
afp_tickers
تم نشر هذا المحتوى على
02 ديسمبر 2025 – 04:32
يخوض المرشّح المدعوم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب سباقا متقاربا للغاية على رئاسة هندوراس، إذ أظهرت نتائج أولية نُشرت الاثنين فارقا بسيطا جدا مع منافسه اليميني بعد فرز أكثر من نصف الأصوات.
وبحسب اللجنة الوطنية للانتخابات، يتقدم رجل الأعمال اليميني ورئيس بلدية تيغوسيغالبا السابق البالغ 67 عاما نصري عصفورة الذي حظي بدعم ترامب في تدخّل مباشر في الحملة، بفارق 515 صوتا على المرشّح اليميني الآخر، مقدّم البرامج التلفزيونية سلفادور نصرالله (72 عاما)، بعد فرز 57 في المئة من الأصوات.
وقالت رئيسة اللجنة آنا باولا هال على منصة إكس إن النتائج إلى الآن تظهر “تعادلا تقنيا”، داعية الناخبين إلى “التحلي بالصبر” من دون تحديد موعد انتهاء عمليات الفرز.
أما مرشّحة اليسار الحاكم، المحامية ريكسي مونكادا (60 عاما)، فمتأخرة بفارق كبير.
وقال نصرالله إنه واثق من الفوز بمجرد إعلان نتائج بعض المقاطعات، لكن “من المستحيل تحديد الفائز بالمعطيات المتوافرة حاليا”، بحسب ما قال المحلل السياسي كارلوس كاليكس.
وإذا ثبت هذا الاتجاه في النتائج النهائية، ستصبح هندوراس الدولة التالية في أميركا اللاتينية، بعد الأرجنتين وبوليفيا، التي تميل نحو اليمين بعد سنوات من الحكم اليساري.
وفي وقت لاحق الاثنين، اتهم ترامب مسؤولي الانتخابات في هندوراس “بمحاولة تغيير” النتيجة وكتب على منصته تروث سوشال “يبدو أن هندوراس تحاول تغيير نتائج انتخاباتها الرئاسية. إن فعلت ذلك، فسيكون الثمن باهظا!”.
وكانت المنافسة محتدمة بين المرشحين الثلاثة الساعين لخلافة الرئيسة اليسارية زيومارا كاسترو التي شغل زوجها مانويل زيلايا الرئاسة أيضا قبل أن يُطاح بانقلاب عام 2009.
ويخوض مرشّح ترامب المفضّل، نصري “تيتو” عصفورة من الحزب الوطني اليميني، حملته الرئاسية الثانية بعدما خسر أمام كاسترو عام 2021.
وأعلن حزب “ليبري” الذي تنتمي إليه مونكادا أنه لن يعترف بالنتائج الأولية، وسيقبل فقط نتيجة الفرز النهائي للأصوات، وهو ما قد يستغرق أياما.
ورهن ترامب استمرار الدعم الأميركي لأحد أفقر بلدان أميركا اللاتينية بفوز عصفورة.
وكتب الرئيس الأميركي الجمعة عبر منصّة تروث سوشال “إذا لم يفز (عصفورة)، فلن تستمر الولايات المتحدة في إنفاق الأموال عبثا”، مكرّرا تهديدات مشابهة أطلقها دعما لحزب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في انتخابات التجديد النصفي الأخيرة.
ولم يكتف الرئيس الأميركي بوصف عصفورة بأنه “الصديق الحقيقي الوحيد للحرية”، بل أكد أنه “لا يستطيع العمل” مع مونكادا “والشيوعيين” وأنه “لا يثق” بسلفادور نصر الله.
– انعدام للثقة –
وفي خطوة لافتة الجمعة، أعلن ترامب أنه سيصدر عفوا عن رئيس هندوراس السابق خوان أورلاندو هرنانديز، من الحزب الوطني، المحكوم بالسجن 45 عاما في الولايات المتحدة بتهم تتعلّق بالاتجار بالكوكايين وغيرها.
ورحّب بعض سكان هندوراس بتدخّل ترامب، على أمل أن يسمح ذلك ببقاء مهاجرين هندوراسيين في الولايات المتحدة، بينما رفض آخرون تدخّله في العملية الانتخابية.
ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، تم ترحيل حوالى 30 ألف مهاجر هندوراسي من الولايات المتحدة، في ضربة قاسية لبلد يبلغ عدد سكانه 11 مليون نسمة.
وتقدّم مونكادا الانتخابات على أنها خيار بين “أوليغارشية دبّرت الانقلاب”، في إشارة إلى دعم اليمين لانقلاب 2009 على زيلايا، وبين “الاشتراكية الديموقراطية”. وقد شغلت مونكادا حقائب وزارية في حكومتي زيلايا وكاسترو.
أما نصر الله الذي خدم أيضا في حكومة كاسترو، فانفصل عن الحزب الحاكم واتجه نحو اليمين لاحقا.
وكان عصفورة يعمل في قطاع البناء قبل أن ينتخب رئيسا لبلدية العاصمة تيغوسيغالبا لولايتين متتاليتين.
وأدّت الاتهامات المسبقة المتبادلة بالتزوير، سواء من الحزب الحاكم أو المعارضة، إلى تعميق انعدام الثقة وإثارة مخاوف من اضطرابات بعد الاقتراع.
– فقر وعنف –
تطرق المرشحون بشكل خجول إلى المشكلتين الرئيسيتين في هندوراس، أي الفقر والعنف.
وعد عصفورة بجذب الاستثمارات، فيما تعهد نصر الله دعم الصناعة والزراعة، وركزت مونكادا على فرض ضرائب على النخبة الاقتصادية.
وقالت ميشيل بينيدا وهي تاجرة تبلغ 38 عاما لفرانس برس إن “على الفائز أن يحاول التفكير في مصلحة البلد قبل مصالحه الخاصة، وألّا ينظر إليه ككيس مال جاهز للنهب”.
ويعيش ما يقرب من ثلثي سكان هندوراس في الفقر، ويأتي 27% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد من تحويلات مواطنيها المقيمين في الولايات المتحدة، والتي تبلغ عشرة مليارات دولار.
وتسجل هندوراس أحد أعلى معدلات الجريمة في المنطقة. ويشكل الفساد وارتباطه بتجارة المخدرات تحديا كبيرا، وسرت شكوك بشأن نيات الأحزاب الثلاثة الرئيسية في الانتخابات في هذا المجال.
بور-ميس/جك-ع ش-ود/الح
