أكدت الكاتبة تيسي بايلا، رئيسة نادي القلم اليوناني، أن مشاركتها في معرض الشارقة الدولي للكتاب تمثل شرفاً كبيراً لها وتجربة مؤثرة بعمق، مشيرة إلى أن إيمانها العميق بأن الكلمة الحرة وحدها قادرة على بناء جسور بين الشعوب، لافتة إلى أن معارض الكتب، ومنها معرض الشارقة الدولي للكتاب، تعزز الحوار الثقافي العالمي.
وتعرف بايلا بشغفها بالتوثيق الإنساني عبر الأدب، وقد كرست نحو 27 عاماً من البحث الدؤوب لتأليف روايتها «بحار هائجة»، المستندة إلى قصة حقيقية لبطل مجهول «بحار» ساعد بقاربه الصغير في إنقاذ الناس خلال الحرب العالمية الثانية، وترى بايلا في هذا العمل شهادة على قوة الإنسان في مواجهة أهوال التاريخ، وتجسيداً لقدرة الأدب على استحضار الذاكرة الإنسانية وتخليد قصص البطولة.
وأضافت أن بطل القصة ظل محتفظاً بحكايته طيلة حياته، ولم تُعرف تفاصيلها إلا بعد رحيله، مشيرة إلى أنها أرادت من خلال الرواية إبراز قوة الإنسان في مواجهة المآسي وقدرته على التمسك بالأمل رغم قسوة الواقع المعيش.
وتابعت: «اليونان تمتلك إرثاً أدبياً غنياً يواصل إلهام الحوار والإبداع بين الثقافات، ومشاركتنا هنا تتيح لنا نقل هذا الإرث إلى جماهير جديدة. أرى في وجودي في الشارقة فرصة للاحتفاء بحرية الكلمة وتعزيز الحوار والتضامن بين الكتّاب في العالم».
وأكدت بايلا أن أعمالها الأدبية تتمحور حول قضايا الهوية والذاكرة والتاريخ الإنساني، موضحة أن الأدب بالنسبة لها وسيلة لتوثيق التجربة الإنسانية وصون الذاكرة الجماعية.
وقالت: «لطالما جذبني السؤال حول كيفية نجاة الإنسان من لحظات التاريخ الكبرى ومواصلته للحياة بعدها، وأرى أن الأدب يمنح صوتاً للجوانب المنسية من التجربة الإنسانية». وفي حديثها عن العلاقة بين الثقافتين العربية واليونانية قالت: «إن الروابط الفكرية بينهما تمتد لقرون طويلة، حيث يجمع بيننا تاريخ عريق من التبادل الثقافي منذ العصور القديمة، حين كانت الفلسفة والأدب والشعر جسوراً للحوار بين الحضارتين».
