تثبت “نتفليكس” مرةً أخرى أنّ رهانها على العوالم المقلوبة ما زال ناجحاً. فالموسم الخامس من مسلسل الخيال العلمي الشهير “أشياء غريبة” (Stranger Things) حقّق أضخم انطلاقة لمسلسلٍ ناطقٍ بالإنكليزية في تاريخ المنصّة، بعدما سجّل 59.6 مليون مشاهدة خلال خمسة أيام. ويضع هذا الإنجاز الموسم الجديد في مرتبة متقدمة خلف الموسمين الثاني والثالث من الظاهرة الكورية “لعبة الحبار”، مؤكّداً أنّ العمل الذي انطلق عام 2016 ما زال يمثل إحدى أبرز العلامات المؤثّرة في عالم البث التدفقي.
وقد طرحت “نتفليكس” الحلقات الأربع الأولى من الموسم الختامي من “أشياء غريبة” دفعةً واحدةً، ما أدّى إلى تدفّقٍ كثيفٍ للمشاهدة تسبب بتجمّد المنصّة مؤقتاً، رغم رفع الشركة سرعة البث بنسبة 30%، بحسب روس دوفر، أحد مبتكري العمل. وتكشف الأرقام حجم القفزة؛ إذ حقّق الموسم الرابع عام 2022 نحو 287 مليون ساعةٍ من المشاهدة، وهو ما يعادل نحو 22 مليون مشاهدةً بالنظام الحالي، ما يعني أنّ الموسم الخامس حقّق ارتفاعاً يتجاوز 171% رغم اختلاف عدد أيام القياس بين الموسمين.
ويعود الموسم الجديد إلى بلدة هوكينز في ولاية إنديانا الأميركية، حيث تتجدّد الظواهر الخارقة التي صنعت هوية العمل، مع قفزةٍ زمنيةٍ تراعي أعمار أبطال المسلسل الذين شقّوا طريقهم من الطفولة إلى البلوغ أمام جمهور المنصّة. كما يعود الممثلون الأساسيون، وفي مقدمتهم الممثلة الأميركية وينونا رايدر والأميركي ديفيد هاربر، إلى جانب الجيل الذي اكتسب شهرته من المسلسل، مثل البريطانية ميلي بوبي براون، الكندي فن وولفهارد، الأميركي نواه شناب، ومواطنه كاليب ماكلوغلين، وسواهم.
وقد رافق التحضير للموسم النهائي من “أشياء غريبة” كثيرٌ من الترقّب، خصوصاً بعد تصريح الأخوين دوفر بتقديم “أعنف وفاةٍ في تاريخ السلسلة”. وقد أثنت صحيفة ذا غارديان البريطانية على الحلقة الرابعة الممتدة إلى تسعين دقيقةً، ووصفتها بأنّها عرضٌ بصريٌّ ضخمٌ سيجعل الجمهور “يقف على كراسيه ويهتف فرحاً”.
ومع إطلاق الموسم الخامس، دخلت جميع المواسم السابقة لقائمة الأعلى مشاهدةً على “نتفليكس”، في سابقةٍ هي الأولى لأحد أعمال المنصّة. ويعيد هذا الزخم النقاش حول قدرة “نتفليكس” على صناعة عوالم سرديّةٍ طويلة العمر، وحول تحوّل مسلسلات الخيال العلمي إلى ثقلٍ ثقافيٍّ واجتماعيٍّ يتجاوز حدود المنصّة.
ومن المقرر أن يُستكمل عرض الموسم الأخير على مرحلتين، مع طرح ثلاث حلقاتٍ في يوم عيد الميلاد، على أن تُعرض الحلقة الختامية في 31 ديسمبر/ كانون الأول، لتُطوى بذلك صفحة أحد أبرز الأعمال التلفزيونية التي شكّلت ملامح العقد الأخير.
