وراوية (74 عاما) من أشهر ممثلات المغرب ولها رصيد سينمائي وتلفزيوني ومسرحي كبير إذ تميزت بأدوارها الإنسانية العميقة التي تجمع بين دفء المشاعر وحنوها، وصلابة الشخصية وقوتها.

وحصدت العديد من الجوائز خلال مشوارها منها جائزة أفضل ممثلة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة عن فيلم “العيون الجافة” وجائزة أفضل ممثلة من مهرجان أيام قرطاج السينمائية عن دورها في فيلم “مسافة ميل بحذائي”.

وقالت راوية بعد تسلمها التكريم “أهدي هذا التكريم للجمهور المغربي، داخل الوطن وخارجه”.

وأضافت “تسع سنين خلت وقفت على هذه المنصة كعضو في لجنة التحكيم إلى جانب نجوم سينمائيين عالميين، واليوم أعود إليها بفضل المخرجين والمخرجات الذين وضعوا ثقتهم في شخصي المتواضع لتجسيد مخيلاتهم على الشاشات الكبرى والصغرى”.

وتابعت “شكر خاص ملفوف بالحب لكل المبدعات والمبدعين الذين جمعتني معهم أعمال فنية لأزيد من 30 سنة”.

وهذا ثالث تكريم يقدمه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الثانية والعشرين بعد تكريم الممثل المصري حسين فهمي والممثلة والمخرجة الأميركية جودي فوستر.

وأعرب المدير العام لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، “الأوسكار”، بيل كرامر الذي حل ضيفًا على قسم “حوارات” في المهرجان عن إعجابه بالأفلام المعروضة ضمن المسابقة الرسمية لهذه الدورة، بما فيها تلك التي تمثل إفريقيا والشرق الأوسط، معتبرًا أن هذه الأعمال “رائعة” وتشكل إضافة مهمة للمشهد السينمائي العالمي.

وأوضح كرامر، خلال اللقاء الذي أداره نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، فيصل العرايشي، أن نسبة مهمة من الأفلام المتقدمة لجائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم دولي تأتي من هاتين المنطقتين، مشيرًا إلى أنه من بين 80 فيلما تتنافس سنويا على الجائزة، بينها 14 فيلمًا من إفريقيا والشرق الأوسط.

وأكد أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعد فضاء استثنائيًا يعزز انفتاح السينما العالمية ويكرس تنوعها، ويهديها مواهب شابة واعدة.

وأشاد ببرنامج “ورشات الأطلس” الذي ينظمه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش من أجل المخرجين الصاعدين، معتبرا إياه “برنامجا رائعا يتيح للمواهب الشابة فرصة حقيقية لصقل مهاراتها، وتلقي التعليم من مهنيين بارزين، والعمل بشكل مباشر على مشاهد ومقاطع من مشاريعهم”.

واعتبر أن هذا النوع من البرامج يوفر “جسرا مباشرا” بين المواهب الشابة ورواد الصناعة السينمائية، ويهيئ جيلا جديدا من المخرجين القادرين على دخول عالم السينما “من أوسع أبوابه”.

ودعا كرامر في هذا الصدد الشباب من طلبة السينما على الخصوص إلى “مشاهدة أكبر عدد من الأفلام” في المهرجان. واعتبر أن ترشيح هذه الأفلام للأوسكار يخلق لها جمهورا جديدا وواسعا عبر العالم، معتبرا في الوقت نفسه أن مستقبل السينما “يبدو ورديا”.

وتأتي المدير العام لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة للمغرب ضمن انفتاح المؤسسة على السينمائيين عبر العالم، حيث قال أن الأكاديمية التي تضم اليوم أكثر من 11 ألف عضو، باتت منظمة عالمية تراهن على تنوع جنسيات الأعضاء والأفلام المرشحة.

وأشار إلى أن الأكاديمية لا تقتصر على تقديم جوائز الأوسكار، وإنما تدعم السينما والسينمائيين من خلال جوائز تكريمية أخرى، وبرامج زمالة وتكوين، وبرامج تعليمية للطلبة، إضافة إلى متحف السينما الذي استحدثته، والذي يضم أفلاما وملابس وإكسسوارات وكل ما يرتبط بتاريخ الإخراج والتمثيل بما يجعل منه “مخزنا لذاكرة السينما”.