
القاهرة – «القدس العربي»: في مبادرة فنية متميزة، تحوّل مزاد خيري بدأ بفكرة بسيطة إلى حدث دولي واسع النطاق يجمع 168 فنانًا من مختلف القارات، بهدف دعم الجهود الإنسانية في غزة بعد ما شهدته من تدمير هائل للبنية التحتية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين.
المبادرة التي انطلقت إلكترونيًا تحت اسم «مئة فنان من أجل غزة» تجاوزت حدودها الأولى بسرعة، بعدما تدفق الفنانون للمشاركة بأعمالهم وتقديم إسهاماتهم لصالح منظمة «أطباء بلا حدود»، التي تتولى تقديم الإغاثة الطبية في المناطق المنكوبة.
المزاد الذي كان من المفترض أن يستقطب مئة فنان فقط، اتسع ليضم أسماء راسخة في عالم الفن التشكيلي إلى جانب فنانين شباب من خلفيات متعددة، بينهم فنانون من أصول فلسطينية، مثل ريما نوباني وروزاليند نشاشيبي. وقد أشرفت على تنظيم الفعالية مجموعة من الفنانات والخبيرات، وهن ماي ثو بيريه، وفيديا غاستالدون، وسارة بن سليمان، والخبيرة الفنية آن لامونييه، التي أكدت أن الإقبال غير المتوقع جسّد رغبة صادقة لدى الفنانين للمساهمة في هذا الجهد الإنساني، مشيرة إلى أن كل فنان اختار التعبير بطريقته، ما منح المعرض ثراءً بصريًا وإنسانيًا لافتًا.
وتضمّنت الأعمال المقدمة تقنيات وأساليب فنية واسعة، من الرسم بالألوان المائية، إلى القصاصات الورقية، وصولًا إلى التصوير الفني، وهو ما يعكس تنوّع المشاركات وسهولة شحنها من مختلف دول العالم، وفقًا لشرح لامونييه.
وقد شارك في المزاد فنانون عالميون معروفون، من بينهم كارا ووكر، وولفغانغ تيلمانز، وبيتر دويغ، وأولافور إلياسون، إلى جانب عشرات الأسماء التي اختارت أن تجعل فنّها وسيلة للدعم والتضامن. ومنذ إطلاقه، جذب المزاد اهتمامًا عالميًا واسعًا، إذ سجّل أكثر من ثلاثين بلدًا مشاركين محتملين، بينما نجح المنظمون في جمع نحو مئة وخمسين ألف فرنك سويسري حتى الآن، على أمل مضاعفة هذا الرقم عند اختتام المزاد. وحرص أصدقاء المنظمين على تنظيم فعاليات موازية لمتابعة المزاد حول العالم، من أماكن عامة في أوروبا إلى بيوت خاصة في العواصم العربية، في مشهد يعكس كيف امتدت المبادرة من مجرد مزاد إلى حركة تضامن عابرة للحدود.
وسيختتم المزاد الإلكتروني بفعالية حية اليوم، وسط توقعات بأن يحظى الحدث باهتمام عالمي لافت، باعتباره أكثر من مجرد بيع أعمال فنية، بل شهادة على قدرة الفن على أن يكون أداة إنسانية تتجاوز الجغرافيا.
