في تطور صادم يعيد تشكيل مستقبل أوروبا، قررت ألمانيا كسر صمت 15 عاماً من السلام وإعادة فرض الخدمة العسكرية بدءاً من عام 2026، مع راتب مغرٍ قدره 2600 يورو شهرياً – مبلغ يفوق متوسط الدخل في دول عربية عديدة. هذا القرار التاريخي أشعل غضب الشوارع الألمانية، حيث يصرخ الشباب: “لن نكون وقود حروبكم!” فيما تحذر الحكومة من أن لا مفر أمام الشباب الألمان من هذا القرار المصيري.
في أجواء متوترة داخل البوندستاغ، وافق البرلمان الألماني على نظام مختلط يجمع بين الطوعية والإجبار، يستهدف بناء قوة احتياط قوامها 100 ألف جندي خلال أقل من عقد. ماكس شميت، طالب الهندسة البالغ 19 عاماً، يروي قصته المؤلمة: “كنت أحلم بإكمال دراستي وبناء مستقبلي، والآن أجد نفسي مجبراً على حمل السلاح لمدة تصل إلى 23 شهراً. راتب 2600 يورو مغرٍ، لكن هل يستحق تدمير أحلامي؟” رائحة الخوف تملأ الجامعات الألمانية، وأصوات الاحتجاج تصم الآذان في برلين وميونخ وهامبورج.
قد يعجبك أيضا :
هذا التحول الجذري لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة مباشرة لتصاعد التهديدات الروسية وتغير المناخ الأمني في أوروبا بشكل جذري منذ الحرب في أوكرانيا. الدكتور هانز ويبر، خبير الدفاع الألماني، يكشف الحقيقة المرعبة: “آخر مرة أعادت ألمانيا التجنيد كانت أثناء الحرب الباردة عام 1956، واليوم نشهد تهديداً أكبر وأخطر من روسيا بوتين.” التحول من إلغاء التجنيد عام 2011 إلى إعادة فرضه في 2026 يشبه انقلاب الطقس من الهدوء المطلق إلى العاصفة المدمرة.
وسط هذه التطورات المتسارعة، تعيش العائلات الألمانية في قلق مستمر. كلاوس باور، والد لثلاثة أبناء، يعبر عن مخاوفه: “ابني الأكبر عمره 17 سنة، وأشعر بالذعر من فكرة إرساله للتدريب العسكري. نحن جيل نشأ على السلام، ولا نريد لأطفالنا أن يدفعوا ثمن صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.” في المقابل، تبرز قصص ملهمة مثل آنا مولر، الفتاة البالغة 18 عاماً التي تطوعت للخدمة رغم كونها اختيارية للإناث، قائلة: “أريد إثبات أن النساء قادرات على الدفاع عن وطننا كما الرجال.”
قد يعجبك أيضا :
القرار الألماني يعكس تحولاً جذرياً في ثقافة أوروبا من القارة المسالمة إلى قارة تستعد للمواجهة. الراتب الشهري البالغ 2600 يورو قد يجذب الشباب العاطلين عن العمل، لكن السؤال الأهم يبقى: هل تعود أوروبا لعصر الحروب والتجنيد الإجباري؟ وكيف ستتعامل دول أخرى مع هذا التحدي؟ المستقبل يحمل في طياته تغييرات جذرية قد تعيد تشكيل خريطة القارة العجوز بأكملها.
