
صدر الصورة، @Shrooq Elsayed
التعليق على الصورة، الصورة التي أثارت النقاش نشرتها المصورة الصحفية شروق السيد
قبل 2 ساعة
يبدو أن تبعات افتتاح المتحف المصري الكبير تواصل إثارة النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد.
فبعد الجدل حول هوية المصريين ومدى ارتباطهم بإرث الحضارة المصرية القديمة، وصل النقاش الآن إلى الملابس وارتباطها بحاضر المصريين وتاريخهم.
البداية كانت مع صورة التقطتها المصورة الصحفية شروق السيد لزوجين في المتحف، يرتدي كلٌّ منهما جلباباً تقليدياً (جلابية).
وبينما أثنى العديد من المعلقين على الصورة، جاء تعليق من الإعلامية سمر فودة ليثير عاصفة من النقاش.
إذ أعادت فودة نشر الصورة على حسابها على موقع فيسبوك، معلقة بالقول إن تلك الملابس “لا تمثل صورة مصر التي كان رجالها ونساؤها في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي يرتدون الملابس الأوروبية”.
وبعد ذلك المنشور، تعرضت فودة لهجوم كبير، لتحذف بعد ذلك الصورة “لعدم تفهم الناس وجهة نظرها”، كما اعتذرت عن “أي شيء مسّ قلوب المصريين بالسلب”، واعتذرت أيضاً “للزوجين، فهما بالتأكيد فخر لنا جميعاً”.
كما شددت على اعتزازها بأصولها الريفية، مشيرة إلى أن والدها كان يرتدي الجلباب الأبيض دائماً.
جدير بالذكر أن سمر فودة هي ابنة الكاتب الراحل فرج فودة، الذي اغتيل في تسعينيات القرن الماضي على يد متشددين إسلاميين بسبب كتاباته الداعية للعلمانية.
وسائل الإعلام المصرية
لم ترحب الكثير من وسائل الإعلام المصرية بحديث سمر فودة، إذ انتقد مقدمو برامج حوارية ما قالته، بل وصل الأمر ببعضهم إلى الظهور أمام الكاميرات بالجلباب.
وأجرت وسائل إعلام مقابلات مع صاحب الصورة، الذي تحدث عن رحلته من محافظة قنا إلى المتحف صحبة زوجته وابنته، وشعوره في البداية بالغضب نتيجة انتهاك خصوصيته هو وزوجته بسبب انتشار الصورة، قبل أن يتحول ذلك الشعور إلى فرحة كبيرة بسبب التعليقات الكثيرة الداعمة له.
كما نقلت وسائل الإعلام انتقادات رسمية لحديث سمر فودة، إذ قالت الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة للتراث غير المادي، في تصريحات صحفية إن الزي التقليدي يعكس احترام الهوية الوطنية ويستحق التقدير.

صدر الصورة، Getty Images
مواقع التواصل الاجتماعي
كانت نبرة الانتقادات لحديث سمر فودة أكثر حدة في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي بمصر.
إذ قام عديد من المعلقين بنشر صورهم وهم يرتدون الجلباب احتجاجاً على ما وصفوه بـ “النبرة المتعالية” في الحديث عن مواطنين مصريين.
كذلك عقد معلقون مقارنة بين احتفاء دول أجنبية بالزي التقليدي من جهة و”النظرة العنصرية” لدى البعض حيال لباس أغلبية المصريين.
وسرد البعض تجاربهم مع ما وصفوه بـ “تضييق” يتعرض له أصحاب الجلابية عند الدخول إلى أماكن عامة كالأندية.
كما أشار معلقون إلى أن البيانات تظهر أن أغلب سكان مصر يعيشون في الريف، حيث الجلباب هو الزي الأكثر انتشاراً.
أما الحديث عن ملابس أهل مصر في الأربعينيات والخمسينيات فقد أثار أيضاً نقاشاً تاريخياً، إذ أشار فريق من المعلقين إلى أن الحديث عن “مصر الأوروبية” يتجاهل حقيقة أن الأغلبية الساحقة من المصريين في تلك الفترة كانت تعيش في الريف وتعاني الفقر المدقع.
وكان لافتاً أيضاً الحديث الذي يرى أن صورة الجلابية تعكس أن قطاعات كبيرة من المصريين معتزة بإرثها الفرعوني، رغم الدعاوى المنددة بذلك الإرث والتي تصدر من منطلق ديني.
كذلك اعترض البعض على حديث فودة انطلاقاً من مبدأ حرية اللباس، معتبرين أن “من ينتقد الجلابية لا يختلف عن من يهاجم من تخلع الحجاب”.
الهوية المصرية
وجاء النقاش حول ملابس المصريين بعد أيام من جدل إلكتروني آخر حول الهوية المصرية.
فمع افتتاح المتحف الكبير بالجيزة، قام العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بنشر صور لهم معدلة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تُظهرهم مرتدين زي الفراعنة.
وأعادت موجة الصور الفرعونية تلك الجدل حول الهوية المصرية: هل هي مستمدة من إرث قدماء المصريين، أم أن المكون الإسلامي هو الغالب؟
كما أثار الحديث عن إرث الفراعنة نقاشاً حول واقع المصريين اليوم، “الذين يعانون من الفقر” رغم انتمائهم إلى حضارة من أقدم حضارات العالم.
