يأتي معرض الدفاع المصري الدولي إيديكس 2025 ليؤكد استمرارية التعاون العسكري والصناعي بين مصر والعراق، حيث التقى المهندس محمد صلاح، وزير الدولة للإنتاج الحربي، بمدير عام الإدارة القانونية بهيئة التصنيع الحربي العراقي إياد كاظم جابر، والوفد المرافق له، في جناح وزارة الإنتاج الحربي المصرية بالمعرض.

وهو تعاون ليس جديدًا بل له جذور تمتد لسنوات، فقد سبق أن استقبلت القوات المسلحة المصرية في أبريل الماضي وفدًا من القوات الخاصة العراقية للتدريب المشترك مع قوات الصاعقة والمظلات المصرية، في خطوة عكست الثقة المتبادلة والرغبة في تبادل الخبرات القتالية والتكتيكية، في إطار العلاقات الأخوية المتجذرة بين مصر والعراق.

وزير الإنتاج الحربي المصري يلتقي مدير هيئة التصنيع الحربي العراقي

رحب وزير الإنتاج الحربي بالضيوف مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وعرض الإمكانات التصنيعية والتكنولوجية المتطورة لشركات الإنتاج الحربي، مشددًا على أن الوزارة تعمل على تطوير منتجاتها الدفاعية باستمرار لمواكبة أحدث التقنيات العالمية، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن «السلام الحقيقي لا يحميه إلا قوة ردع قوية».

كما أشار إلى استغلال فائض الطاقات الإنتاجية في تصنيع منتجات مدنية متنوعة ودعم المشروعات القومية والتنموية في مصر.

لقاءات متعددة لوزير الدولة للإنتاج الحربي خلال معرض إيديكس 2025

من جانبه، أبدى الوفد العراقي إعجابه الشديد بالقدرات المصرية، وأعرب عن تطلعه لتوسيع آفاق التعاون في مجالات عدة، منها تأهيل وتحديث المصانع العراقية ورفع كفاءة خطوط الإنتاج، بالإضافة توريد المنتجات العسكرية والمدنية المصرية حسب احتياجات الجانب العراقي، بالإضافة إلى تبادل الخبرات الفنية والتكنولوجية.

هيئة التصنيع الحربي العراقية

وأوضح السيد إياد كاظم جابر أن هيئة التصنيع الحربي العراقية أنشئت بموجب القانون رقم 25 لسنة 2019 وترتبط مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة، وتهدف إلى بناء قاعدة صناعية عسكرية متطورة، وسد احتياجات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من الأسلحة والذخائر، مع التوازي في إنتاج منتجات مدنية لدعم الاقتصاد الوطني والتصدير.

التعاون العربي المشترك.. ضرورة استراتيجية

في ظل التحديات الأمنية والجيوسياسية التي تواجه الأمة العربية، من تهديدات إرهابية وتدخلات خارجية وتوترات إقليمية، يصبح التعاون العربي المشترك في المجال العسكري والصناعي الدفاعي ضرورة حتمية وليس خيارًا.

فالاعتماد على الذات العربية في تصنيع السلاح وتبادل الخبرات والتدريب المشترك هو السبيل الأمثل لتقليل التبعية الخارجية، تعزيز القدرة على الردع، وتوفير بيئة آمنة تدعم التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي.

خطوة لبناء محور صناعي عربي

اللقاء بين وزارتي الإنتاج الحربي المصرية وهيئة التصنيع الحربي العراقية ليس مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل خطوة عملية نحو بناء محور صناعي دفاعي عربي جديد. مصر تملك خبرة تصنيعية تزيد عن 70 عامًا، وبنية تحتية متكاملة وقدرة على إنتاج أنظمة متطورة (من الذخائر الخفيفة إلى الصواريخ والمدرعات)، بينما العراق يمتلك احتياجات كبيرة بعد عقود من الحروب والحصار، ويملك موارد مالية واعدة مع عودة استقرار النفط.

التعاون المقترح في تأهيل المصانع ونقل التكنولوجيا سيختصر على بغداد سنوات طويلة من البحث والتطوير، وسيمنح القاهرة سوقًا جديدًا وشريكًا استراتيجيًا في قلب المنطقة.

في حال نجاح هذا التعاون وتوسيعه ليشمل دولتين أو ثلاث عربية أخرى (مثل الأردن أو السعودية أو الإمارات)، فإننا سنكون أمام نواة لـ«منظومة صناعية دفاعية عربية مشتركة» قادرة على تغيير موازين القوى الإقليمية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد الغربي أو الشرقي، وبالتالي تعزيز السيادة الوطنية والقومية معًا.

هذا اللقاء في إيديكس 2025 ليس حدثًا عابرًا، بل بداية مرحلة جديدة من التكامل العربي العسكري الذي طال انتظاره.

اقرأ أيضاً.. مصر تعرض قذائف “نيزك” المخصصة للطائرات المسيرة في إيديكس 2025.. قدرة تفجيرية هائلة

نسخ الرابط
تم نسخ الرابط