الملخص
حمزة كوتي، الشاعر والمترجم الأهوازي، يبرز في أعماله الشعرية من خلال مزج الحس اليومي بالذاكرة والتأمل، مما يمنح نصوصه ملمسًا قريبًا وحقيقيًا. نشأ في بيئة تتداخل فيها اللغة والهوية والسياسة، حيث أثرت الأحياء الشعبية في الأهواز بشكل مباشر على تجربته الشعرية، مما أضفى على كتاباته إيقاعًا خاصًا ونبرة مميزة. يصف حمزة هذا المزج بأنه طبيعة الكتابة التي يمارسها، حيث تلعب الذاكرة والتأمل دورًا في إعادة تشكيل المشهد اليومي.
تعتبر الهوية الأهوازية جزءًا أساسيًا من تجربة حمزة كوتي الشعرية، حيث يسعى لتقديمها من خلال رؤية فنية تتجاوز البعد الاحتجاجي. يركز في نصوصه على الإنسان وتفاصيل حياته اليومية، محاولًا التوازن بين التعبير الفني والواقع السياسي والاجتماعي. يرى أن الشعر قادر على تمثيل الصوت الأهوازي بما يتجاوز الاحتجاج، حيث تظهر الهوية في طبقات الحياة اليومية والذاكرة واللغة.
بدأ حمزة كوتي الترجمة كحاجة شخصية لفهم النصوص العربية، وسعى لتقديم أصوات جديدة للقارئ الفارسي. تحولت الترجمة إلى ممارسة تعلم منها الصبر والانتباه إلى الإيقاع، مما ساهم في تشكيل تجربته الشعرية. كان يسعى لاكتشاف جماليات جديدة في الشعر العربي الحديث، مما دفعه لنشر ترجمات لأصوات غير مألوفة، بينما استمر في كتابة الشعر وتأمل الجمال الخفي في الأصوات غير المألوفة.
النقاط الرئيسية
– حمزة كوتي هو شاعر ومترجم أهوازي ينشر أعماله بين العربية والفارسية، وقد تأثرت تجربته الشعرية بالفضاء الشعبي في الأهواز.
– تتميز كتابات حمزة كوتي بالقصيرة المكثفة وبنزع إنسانية واضحة، وتستكشف الأسئلة الوجودية والهوياتية من خلال لغة شعرية مبتكرة.
– نشأ حمزة كوتي في بيئة تتداخل فيها اللغة والهوية والسياسة، مما أثر بشكل كبير على تجربته الشعرية وتكوينه الثقافي.
– يرى حمزة كوتي أن الشعر قادر على تمثيل الصوت الأهوازي بما يتجاوز البعد الاحتجاجي، حيث يعبر عن الهوية والذاكرة والعلاقة بالمدينة والإنسان.
– بدأت رحلة حمزة كوتي مع الترجمة كحاجة شخصية لفهم النصوص العربية، وسعى من خلالها إلى تقديم أصوات شعرية غير معروفة للقارئ الفارسي.
أسئلة وأجوبة
كيف بدأت نشأتك وبدأت قصتك في الأهواز في بيئة تتداخل فيها اللغة والهوية والسياسة؟
ولدت في الأهواز في مكان لا تنفصل فيه اللغة عن الذاكرة ولا الهوية عن تفاصيل الحياة اليومية. كنت أكبر على ضفاف كارون، أسمع العربية في البيوت والطرقات وأرى أثر السياسة في كل شيء، في المدرسة، في الأسماء، وحتى في طريقة حديث الناس عن أنفسهم.
هل كان للفضاء الشعبي في الأهواز بأحيائه وأصواته أثر مباشر في تشكيل تجربتك الشعرية الأولى؟
نعم، كان للفضاء الشعبي في الأهواز أثر مباشر وعميق في تشكيل تجربتي الشعرية. نشأت في وسط مليء بالأصوات واللهجات والحكايات اليومية. أحياء الأهواز بحركتها وضجيجها وأغانيها الشعبية ومجالسها كانت المدرسة التي تعلمت منها الإيقاع والخيال وعرفت بها نبض الناس الحقيقي.
كيف ترى الآن ديوانك “في البدء كان الجسر” في ضوء تجربتك الشعرية المستمرة؟
أراه تجربة مهمة لأنها تعكس صوتي الطبيعي وفهمي الخاص للعالم. كما أن المجموعات الأخرى أيضا تعكس صوتي الطبيعي ونظرتي الخاصة للعالم والكون والإنسان والإنسانية.
