مع اقتراب انعقاد الدورة العشرين لاجتماعات اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، المقررة بين 8 و13 كانون الأول في نيودلهي، تصاعد الجدل في مصر بشأن تسجيل الكحل كعنصر تراثي داخل المنظمة.
وأبدى عدد من النشطاء والمشاهير مخاوفهم من الأنباء التي تتحدث عن نية بعض الدول تسجيل الكحل باسمها، مؤكدين أن المصريين القدماء كانوا “أول من استخدمه قبل آلاف السنين، وهو أمر مدوّن وموثق علميًا”. وكان الفنان مراد مكرم من أبرز من أثار المسألة، مطالبًا الحكومة بالتحرك، قبل أن يوضح لاحقًا أنّ ردًا رسميًا وصله من المختصين تضمّن توضيحات لم تكن حاضرة لدى كثيرين.
وفي السياق، أوضحت الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة للتراث غير المادي وعضو اللجنة الدولية في اليونسكو، أن تسجيل أي دولة لعنصر غير مادي “لا يعني ملكيته الحصرية، بل أنه مستخدم على أراضيها”، مشيرة إلى أنّ لكل دولة حق تسجيل عنصر واحد كل عامين.
من جهته، أكد كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار مجدي شاكر أن المصريين القدماء ابتكروا الكحل قبل أكثر من خمسة آلاف عام، وأن أدوات تحضيره من أوانٍ وملاقط وأحجار طحن عُثر عليها تعود إلى ما قبل الأسرات، وتحديدًا إلى عام 3100 قبل الميلاد.
وأضاف أن النقوش الجدارية في المعابد والمقابر تُظهر بوضوح استخدام الرجال والنساء للكحل، فيما كشفت تحاليل مواد تجميل عُثر عليها على بعض المومياوات النسائية وجود عناصر كيميائية مستخدمة في صناعته.
ويشير علماء الآثار إلى أن الكحل كان جزءًا من الحياة المصرية القديمة لأسباب جمالية وطبية وروحانية، إذ اعتُقد أنه يحمي العينين من الأمراض والالتهابات منذ فجر التاريخ.
