المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، “نجاة عناصر حماس المتحجزين في أنفاق رفح بغزة ووصولهم إلى مناطق خارج نطاق سيطرة الجيش الاسرائيلي”.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذا المقطع قديم، إذ يعود الى 28 تشرين الثاني 2023. وهو مجتزأ من مشاهد أطول نشرتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لتسليم الدفعة الخامسة من الرهائن الاسرائيليين يومذاك. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم
4 ثوان فقط. تظهر المشاهد الليلية رجالا مسلحين ملثمين يتعانقون، على وقع هتافات. وقد انتشر الفيديو أخيرا في حسابات كتبت معه (من دون تدخل): “نجاة عدد كبير من أبطالنا المحتجزين في أنفاق رفح ووصولهم إلى مناطق خارج نطاق سيطرة الاحتلال الصهيوني”.

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس)
مقاتلون داخل الانفاق في رفح
جاء تداول الفيديو في وقت نقل موقع “الشرق” عن مصدرين مطلعين في غزة، إن عدداً من مقاتلي الأنفاق في مدينة رفح تمكنوا خلال الفترة السابقة من النجاة والوصول إلى مناطق لا تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
ولم يعط المصدران تفاصيل دقيقة عن أعداد المقاتلين الأحياء، أو من اعتقلتهم أو قتلتهم القوات الإسرائيلية، لكنهما قالا إن عدد المقاتلين الأحياء كان يراوح من ستين الى ثمانين مع بدء وقف إطلاق النار في 10 تشرين الاول، وإن الجيش الإسرائيلي يحتجز جثامين من قتلهم.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، الجمعة 28 تشرين الثاني 2025، العثور على جثث تسعة مقاتلين فلسطينيين قُتلوا أخيرا خلال عمليّاته لتفكيك شبكة الأنفاق في جنوب قطاع غزة، على ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ جنوده، وخلال عمليات في القطاع الشرقي من رفح، “رصدوا تسعة إرهابيين إضافيين تمّ القضاء عليهم داخل البنية التحتية الإرهابية تحت الأرض”.
وأضاف البيان أنّ الجيش قتل في منطقة رفح أكثر من 30 مقاتلا “حاولوا الفرار عبر هذه الأنفاق”.
وجاءت هذه التطوّرات بينما قالت مصادر عدة، الخميس 27 تشرين الثاني، للوكالة، إنّ هناك مفاوضات جارية بشأن مصير عشرات المقاتلين من حركة حماس المحاصرين منذ أسابيع داخل الأنفاق تحت المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وبحسب مصدر من أحد البلدان الوسيطة، تعمل الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا على “صياغة تسوية تتيح لمقاتلي حماس الخروج من الأنفاق خلف الخط الأصفر قرب رفح”. وأوضح مسؤول في حماس في غزة أنّ “بين 60 و80 مقاتلا” ما زالوا عالقين تحت الأرض في رفح.
حقيقة الفيديو
الا ان هذه المقطع المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا الى خيوط عدة تقودنا اليه منشوراً، ضمن مشاهد أطول (2.20 دقيقتان)، في حساب الاعلام الحربي- التغطية الاخبارية في تلغرام، في 28 تشرين الثاني 2023، بعنوان: “مجاهدو كتائب القسام وسرايا القدس وحشود من الأهالي الصامدين في قطاع غزة يسلمون الدفعة الخامسة من المحتجزين الاسرائيليين، ضمن التهدئة الإنسانية وتبادل الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال”.
لقطة من الفيديو المنشور في حساب الإعلام الحربي – التغطية الإخبارية في تلغرام، في 28 تشرين الثاني 2023
كذلك، عثرنا على هذا الفيديو مؤرشفاً في موقع “النهار” في 28 تشرين الثاني 2023، ضمن تقرير بعنوان: بالفيديو- مشاهد لتسليم “القسام” و”سرايا القدس” الدفعة الخامسة من الرهائن.
لقطة من الفيديو المنشور في موقع النهار في 28 تشرين الثاني 2023
ونجد المقطع منشوراً أيضا في حساب قناة “العربي” في يوتيوب، في 29 تشرين الثاني 2023، بعنوان: “عناق حار بين مقاتلي كتائب القسام وسرايا القدس بعد تسليم الدفعة الخامسة من المحتجزين”.
يمكن مشاهدة الجزء المتناقل في التوقيت 0.13 في الفيديو أدناه.
لقطة من الفيديو المنشور في حساب قناة العربي في يوتيوب في 29 تشرين الثاني 2023
في ذلك الثلثاء (28 تشرين الثاني 2023)، تمّت عملية تسليم الدفعة الخامسة من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة بحضور عسكري مشترك بين كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، على ما أورد موقع “الجزيرة. نت”.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: “قمنا بتسهيل عملية إطلاق 12 رهينة في غزة بنجاح ونقلهم”، وذلك في إطار صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
من جهته، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المحتجزين الـ12 المفرج عنهم عادوا إلى إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية في وقت سابق إن قائمة المحتجزين المفرج عنهم تضمّ قاصرة و9 نساء، إحداهن نمسوية، واثنتين من الأرجنتين وفيلبينية.
في المقابل، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 30 من الأسرى الفلسطينيين.
مكتب نتنياهو يقول إن البقايا المستعادة من غزة الثلاثاء لا تعود لأي من الرهائن
عشرات الآلاف من سكان غزة يحتاجون إلى الإجلاء الطبي (أطباء بلا حدود)
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر “نجاة عناصر حماس المتحجزين في أنفاق رفح” بغزة. في الحقيقة، هذا المقطع قديم، إذ يعود الى 28 تشرين الثاني 2023. وهو مجتزأ من مشاهد أطول نشرتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، لتسليم الدفعة الخامسة من الرهائن الاسرائيليين يومذاك.