كيف ترى دور المكان، المدن، الأحياء، والنهر كعنصر بنيوي في نصوصك؟
المكان في نصوصي ليس مجرد خلفية أو إطار للأحداث بل هو عنصر بنيوي يشارك في تشكيل اللغة والرؤية. المدن والأحياء والنهر ليست رموزاً جاهزة، بل كائنات حية تحمل الذاكرة والتاريخ والنقطة الخاصة للحياة والكون.
كيف توازن بين التعبير الفني والواقع السياسي والاجتماعي في نصوصك مع حضور الهوية الأهوازية بقوة؟
الهوية الأهوازية جزء أساسي من تجربتي ووعيي، بل هي التجربة كلها والوعي كله. لهذا فهي تظهر بشكل طبيعي في نصوصي، لكنني أحاول دائماً أن أقدم هذه الهوية من خلال رؤية فنية قبل أن تكون خطاباً مباشراً. أحاول أن أوازن بين التعبير الفني والواقع السياسي والاجتماعي عبر التركيز على الإنسان، على تفاصيل حياته اليومية، وعلى المشاعر التي نتقاسمها جميعاً بعيداً عن الشعارات أو المباشرة.
العربي الجديد بودكاست بدأت الترجمة كحاجة شخصية أرى أن هذا المزج بين الحس اليومي والذاكر والتأمل ليس خياراً واعياً كان للفضاء الشعبي في الأهواز أثر مباشر وعميق في تشكيل تجربتي الشعرية الإيقاف قصيدتي لا يرتبط بالوزن فقط بل بالطبقة الصوتية مرحباً بكم في هذه الحلقة الجديدة من بودكاست فيهما فيه اليوم نصطدف الشاعر والمترجم الأهوازي حمزة كوتي المولود في الأهواز عام 1983 حمزة كوتي شاعر ومترجم ينشر أعماله بين العربية والفارسية وقد ترجم أعمالاً لشعراء عرب وإيرانيين كما ينشر نصوصه في صحف ومجلات مختلفة تتميز كتاباته بالقصيرة المكثفة وبنزع إنسانية واضحة وباستكشاف الأسئلة الوجودية والهوياتية من خلال لغة شعرية مبتكرة أستاذ حمزة الكوتي أهلا وسهلا فيك في بودكاست فيهما فيه أهلا وسهلا بك أستاذ سعد أستاذ حمزة لو نبدأ من البداية ولدت ونشأت في بيئة تتداخل فيها اللغة والهوية والسياسة كيف بدأت نشأتك وبدأت قصتك في الأهواز؟ ولدت في الأهواز في مكان لا تنفصل فيه اللغة عن الذاكرة ولا الهوية عن تفاصيل الحياة اليومية كنت أكبر على ضفافي كارون أسمع العربية في البيوت وطرقات وأرى أثر السياسة في كل شيء في المدرسة في الأسماء وحتى في طريقة حديث الناس عن أنفسهم قدرت إلى نفس المناية في الليل أعاني ثمرة الخيميائي وفي النهار ساكن في ماضٍ له رؤيا مهزومة سأكون رائياً كما كنت في شفيف السلام سأكون ابتسامة شهيد وابتسامة فتاة وابتسامة عجوز تفقد كل يوم طفولتها سأكون غرائز الزهور في ليل عميق كأبعاد الهزائم هل كان للفضاء الشعبي في الأهواز بأحيائه وأصواته أثر مباشر في تشكيل تجربتك الشعرية الأولى؟ نعم كان للفضاء الشعبي في الأهواز أثر مباشر وعميق في تشكيل تجربتي الشعرية نشأته في وسط مليب الأصوات واللهجات والحكايات اليومية أحياء الأهواز بحركتها وضجيجها وأغانيها الشعبية ومجالسها هي المدرسة التي تعلمت منها الإيقاع والخيال وعرفت بها نبض الناس الحقيقي هذا الفضاء الشعبي منحني حساً لغوياً خاصاً وطريقة مختلفة في النظر إلى العالم كنت ألتقط الصور والمشاهد من الشارع من البنايات الأثرية من حكايات الناس وأحملها إلى الكتابة وقد أصبح جزءاً من نبرة قصائدي ومن الهوية الشعورية طبعاً قصتي مع الشعر بدأت مبكراً كنت أكتب القطعات الشعرية السردية وكنت أدونها كنصوص شعرية وما زلت على هذه الطريقة أكتب القطع الشعرية السردية