وصل الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء السبت، إلى العاصمة الأميركية واشنطن في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها، حيث يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض، الاثنين، بينما تتصدر ملفات “قانون قيصر”، والتعاون الأمني والدفاعي خاصة ما يتعلق بمحاربة تنظيم “داعش”، و”الاتفاق الأمني” المرتقب مع إسرائيل، أجندة المباحثات المرتقبة. 

وتعتبر زيارة الشرع إلى البيت الأبيض، التي سبقها رفع اسمه ووزير الداخلية السوري أنس خطاب من قائمة العقوبات الأميركية، الأولى لرئيس سوري، وتأتي بعد زيارته إلى نيويورك في سبتمبر الماضي للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتستمر زيارة الرئيس السوري إلى الولايات المتحدة حتى 11 نوفمبر الجاري، إذ يشمل برنامج زيارته إلى جانب لقاء ترمب، محادثات مع عدد من المسؤولين الأميركيين وأعضاء في الكونجرس.

وكان مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة قرر، الخميس الماضي، رفع العقوبات المفروضة على الشرع وخطاب، بعدما حظي القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، بتأييد 14 دولة، في حين امتنعت الصين عن التصويت.

وأشاد الشرع في مقابلة مع “الشرق”، الجمعة، بقرار مجلس الأمن برفع العقوبات، ووصفها بـ”خطوة في الاتجاه الصحيح”، معرباً عن أمله في إجراء المزيد من النقاشات بشأن مستقبل العلاقات مع واشنطن خلال زيارته إلى البيت الأبيض، الاثنين، للقاء ترمب.

وقال الرئيس السوري في المقابلة التي أجريت على هامش مشاركته في قمة المناخ COP 30 بالبرازيل، إن هذه “أول مرة منذ فترة طويلة يجمع فيها مجلس الأمن على شيء، والحمد لله أنه كان شيئاً متعلقاً بسوريا”.

وعن مسار العلاقات بين دمشق وواشنطن، قال الشرع، إن منهجه هو “البدء بالفعل أولاً”، مضيفاً أن النظام السابق “لم يكن يفعل شيئاً”، على صعيد العلاقات.

وأضاف أن هناك “علاقات استراتيجية كثيرة بين سوريا والولايات المتحدة، وسوريا موقعها حساس والآن بدأت تأخذ دورها الإقليمي والعالمي، ومن مصلحة كثير من الدول أن تكون لها علاقات استراتيجية سوريا، وكذلك، من مصلحة سوريا أن تكون لها علاقات استراتيجية مع بقية الدول”.

واعتبر الشرع أن مسار العلاقات مع واشنطن “يحتاج إلى تدقيق وكثير من تفاصيل النقاش”، وأعرب عن أمله في تتاح الفرصة لمناقشة مستقبل العلاقات خلال زيارته إلى البيت الأبيض.

كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، الأربعاء، إن “الإدارة الأميركية تلاحظ تقدماً جيداً بشأن المطالب التي يترتب عليها رفع العقوبات عن دمشق تحت قيادتها الجديدة، ولذلك سيكون (الرئيس السوري) هنا في البيت الأبيض، الاثنين، وسأترك للرئيس الحديث عن الأمر بمزيد من التفصيل”.

وذكرت ليفيت أن “عندما كان الرئيس في الشرق الأوسط، اتخذ قراراً تاريخياً برفع العقوبات المفروضة على سوريا لمنحها فرصة حقيقية للسلام، وأعتقد أن (واشنطن) ترى إحراز تقدم جيد على هذا الصعيد في ظل القيادة السورية الجديدة”.

قانون قيصر

ومن المرتقب أن يلتقي الشرع مع عدد من المشرعين الأميركيين في الكونجرس، حسبما أشارت مصادر مطلعة لـ”الشرق”.

والجمعة، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن إدارة ترمب تدعم إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب “قانون قيصر”، من خلال مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني الذي يناقشه المشرعون الأميركيون.

وأضاف المتحدث: “الولايات المتحدة على تواصل منتظم مع شركائها في المنطقة، وترحب بأي استثمار أو مشاركة في سوريا بما يدعم إتاحة الفرصة لجميع السوريين في بناء دولة يسودها السلام والازدهار”.

وفي عام 2019، فُرضت بموجب “قانون قيصر” عقوبات واسعة النطاق على سوريا استهدفت أفراداً، وشركات، ومؤسسات كانت مرتبطة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد.

ويعد “قانون قيصر” أحد أكثر القوانين المفروضة على دمشق صرامة، إذ يمنع أي دولة أو كيان من التعامل مع الحكومة السورية أو دعمها مالياً أو اقتصادياً.

محاربة “داعش”

وتبحث الولايات المتحدة وسوريا أيضاً، انضمام دمشق إلى التحالف الدولي لمحاربة “داعش”.

وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الذي يرافق الشرع في زيارته إلى واشنطن، قال في تصريحات لـ”الشرق”، الأسبوع الماضي على هامش منتدى “حوار المنامة”، إن “المشاورات ما زالت جارية بين وزارتي الدفاع السورية والأميركية، إضافة إلى أجهزة الاستخبارات في البلدين”.

وأضاف أنه قد يصدر إعلان بهذا الشأن خلال الزيارة المرتقبة للرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن، مؤكداً أن سوريا “دولة فاعلة في مكافحة داعش”.

وكان موقع “أكسيوس” نقل عن المبعوث الأميركي إلى سوريا  توم باراك، قوله إن من المتوقع أن يوقع الشرع خلال زيارته إلى واشنطن على اتفاقية للانضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش”.

والسبت، أعلنت وزارة الداخلية السورية تنفيذ عمليات استباقية على مستوى البلاد ضد خلايا “داعش”. ونفذت قوات الأمن السورية 61 مداهمة، وألقت القبض على 71 فرداً، وصادرت متفجرات وأسلحة.

وأوضح المتحدث أن “جهاز الاستخبارات العامة ووزارة الداخلية التقطوا معلومات تفيد بأن هناك نية للتنظيم بتفعيل عمليات جديدة.. لذلك قامت القوى والأجهزة الأمنية بعملية استباقية لتحييد هذا الخطر”.

“اتفاق أمني” مع إسرائيل

المبعوث الأميركي توم باراك، اعتبر في تصريحات لـ”الشرق” على هامش “حوار المنامة”، الأسبوع الماضي، أن “السوريين يقومون بعمل جيد”، مشيراً إلى أن “هناك اتفاقاً أمنياً قريباً بين إسرائيل وسوريا حول الحدود”.

وكان موقع “أكسيوس” نقل عن باراك قوله إن “الجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وسوريا قد تعقد بعد زيارة الشرع إلى واشنطن”.

وأكد باراك أن واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق أمني حدودي بين سوريا وإسرائيل بحلول نهاية العام الجاري.

من جهته، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في تصريحاته لـ”الشرق”، أنه “لا يوجد قرار نهائي” بشأن توقيع اتفاق أمني مع إسرائيل في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن المشاورات “لا تزال مستمرة بشأن ذلك”.