أعلنت مؤسسة الإمارات وبرنامج أكتف أبوظبي عن انطلاق مهمة مبادرة “مسراح” بمشاركة 100 شاب وشابة من المتأهلين لخوض رحلة تمتد لمسافة 1000 كيلومتر، وذلك بعد إتمام مرحلة تدريبية مكثّفة شارك فيها نحو 500 شاباً وشابة من مختلف أنحاء الدولة ومن 35 جنسية مختلفة، ويأتي هذا الحدث ضمن عام المجتمع 2025، حيث تهدف “مسراح” إلى تمكين الشباب عبر تجربة وطنية مجتمعية فريدة تمزج بين النشاط البدني والتراث الإماراتي الأصيل، وتعزز دور المجتمع في دعم مبادرات الهوية الوطنية.
وجاء الإعلان عن بدء المهمة خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته مؤسسة الإمارات وبرنامج “أكتف أبوظبي” أمس الجمعة في أبوظبي، بحضور عدد من الإعلاميين والشركاء الاستراتيجيين والجهات الداعمة، وشهد المؤتمر استعراضاً شاملاً لمراحل التدريب، ومعايير اختيار المشاركين، والمهارات التي اكتسبوها خلال برنامج امتد لأربعة أشهر وشمل تدريبات على المهارات البدنية والتراثية المرتبطة برحلات الصحراء، وستنطلق المهمة بتاريخ 8 ديسمبر حيث قُسم المشاركون على 5 فرق سيقيمون في 15 مخيم، فيما تُختتم المهمة بتاريخ 22 ديسمبر من الشهر الجاري.
وخضع المشاركون لتدريبات نظرية وعملية تحت إشراف هيئة أبوظبي للتراث، شملت مهارات ركوب الإبل، والسنع الإماراتي، وفنون الترحال في الصحراء، وذلك بهدف تقديم تجربة مستوحاة من حياة الأجداد وأنماط التنقل التقليدية. ويمثّل بدء المهمة اليوم انتقالاً رسمياً للمشاركين الـ 100 إلى خوض الرحلة الكبرى الممتدة لمسافة 1,000 كيلومتر.
وتمتد رحلة “مسراح” عبر مسار يحاكي طرق الترحال القديمة، حيث ينطلق المشاركون من منطقة السلع في الظفرة مروراً بصحراء ليوا وجبل حفيت ومدينة العين، وصولاً إلى منطقة الوثبة، وعلى مدى أسبوعين، سيقطع المشاركون عشرات الكيلومترات يومياً ضمن بيئة طبيعية تعزز قيم الصبر والمثابرة والانضباط والعمل الجماعي، وتقدّم لهم تجربة حياتية عميقة مستلهمة من التراث الإماراتي.
وتنسجم المبادرة مع جهود الدولة الرامية إلى تعزيز الهوية الوطنية لدى الشباب وربطهم بجذورهم الثقافية والتراثية من خلال تجربة ميدانية حقيقية، كما تدعم مبادرة “مسراح” أهداف عام المجتمع 2025 في تعزيز المشاركة المجتمعية، وإبراز دور الشباب في إحياء الموروث الإماراتي، إلى جانب تشجيعهم على تبنّي نمط حياة صحي ونشط يجمع بين الرياضة والانتماء الوطني.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أوضح سعادة أحمد طالب الشامسي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، أن انطلاق مهمة “مسراح” يأتي في إطار استراتيجية مؤسسة الإمارات الهادفة إلى تمكين الشباب وتعزيز دورهم في خدمة مجتمعهم وترسيخ قيم الهوية الوطنية.
وأكد أن مشاركة 100 من نخبة الشباب تمثل تتويجاً لمرحلة تدريبية مكثّفة جسّدت روح المثابرة والالتزام التي يتحلى بها شباب الإمارات، لافتاً إلى أن المبادرة ليست مجرد رحلة صحراوية، بل تجربة قيمية تُسهم في بناء جيل أكثر ارتباطاً بتراثه وبقيم العطاء والعمل الجماعي، وتحفّزه ليكون مساهماً فاعلاً في نهضة الوطن ومستقبله.
وأكد منصور الظاهري، رئيس مجلس إدارة أكتف أبوظبي، أن رؤية مبادرة “مسراح” تركز على تحفيز الشباب على ممارسة النشاط البدني بطريقة مستوحاة من التراث الإماراتي، وتعزيز ارتباطهم بتاريخهم وثقافتهم في إطار يجمع بين الرياضة والهوية الوطنية.
ومن جهته، أكد خلفان الكعبي، مدير مبادرة “مسراح”، جاهزية الاستعدادات اللوجستية لدعم المشاركين طيلة الرحلة، من خلال فرق طبية وأمنية وفنية ترافق القافلة على مدار اليوم لضمان أعلى مستويات السلامة والتنظيم، حيث ستحظى المبادرة بتغطية إعلامية شاملة تمكّن الجمهور من متابعة تقدم المشاركين يومياً والتفاعل مع أبرز محطات التجربة، مؤكداً أن “مسراح” تواصل هذا العام تقديم نموذج وطني متكامل يجمع بين الإرث الثقافي والتمكين الشبابي، ويترجم رؤية الدولة في غرس القيم الأصيلة وتعزيز الانتماء الوطني بين الأجيال الجديدة.
وجاء إعلان إطلاق المهمة بحضور الشركاء الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم الراعي الرسمي لمبادرة “مسراح” شركة علي وأولاده، والراعي للخدمات الطبية شركة بيورهيلث، إلى جانب الجهات الداعمة: مركز مواهب، نافس، هيئة أبوظبي للتراث، هيئة البيئة في أبوظبي، الموروث الشرطي، وزارة الدفاع، القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ومجلس أبوظبي الرياضي، والذين أسهموا جميعاً في توفير الدعم اللوجستي والطبي والفني لضمان نجاح المهمة وتحقيق أهدافها الوطنية.
ومن جهتهم، أعرب عدد من المشاركين عن حماسهم في خوض هذه التجربة المميزة والتي ستربطهم أكثر بالموروثات التراثية والعادات الأصيلة التي يجب أن تتوارثها الأجيال، فيما قارنوا ما بين صعوبة حياة الأجداد في السابق التي كانت بدائية، وبين الرفاه الذي يعيشه شعب الإمارات حالياً بفضل قيادته الرشيدة، بينما أكدت فاطمة الحوسني من المشاركات في المبادرة، وهي موظفة في “أدنوك”، أن هذه التجربة جعلتهم يلمسون فرقاً شاسعاً في سبل الحياة والمعيشة في الماضي مقارنة بالحاضر، ما يعكس الجهود الوطنية التي سعت لرفاه المجتمع.
فيما أوضح يافيني، وهو أوكراني الجنسية (31 عاماً)، أنه تأثر بحب الإمارات خلال إقامته فيها لأعوام، وأحب التعرّف على عاداتها وموروثاتها الأصيلة عن قرب، لذا وجد هذا الحدث فرصة مناسبة للمشاركة وتعلم القيم والعادات التي ترتبط بروح البلد الذي أحبه، كما شاركت في المهمة 3 أخوات من أعمار مختلفة، مشيرات إلى أن هذه المبادرة وحدت الأجيال وربطت الشباب بالماضي والعادات الإماراتية الأصيلة.