النثرية وأحرص على كتابتها حان وقتها رحلتي ومن يذهب لن يأتي ومن يأتي سيقف خلف أبواب مغلقة حان وقتها رحلة لم أجد لها غمضة من الزمن السائر في نومه ومشيت كثيراً وغيرت طرائق في النفي والانفراد وكنت النقص في الجنة والجنون إذ تسير بجانب امرأة هي الجنون تضحك على صورتي في الماء وترمي بالحجر ظلالي على الطريق وتضحك من جنوني إذ أشم وشاحها في الرياح منذ حوالي سبع سنوات أصدرت مجموعتك الشعرية التي حملت عنوان في البدء كان الجسر تضمنت مائة نص شعري قصير كيف ترى الآن هذا الديوان في ضوء تجربتك الشعرية المستمرة؟ نشرت قبل هذا الديوان مجموعة شعرية في الأهواز بعنوان رسالة إلى محي الدين بن عربي ثم تبعتها مجموعتان شعريتان هما أحدهم كانوا يفكروا بماء أعمق في لندن وارتباكي على الجدار ليس من هذه النار في قهران أما في البدء كان الجسر فأراه تجربة مهمة لأنها تعكس صوتي الطبيعي وفهمي الخاص للعالم كما أن المجموعات الأخرى أيضا تعكس صوتي الطبيعي ونظرتي الخاصة للعالم والكون والإنسان والإنسانية نصوصك تجمع بين الحس اليومي والذاكرة والتأمل كيف تصف هذا المزج في أعمالك؟ أرى أن هذا المزج بين الحس اليومي والذاكرة والتأمل ليس خيارا واعيا بل هو طبيعة، طبيعة الكتابة التي أكتبها أو أمارسها الحس اليومي يمنح نصوصي ملمسة القريب والحقيقي فهو ما أعيشه وراه وأصطدم به في تفاصيل الحياة اليومية البسيطة أما الذاكرة فهي العمق الخفي الذي يلون هذا اليوم ويعيد تشكيله فالذاكرة ليست مجرد ماضا بل هي طاقة شعورية تعيد ترتيب المشهد أما التأمل فهو المساحة التي يحاول فيها فهم كل هذا في ضلال النخلة المحترقة تقف امرأة ترتدي بياض حريرها ويفوح من شعرها التراب والمطر لم تقل شيئا وكانت نظرتها مليئة بالخيول مليئة بأغان ضائعة في الريح وعبرت أخاذي الأرض ، وغسلت وجهي في عين مجهولة وقبل أن أصل إليها ، سمعت صوت ناي غريب فأدركت أن العالم كان قد انتهى قبلنا كيف ترى دور المكان ، المدن ، الأحياء ، النهر كعنصر بنيوي في نصوصك؟ المكان في نصوصي ليس مجرد خلفية أو إطار للأحداث بل هو عنصر بنيوي يشارك في تشكيل اللغة والرؤية مع المدن والأحياء والنهر تحديدا ليست رموز جاهزة ، بل كائنات حية تحمل الذاكرة والتاريخ والنقضة الخاص للحياة والكون كيف تلعب الإيقاعات اللغوية دورها في قصيدتك ، خصوصا مع تأثيرات اللهجة والبيئة؟ الإيقاع في قصيدتي لا يرتبط بالوزن فقط بل بالطبقة الصوتية الطبيعية التي تحملها اللغة داخل النص اللهجة والبيئة تلعبان دورا أساسيا في تشكيل هذا الإيقاع لأنهما يحملان موسيقى خاصة لا يمكن العثور عليها في اللغة المعيارية وحدها من الملاحظ أيضا أستاذ حمزة أن الهوية الأهوازية حاضرة بقوة في نصوصك وخطر في بالي تساؤل كيف توازن بين التعبير الفني والواقع السياسي والاجتماعي من جهة أخرى؟ الهوية الأهوازية جزء أساسي من تجربتي ووعيي بل هي التجربة كلها والوعي كله لهذا فهي تظهر بشكل طبيعي في نصوصي لكنني أحاول دائما أن أقدم هذه الهوية من خلال رؤية فنية قبل أن تكون خطابا مباشرا أحاول أن أوازن بين التعبير الفني والواقع السياسي والاجتماعي عبر التركيز على الإنسان على تفاصيل حياته اليومية وعلى المشاعر التي نتقاسمها جميعا بعيدا عن الشعارات أو المباشرة جلس الخيام فجرا في القصر القديم على حجر بارد في يده كأس وفي صدره أسئلة لا تجاب من بعيد كان عصف ينساب مع النسائم سقط على حافة الكأس ضوء خافت من قنديل معلق يشبه الزمن يتوارى بين ساعاته رفع الخيام الكأس وكان يعلم أنها ليست للسكر بل حديث للإيقاظ قال وهو يرتشف منها لقصرنا ترابا قبل أن نعرف لماذا جئنا إلى هذا العالم هل ترى أن الشعر قادر اليوم على تمثيل الصوت الأهوازي بما يتجاوز البعد الاحتجاجي؟ نعم نعتقد أن الشعر قادر اليوم على تمثيل الصوت الأهوازي على تمثيل صوت الإنسان البائس المظلوم بما يتجاوز البعد الاحتجاجي لأن الهوية تظهر في طبقات واسعة من الحياة اليومية والذاكرة واللغة والعلاقة بالمدينة والإنسان الاحتجاج جزء من التجربة لكنه ليس التجربة كلها أستاذ حمزة من المعلوم لدينا وصحح لنا دقة معلومنا أن ترجماتك الشعرية سبقت القصيدة من الفارسية إلى العربية والعكس كيف بدأت قصتك مع الترجمة؟ بدأت الترجمة كحاجة شخصية لفهم نصوص أحببتها خاصة النصوص العربية ومنذ البداية كنت أبحث عن أصوات جديدة أقدمها للقارئ الفارسي لأن القراء الإيرانيين كانوا يعرفون نزار قباني وأدونيس ومحمود درويش ولكن حاولت أن أقدم شعراء غير معروفين إلى اللغة الفارسية ثم تحولت تدريجيا الترجمة إلى ممارسة تعلمت منها الصبر على الكلمة والانتباه إلى الإيقاع والبحث عن المعادل الذي يحمل روح النص وليس مجرد ألفاظة قصيدة للشعر الإيراني سهراب رحيمي البحر ينزع جلده عند الفجر والشاطئ متمنيا الحوت يموج في الأعصاب النهار كاليد المفتوحة نحو موت آخر ماذا يمكن فعله لا سحابة ولا حجر ولا طفل يصفق لطيور القماري تتسرب ستائر الهواء والذبابة في النافذة جار انتحار الطائرة الورقية إنها معلقة من الشجرة في الريح إطار الخريف عين إسفان ديار الغائبة نجباء الأمس البلوط في مخيلتهم نكاد أن نقترب من نهاية الضيافة يقومون بتدوير الشمس لساعات حتى تموت الرؤية في الماء البارد نحن عقدنا اتفاقا مع الذكريات مررنا دون أن نرى رأينا عالمنا في المرآة أغمضنا لنرى لعاب نظراتك سمعنا القصص المضطربة في الزقاق وسمعنا القصص الشرقية من حجر الشمس نعرف أن كفن الزمن ضيق والتراب أغنية الموت نعرف أن الحياة مغن يحمل المهمومين ويختبئ في الأغاني التي كتبها الآخرون في الأسفار الحتمية في عروغ الليل وألوان النهار ويعرف أن الموت لن يريحه ولم يكتب الليل كأغنية حمراء يقول الحجر المعلق في رقبته ستبقى وحدك إلى أي حد كانت الترجمة حافزا لتصدر ديوانك الأول؟ كنت أكتب الشعر وأترجم في نفس الوقت بدأت كتابة الشعر والترجمة في سن المبكرة كنت أنشر الترجمة في الصحف المحلية كنت أبحث عن اكتشاف أصوات عربية غير مألوفة كان حلمي أن أنق إلى جمال الشعر العربي الحديث وغير المعروف إلى متلقية الفارسية في ذلك الوقت كان الشعراء المشهورون هم محمود درويج ونزار قباني وادونيس لكنني كنت أبحث عن المختلف كنت أبحث عن جماليات جديدة من وجهة نظري الجمال يكمن في الأصوات غير المألوفة يكمن في ما هو خفي وكنت أسعى لإكتشافه وفي نفس الوقت كنت أكتب الشعر أتأمل وأكتشف وأكتب شعر الشعرية الخاص فقط كانت الفرصة لطبع مجموعة شعرية خاصة غير متاحة في تلك الفترة أنا استمتع جدا بالحديث معك وممتن على إتاحة هذا الوقت وهذا الحديث معك أهلا وسهلا بك أستاذ شكرا شكرا إليك
