خلال الفترة الماضية نفذ المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف التابع لمركز البحوث الزراعية دورة تدريبية حول إنتاج فطر عيش الغراب المحاري من لحظة وضع التقاوي حتى الحصاد.
يأتي ذلك في إطار رغبة وزارة الزراعة في حث الشباب على تنفيذ المشروعات الواعدة في القطاع الزراعي خاصة تلك التي تتسم بمحدودية تكاليفها وارتفاع أرباحها.
أهمية مشروع عيش الغراب المحاري
ويعتبر زراعة عيش الغراب المحاري من المشروعات الزراعية الحديثة التي اكتسبت اهتمامًا واسعًا في مصر خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لسهولة زراعته وقلة احتياجاته من المساحة والتجهيزات.
اقرأ أيضًا: الفراولة المجمدة المصرية تكتسح الأسواق.. 81 % نموًا في الصادرات خلال 10 شهور
وقال تقرير صادر عن الجمعية المصرية لمنتجي عيش الغراب، إن هذا النوع من الفطر يعتمد على خامات زراعية رخيصة مثل قش الأرز ونشارة الخشب، ما يجعله منخفض التكلفة وعالي الإنتاجية في الوقت نفسه.
كما يتميز عيش الغراب المحاري أيضًا بسرعة دورته الإنتاجية، والتي قد تتراوح بين 30 و45 يومًا فقط، وهو ما يتيح للمزارع تكرار الدورة أكثر من مرة سنويًا وتحقيق عائد متجدد، بالإضافة إلى أنه يتمتع الفطر بقيمة غذائية مرتفعة، ما يعزز الطلب عليه محليًا.
فرصة واعدة لتحقيق أرباح كبيرة
كما أشار التقرير إلى أن عيش الغراب المحاري يعد فرصة واعدة لتحقيق أرباح كبيرة للمبتدئين ولأصحاب المشروعات الصغيرة، حيث يمكن أن يصل هامش الربح في بعض المزارع إلى 40–60% بحسب مستوى جودة الإنتاج والتسويق.
وأكد التقرير أنه مع توسع الطلب العالمي على الفطر الطازج والمجفف، بدأت بعض المزارع المصرية في دخول مجال التصدير للأسواق العربية والأوروبية، خاصة تلك التي تشترط منتجات عضوية أو منخفضة البصمة الكربونية، خاصة أن هذه الأسواق الخارجية توفر أسعارًا أعلى بكثير مقارنة بالسوق المحلي، ما يجعل المشروع قابلاً للنمو السريع ويوفر مصدر دخل مستدامًا لمن يحسن الإدارة والإنتاج.
عوائد كبير من زراعة عيش الغراب المحاري
وأوضح التقرير أن العوائد المالية المنتظرة من زراعة عيش الغراب المحاري قد تكون كبيرة مقارنة بتكلفة التشغيل المحدودة، خاصة عند التوسع أو العمل بنظام الإنتاج المستمر، حيث إنه مع انخفاض تكلفة الخامات وسرعة دورة الإنتاج، يمكن لصاحب المشروع تحقيق عائد مرتفع من كل كيلو جرام يتم حصاده، سواء تم بيعه طازجًا أو مجففًا الذي يحقق قيمة أعلى.
اقرأ أيضًا: تمور فريحي على أبواب التصدير.. هذه أهم مواصفاتها التي تُقربها من الأسواق الخارجية
وقال التقرير: يمنح ارتفاع الطلب من المطاعم والفنادق وأسواق الأغذية الصحية، إضافة إلى فرص التصدير، قدرة على تسويق الإنتاج بشكل أسهل وبأسعار مستقرة نسبيًا، كما أنه مع تحسين تقنيات التحكم في الحرارة والرطوبة، وتبني نظم التعبئة الحديثة، يصبح المشروع قادرًا على مضاعفة إنتاجيته وربحيته خلال فترة قصيرة للغاية.
زراعة عيش الغراب في مصر
من ناحية أخرى أوضح التقرير أنه تتم زراعة 15 نوعًا من عيش الغراب على مستوى العالم، في حين يتاح منهما نوعان فقط متاحان في مصر هما الأجاركاس والمحاري، حيث إن النوع الأول تتم زراعته في الأماكن المغلقة المبردة، ما يستدعي القيام بعدد من الإجراءات وفي مقدمتها العزل الكامل للمكان، لضمان عدم تسرب التبريد، وتقليل مُعدلات استهلاك الطاقة.
أما النوع الثاني وهو عيش الغراب المحاري فهو أفضل لصغار المنتجين، نظرًا لتوافر البيئة الصالحة لزراعته، كما أنه لا يحتاج إلا لتوفير أحد المخلفات التي تحتوي على مادة السيليلوز، مثل قش الأرز، التبن، نشارة الخشب، مصاصة القصب، حطب القطن، قصاقيص الورق، وهو ما يجعله يناسب المشروعات والاقتصاديات الصغيرة.
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
