
القاهرة – «القدس العربي»: مع انتهاء كل المهل الرسمية لاستقبال الأفلام المرشحة للجوائز الدولية هذا العام، بات المشهد أوضح وأكثر تحديداً، خاصة بعد إغلاق باب التقديم تدريجياً لفئات الرسوم المتحركة والوثائقيات والأفلام الروائية. فقبول أفلام الرسوم المتحركة القصيرة والطويلة توقف في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول، ولحقت به الأفلام غير الروائية بعد أسبوع، بينما انتهى تقديم الأفلام الروائية المشاركة في المسابقة الرئيسية في الثالث عشر من الشهر الجاري.
وحسب الجدول المعلن مسبقاً، ينتظر العالم إعلان القوائم القصيرة للأفلام المتنافسة في مختلف الفئات في السادس عشر من الشهر المقبل، ثم الكشف عن الترشيحات النهائية في الثاني والعشرين من يناير/كانون الثاني، قبل إقامة الحفل الكبير في الخامس عشر من مارس/ شباط، أي بعد عشرة أيام من الجولة الأخيرة للتصويت.
القضية تفرض حضورها
وفي حين لا تزال أغلب القوائم غير متاحة، تُعَد قائمة الأفلام المرشحة لفئة «أفضل فيلم عالمي» الوحيدة المكتملة حتى الآن، وتضم 86 فيلماً تمثل 86 دولة. وفي هذه القائمة، جاء الحضور العربي عبر سبعة أفلام من الأردن ومصر وفلسطين والعراق ولبنان والمغرب وتونس، مع غياب واضح للجزائر التي اعتادت المشاركة مبكراً في الأعوام الماضية.
من مصر جاء فيلم «هابي بيرث داي» للمخرجة سارة جوهر، وهو عمل يروي حكاية امرأة تؤدي دورها نيللي كريم، تواجه تعقيدات حياتية بعد الطلاق.
أما العراق فحضر عبر فيلم «مملكة القصب» للمخرج حسن هادي، وهو العمل ذاته الذي شارك في مهرجان «كان» السابق تحت عنوان «كعكة الرئيس». ويروي الفيلم قصة فتاة صغيرة تُكلّف بجمع مكونات كعكة عيد ميلاد الرئيس صدام حسين، في مقاربة تجمع بين الطابع الرمزي والبعد الإنساني.
أما لبنان فشارك بفيلم «نجوم الأمل والألم» للمخرج سيريل عريس، الذي يتناول قصة علاقة حب بدأت في طفولة بطلَيْها قبل أن تفرقهما الحرب الأهلية، ليعودا ويلتقيا بعد سنوات طويلة.
وتأخذ القضية الفلسطينية مساحة أكبر ضمن الترشيحات العربية هذا العام عبر فيلمين بارزين: «فلسطين 36» للمخرجة آن ماري جاسر ممثلاً فلسطين، و»صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية ممثلاً تونس، الذي حقق ردود فعل واسعة منذ عرضه في الثالث من سبتمبر/ ايلول في مهرجان «فينيسيا». فقد اعتمدت كوثر بن هنية على تسجيلات صوتية حقيقية للطفلة هند رجب، وهو ما منح الفيلم قوة عاطفية كبيرة. كما جاء مونتاج قتيبة برهمجي وماكسيم ماتيس متناغماً بين صوت الضحية وما وقع داخل غرف الهلال الأحمر الفلسطيني خلال الساعات التي سبقت استشهادها.
إضافة للفيلم الأردني «اللي باقي منك» للمخرجة شيرين دعيبس، الذي يعود بذاكرة المشاهد إلى حكايات عائلة فلسطينية تعيش في الأردن وتأثير أحداث الضفة الغربية وقطاع غزة على مسار حياتها.
