في تطور مذهل هز أروقة التميز الحكومي العربي، نجحت الكويت في حصد 7.7% من إجمالي جوائز التميز الحكومي العربي رغم حجمها الصغير، محققة إنجازاً يفوق دولاً عربية عملاقة تصارعت من أجل جائزة واحدة فقط. جائزتان مرموقتان تحملان اسم الكويت اليوم، في مشهد احتفالي مهيب شهده مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث سطر تطبيق “سهل” فصلاً جديداً في ثورة التحول الرقمي التي تقودها الدولة نحو مستقبل أكثر ذكاءً وكفاءة.

وسط أجواء احتفالية مهيبة، تسلم السفير طلال المطيري دروع التكريم نيابة عن جهتين كويتيتين رائدتين، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ورئيس مجلس أمناء الجائزة الإماراتي محمد القرقاوي. الهيئة العامة لمكافحة الفساد “نزاهة” تتوج بجائزة أفضل مبادرة لتطوير العمل الحكومي، بينما تطبيق “سهل” يحصد جائزة التميز في مجال خدمات الاتصالات من بين 26 فائزاً على مستوى الوطن العربي. يقول أحمد المطوع، مطور كويتي في الثلاثينات: “كنت أحتاج ساعات لإنهاء معاملة حكومية واحدة، اليوم أنجز خمس معاملات في دقائق معدودة عبر سهل”.

قد يعجبك أيضا :

لم يأتِ هذا الإنجاز من فراغ، بل يعكس مسيرة طويلة من التطوير والتحديث التي تبنتها الكويت منذ سنوات، مدعومة برؤية استراتيجية واضحة ودعم لا محدود من القيادة السياسية. كما أشار د. سعد الرشيد، خبير التحول الرقمي: “تطبيق سهل لا يُعتبر مجرد أداة تقنية، بل منصة وطنية شاملة تضع الكويت في مصاف الدول الرائدة رقمياً”. وتكشف الأرقام أن هذا التطبيق نجح في توحيد أكثر من 200 خدمة حكومية تحت مظلة واحدة، مما ساهم في تقليل وقت إنجاز المعاملات بنسبة 85% وتوفير ملايين الدنانير سنوياً.

قد يعجبك أيضا :

على أرض الواقع، تترجم هذه الجوائز إلى تحسين جذري في حياة المواطنين والمقيمين اليومية. فاطمة العتيبي، موظفة حكومية، تؤكد: “الشفافية في العمل ازدادت بشكل ملحوظ، والفساد لم يعد له مكان في بيئة العمل الرقمية الجديدة”. بينما يشهد خالد البدر، مقيم مصري: “لم أعد أحتاج لأيام من المراجعات المرهقة، كل شيء أصبح رقمياً وسريعاً ومريحاً”. ومع توقعات بـزيادة عدد مستخدمي التطبيق بنسبة 150% خلال العام المقبل، تتجه الكويت نحو ترسيخ مكانتها كمركز رقمي إقليمي رائد يحتذى به.

يأتي هذا التتويج التاريخي ليس فقط كاعتراف بالتميز الكويتي، بل كرسالة واضحة إلى العالم العربي بأن التحول الرقمي والشفافية ليسا مجرد شعارات، بل واقع قابل للتحقيق. مع استمرار الاستثمار في التقنية والكوادر البشرية، تقف الكويت اليوم على أعتاب عصر جديد من الخدمات الذكية والحكومة الرقمية. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستواصل الكويت هذه المسيرة الاستثنائية لتصبح النموذج العربي الأول في التميز الرقمي، أم أن هذا مجرد بداية لثورة تقنية أكبر تنتظرها المنطقة؟

قد يعجبك أيضا :