رغم أن كثيرا من المواطنين لا يفضلون تناول أسماك التونة، فإن تقريرا حديثا صادرا عن مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة أكد ضرورة تناولها بانتظام بسبب فوائدها الكبيرة.
وتعدُّ أسماك التونة واحدة من أكثر الأسماك انتشارًا على موائد العالم، فهي ليست مجرد صنف غذائي متوفر في الأسواق، بل جزء أساسي من ثقافة الأكل لدى شعوب كثيرة، ومحور مهم في اقتصاديات الصيد والصناعات الغذائية في عدد من الدول الساحلية.
مزايا متنوعة لأسماك التونة
وأوضح الدكتور عاطف عشيبة وكيل معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن أهم ما يميز التونة هو أنها تجمع بين القيمة الغذائية العالية والطعم اللذيذ وسهولة التحضير، إضافة إلى إمكانية حفظها بطرق متعددة مثل التعليب والتجميد وكذلك التدخين؛ وهو ما يجعلها خيارًا متاحًا طوال العام، بعيدًا عن تعقيدات المواسم أو صعوبات النقل.
اقرأ أيضًا: من الأعماق إلى أفخم الموائد.. أكبر دول العالم في تصدير الجمبري
وقال: لا تتوقف أهمية التونة عند انتشارها أو كثرة استخداماتها، بل تمتد إلى كونها غذاءً مناسبًا لفئات مختلفة من المستهلكين، فهي خيار مُفضَّل للرياضيين نظرًا لغناها بالبروتين، ولمن يعانون من أمراض القلب بسبب محتواها من الدهون الصحية، وحتى لمن يبحثون عن وجبة خفيفة وسريعة في الوقت نفسه.
القيمة الغذائية والصحية لأسماك التونة
وأشار إلى أن التونة تتمتع بقيمة غذائية وصحية كبيرة وذلك على النحو التالي:
– البروتين: تعتبر من أكثر أنواع الأسماك فائدة من الناحية الغذائية، فهي غنية بالبروتين عالي الجودة وقليل الدهون، ما يجعلها غذاءً متكاملاً للرياضيين والأشخاص الراغبين في الحفاظ على وزن صحي. يحتوي كل 100 جرام من التونة على نحو 23–29 جرامًا من البروتين، وهو بروتين كامل يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم لبناء العضلات وتجديد الأنسجة، بالإضافة إلى دوره في تعزيز المناعة ودعم الطاقة اليومية.
– الدهون: تحتوي على دهون صحية وخاصة أحماض أوميجا-3 الدهنية، وهي من أهم العناصر التي تساهم في حماية القلب والأوعية الدموية، حيث تساعد على خفض مستويات الدهون الثلاثية، وتحسين مرونة الشرايين، والحد من الالتهابات المزمنة في الجسم. كما تلعب أحماض أوميجا-3 دورًا مهمًا في تعزيز وظائف الدماغ، وتحسين الذاكرة والتركيز، وتقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية المرتبطة بالشيخوخة.
اقرأ أيضًا: يُباع بالجرام والكيلو بآلاف الجنيهات.. مصر تنجح في زراعة أغلى ليمون في العالم
– الفيتامينات: تحتوي على مجموعة واسعة من الفيتامينات الضرورية لصحة الجسم، إذ تعد مصدرًا غنيًا بفيتامين B12 الذي يدعم تكوين خلايا الدم الحمراء ويعزز صحة الأعصاب، بالإضافة إلى فيتامين B6 الذي يساهم في التمثيل الغذائي للبروتينات والدهون والكربوهيدرات.
– المعادن: تعد مصدرًا مهمًا لعدد من العناصر الضرورية للجسم، إذ تحتوي على السيلينيوم الذي يعمل كمضاد أكسدة قوي يساعد في حماية الخلايا من التلف، واليود اللازم لوظائف الغدة الدرقية مما يساهم في تنظيم عمليات الأيض والطاقة. كما توفر التونة الفوسفور والبوتاسيوم اللذين يلعبان دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم وتعزيز صحة العضلات والعظام.
– تقوية العضلات والمساعدة في التعافي بعد التمارين الرياضية، بالإضافة إلى دورها في السيطرة على الوزن، إذ تمنح شعورًا بالشبع لفترة أطول بفضل محتواها العالي من البروتين وقلة الدهون فيها.
مخاطر وتحذيرات من الإفراط في الاستهلاك
وأوضح أنه رغم الفوائد الكبيرة لأسماك التونة، إلا أن الإفراط في تناولها أو اختيار الأنواع غير المناسبة قد يحمل بعض المخاطر الصحية، حيث إن أحد أبرز هذه المخاطر هو تراكم عنصر الزئبق في جسم الإنسان، خصوصًا عند تناول التونة الكبيرة مثل التونة الزرقاء أو التونة البيضاء، إذ يحتوي لحم هذه الأسماك على مستويات أعلى من الزئبق مقارنة بالأنواع الأصغر مثل التونة الخفيفة.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض أنواع التونة المعلبة على مستويات مرتفعة من الصوديوم، والذي قد يرفع ضغط الدم عند الإفراط في تناولها، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو احتباس السوائل لدى بعض الأشخاص.
كما أن طريقة التحضير والحفظ لبعض المنتجات المعلبة قد تؤثر على القيمة الغذائية للتونة، خصوصًا إذا كانت معلبة بزيوت غير صحية أو صلصات غنية بالدهون والسكريات.
ونصح بالاعتدال في استهلاك التونة، والحرص على اختيار الأنواع الخفيفة المنخفضة في محتواها من عنصر الزئبق، والابتعاد عن الإفراط في تناول المنتجات المعلبة عالية الصوديوم.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
