولة لتلميع صورته (الفرنسية)انتقادات
أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة، إذ وصف وزير الثقافة الإسباني إرنست أوتاسون دفاع الملك السابق عن فرانكو بأنه “مقزّز”، مؤكدا أن من غير المقبول تبرير حكم استبدادي.
ورغم أن كثيرين يرون في خوان كارلوس شخصية محورية في الانتقال الديمقراطي، فإن وزير الثقافة اليساري شدد على أن الفضل الحقيقي يعود إلى “آلاف المناضلين الذين واجهوا نظام فرانكو، وسُجنوا وعُذبوا”.
من جانبه، انتقد رئيس الوزراء السابق خوسيه لويس ثاباتيرو نبرة الملك المتعاطفة مع فرانكو، معتبرا أنها لا تتناسب مع طبيعة الحكم القمعي الذي مارسه الأخير.
ورفض القصر الملكي التعليق على المذكرات، لكنه أكد لوكالة الصحافة الفرنسية أن خوان كارلوس لن يشارك في احتفالات الذكرى الخمسين لتتويجه، مشيرا إلى أنه اختار الابتعاد عن الحياة العامة منذ عام 2019، بعد 5 سنوات من تنازله عن العرش لنجله الملك فيليبي.
“ذاكرة مجتزأة”
ويرى أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة كومبلوتنسي بمدريد نارسيسو مارتن أن المذكرات تتيح للملك السابق فرصة لعرض وجهة نظره بشأن فترة حكمه، واصفا الصورة التي قدمها عن فرانكو بأنها “فريدة”.
وأشار مارتن إلى أن فرانكو كان يتوقع من خوان كارلوس قيادة البلاد نحو الديمقراطية، رغم أن ذلك لم يكن ضمن تصوراته الفعلية.
وأضاف أن “الذاكرة دائمًا ما تكون مجتزأة، والتعامل معها ينطوي على مخاطر، لأننا حين نتذكر حدثا ما، فإننا في الحقيقة نعيد تأليف وقائعه”.
وتطرق خوان كارلوس -المقيم في الإمارات- في مذكراته أيضًا إلى حادثة أثارت استياء شعبيا واسعا عام 2012، حين سافر إلى بوتسوانا لصيد الفيلة في خضم أزمة اقتصادية خانقة في البلاد، إلى جانب اعترافه بأخطاء شخصية أخرى، يرى منتقدوه أنها محاولة لتلميع صورته.
