زين خليل/ الأناضول

طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواصلة المساعدة في مسألة العفو عنه بتهم الفساد التي يحاكم فيها، لكن الأخير لم يلتزم بـ”خطوات إضافية”، وفق قناة عبرية.

جاء ذلك، وفق ما ذكرته القناة 12 الخاصة، مساء الثلاثاء، من تفاصيل لمكالمة هاتفية جرت الاثنين، بين نتنياهو وترامب.

وقالت القناة: “خلال المكالمة ناقش الاثنان موضوع طلب العفو، وطلب نتنياهو من ترامب مواصلة المساعدة في هذا الشأن، وفق ما قاله مسؤولان أمريكيان كبيران”.

والأحد، قدم نتنياهو الذي يحاكم في 3 قضايا فساد، طلبا رسميا للرئيس إسحاق هرتسوغ للعفو عنه ووقف محاكمته، مدفوعا بدعوة رسمية (سبقتها دعوات شفهية) وجهها ترامب في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي طالب فيها هرتسوغ بالعفو عن رئيس الوزراء.

وأشار المسؤولان الأمريكيان للقناة إلى أن “ترامب قال لنتنياهو خلال المكالمة إنه يعتقد أن مسألة العفو ستُحل (It will work out)، لكنه لم يتعهّد بخطوات إضافية في هذه المرحلة”.

وقال أحد هؤلاء المسؤولين: “نتنياهو يريد من ترامب اتخاذ خطوات إضافية بشأن العفو، لكن الرئيس يعتقد أنه فعل كل ما يمكنه فعله”.

مسؤول إسرائيلي قال للقناة إن ترامب هو من أثار موضوع العفو خلال المكالمة، مضيفا أن رئيس الوزراء والرئيس اتفقا على مواصلة النقاش في الموضوع لاحقا.

وذكر المسؤولان الأمريكيان أنه خلال المكالمة طرح ترامب عدة قضايا يريد من نتنياهو تغيير سياساته بشأنها، وفي مقدمتها تنفيذ الاتفاق لإنهاء الحرب في غزة.

وقال ترامب لنتنياهو إنه يجب أن يكون “شريكا أفضل” في تطبيق الاتفاق لإنهاء الحرب على غزة، فأجاب نتنياهو بأنه “يبذل قصارى جهده” وفق تعبير القناة.

وكان يُفترض أن ينهي اتفاق وقف إطلاق نار تم التوصل له برعاية أمريكية حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، التي خلفت أكثر من 70 ألف قتيل و170 ألف جريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، لكن إسرائيل تخرقه يوميا، ما قتل وأصاب مئات الفلسطينيين.

** أزمة العالقين في رفح

كما طلب ترامب خلال المكالمة، توضيحات بشأن أزمة المسلحين العالقين في أنفاق رفح جنوبي قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.

وحاولت الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس يقضي باستسلام هؤلاء المسلحين مقابل عفو و”ممر آمن” إلى منطقة تحت سيطرة حماس أو إلى دولة ثالثة، وفق القناة.

وتابعت القناة: “الإدارة الأمريكية رأت في ذلك نموذجا محتملا لنزع سلاح حماس، ولم يعجبها رفض إسرائيل التعاون مع هذا المسار”.

وسأل ترامب نتنياهو خلال المكالمة: “لماذا تقتلون عناصر حماس المحاصرين في الأنفاق بدل السماح لهم بالخروج والاستسلام؟”، فأجابه نتنياهو: “إنهم مسلحون وخطرون ولذلك تتم تصفيتهم”.

ومنذ أيام، تقول وسائل إعلام عبرية إن نحو 200 من مقاتلي “حماس” عالقين في نفق برفح، ولم تستجب تل أبيب بعد لمطالب الحركة والوسطاء بالسماح لهم بمرور آمن إلى مناطق سيطرة الحركة في القطاع.

ومن جهة أخرى قال الجيش الإسرائيلي الأحد، إنه قتل أكثر من 40 مسلحا فلسطينيا خلال الأسبوع الماضي في عمليات استهدفت أنفاقا في المنطقة الخاضعة لسيطرتها في رفح بجنوب قطاع غزة.

واعتبرت حركة حماس في بيان الأربعاء أن “الجريمة الوحشية التي يرتكبها الاحتلال عبر ملاحقة وتصفية واعتقال المجاهدين المحاصرين في أنفاق مدينة رفح تعد خرقا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة”.

وتابعت: “ندعو الإخوة الوسطاء إلى التحرّك العاجل للضغط على الاحتلال للسماح لأبنائنا بالعودة إلى بيوتهم”.

** ترامب لنتنياهو: اهدؤوا في سوريا

وفي الملف السوري، أشار المسؤولان الأمريكيان إلى أن ترامب “أعرب عن معارضته لمواصلة عمليات الجيش الإسرائيلي داخل سوريا”.

وقالا إن إدارة ترامب “ترى أن هذه العمليات تؤدي إلى التصعيد وتقوّض الجهود للوصول إلى اتفاق أمني جديد بين إسرائيل وسوريا”.

وأوضحا أن ترامب قال لنتنياهو خلال المكالمة: “اهدؤوا في سوريا. لا تقوموا بخطوات استفزازية. القيادة الجديدة في سوريا تحاول جعل البلد مكانا أفضل ويجب مساعدتهم في ذلك”.

وقالت القناة: “في أعقاب المكالمة مع ترامب، غيّر نتنياهو اليوم (الثلاثاء) لهجته بشأن سوريا، وأعلن أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق أمني جديد مع سوريا، ولم يستبعد انسحابا إسرائيليا من المناطق التي احتلتها إسرائيل في سوريا بعد سقوط نظام الأسد – مقابل نزع السلاح في جنوب سوريا”.

ورفض مكتب نتنياهو طلب القناة التعليق على ما ورد في تقريرها.

والاثنين، قال ترامب في تدوينة على منصته “تروث سوشال”: “من المهم جدا أن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا، وألا يحدث أي شيء من شأنه أن يتعارض مع تطور سوريا إلى دولة مزدهرة”.

وأضاف: “يعمل الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، بجد لضمان حدوث أمور جيدة (بخصوص الحوار مع إسرائيل)، وأن تتمتع كل من سوريا وإسرائيل بعلاقة طويلة ومزدهرة معا”.

وفجر الجمعة، توغلت دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق جنوبي سوريا، ما أدى إلى وقوع اشتباك مسلح مع الأهالي، أسفر عن إصابة 6 عسكريين إسرائيليين بينهم 3 ضباط.

عقب ذلك، ارتكبت تل أبيب مجزرة انتقاما من أهالي البلدة الذين حاولوا الدفاع عن أرضهم، عبر عدوان جوي أسفر عن مقتل 13 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين.​​​​​​​

ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، يواصل الجيش الإسرائيلي توغلاته، ويشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.



الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.