توجت هيئة الثقافة والفنون في دبي الفائزين بجوائز مهرجان دبي للفنون الأدائية الشبابية، خلال اختتام فعاليات نسخته الأولى الهادفة إلى دعم وتمكين أصحاب المواهب والمبدعين في مجالات المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وتحفيزهم على مواصلة مسيرتهم المهنية وإنتاج أعمال فنية وأدائية نوعية تسهم في تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية وإثراء المشهد الثقافي المحلي، وهو ما ينسجم مع مسؤوليات الهيئة وأولوياتها القطاعية الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للاقتصاد الإبداعي.
وحضر الحفل في حي الشندغة التاريخي، الدكتور صلاح القاسم، مستشار في «دبي للثقافة»، وفاطمة الجلاف، مدير إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في «دبي للثقافة»، وعدد من الفنانين والمسرحيين، وأعضاء لجان تحكيم المهرجان الذي شهدت مسابقاته منافسات حامية بين المتأهلين إلى النهائيات، حيث أطلقوا خلالها العنان لإبداعاتهم وقدموا تشكيلة من أبرز الأعمال المسرحية والمقطوعات الموسيقية واللوحات الفنية.
وخلال حفل تكريم الأعمال المسرحية المشاركة بالمهرجان الذي يندرج تحت مظلة استراتيجية جودة الحياة في دبي، توجت مسرحية «علبة كبريت» لفرقة مسرح العين بأربع جوائز، وعلى رأسها جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل، بعد أن تميّز العرض بتناغم رؤيته الجمالية وتكامل عناصره البصرية مع التصميم الحركي، كما فازت أيضاً بجائزة أفضل سينوغرافيا متكاملة، وأفضل تأليف شبابي التي ذهبت إلى محمد صالح السيدي، إضافة لجائزة أفضل ممثل شاب واستحقها الفنان هزاع المقبالي.
كما حصل عرض «الهوى غرام» لفرقة مسرح دبي الوطني على 3 جوائز، وهي جائزة أفضل إخراج شبابي ونالها عبدالله المهيري تقديراً لرؤيته الإخراجية الجريئة، وجائزة أفضل ممثلة شابة وفازت بها الفنانة خولة عبدالسلام، وجائزة أفضل موهبة واعدة توج بها زين زهير.
وتوجت مسرحية «رماد» لفرقة «آرت ميز» بجائزتي «أفضل جهد ترويجي للعرض المسرحي»، و«الابتكار في الفن الأدائي»، تقديراً لجهود فريق العمل التي أسهمت في لفت الانتباه إلى العرض وتعزيز حضوره بين الجمهور، إلى جانب ما تضمنه من رؤية فنية جريئة تمزج بين المتعة والمعنى والاكتشاف بأساليب أدائية ومسرحية مبتكرة.
ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لمسرحية «ليلة مقتل تشيخوف» لقدرتها على تقديم عمل كوميدي متماسك، كما منحت اللجنة جائزتها للفنان عبدالعزيز الخميس تقديراً لدوره البارز في تصميم وتنفيذ العناصر الصوتية في عملين مسرحيين.
وفي هذا الإطار، أوصت لجنة تحكيم المهرجان في تقريرها بضرورة الاهتمام بتدريب الممثل وتطوير أدواته بما يمكنه من تقديم أداء صادق ومؤثر، إضافة إلى تشجيع الشباب على كتابة النصوص المسرحية. كما دعت إلى استحداث جائزة للتأليف المسرحي ضمن المهرجان لدورها في تحفيز الشباب على خوض تجربة الكتابة.
وأكدت اللجنة في تقريرها أهمية تشجيع المواهب الشابة على الاستفادة من النصوص العالمية وإعدادها بما ينسجم مع طبيعة البيئة المحلية، إلى جانب مواصلة العمل على تطوير المسرح وتحديث أساليبه دون الإخلال بأدواته الأساسية.
ونوهت إلى ضرورة توظيف المواقع التراثية لتصبح فضاءات حاضنة للمهرجانات الشبابية وتعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بالتراث المحلي. كما أوصت اللجنة بإعادة عرض المسرحيات الفائزة لما تحمله من قيم فنية عالية أمام جمهور متنوع.
أما في مجال الموسيقى، فنال الهادي جبريل محمد جائزة أفضل دمج موسيقي، وحصل فارس العلي على جائزتي أفضل عازف بيانو، وأفضل موهبة إماراتية صاعدة، واستحق حمد عمر الحضرمي جائزة أفضل عازف قانون شاب، وفازت كريسنس فرنسيسكا رودريغز بلقب أفضل مغنية.
كما حاز جوزيف طميه جائزة أفضل عازف قانون محترف، ونالت أميرة جمعة راشد العلي جائزة أفضل موسيقي متعددة الآلات، في حين حصلت أبرار على جائزة أفضل موزع موسيقي وعازف بيانو. ونال يحيى نادي جائزة أفضل مغنٍ محترف، بينما كانت جائزة أفضل عازفة بيانو من نصيب ماريا مصراني.
وفي المقابل، شهدت مسابقة مهرجان دبي للفنون الشعبية منافسة حامية بين الفرق المشاركة، حيث جاءت فرقة مسرح الشباب للفنون في المرتبة الأولى، تلتها فرقة اليزوة في المرتبة الثانية، وجمعية دبي للفنون الشعبية والتجديف في المرتبة الثالثة، بينما حلت جمعية دبي للفنون الشعبية في المرتبة الرابعة.
وفي هذا السياق، خلصت لجنة تحكيم المهرجان في تقريرها إلى مجموعة من التوصيات، أبرزها ضرورة احتضان أصحاب المواهب الشابة وتدريبهم في مجال الفنون الشعبية بهدف تطوير مهاراتهم الأدائية، وتنظيم ملتقى سنوي للفنون الشعبية الشبابية للبحث في احتياجات الفرق وضمان استدامتها وتعزيز قدرتها على صون وحفظ التراث المحلي.
كما أوصت اللجنة بتأسيس فرقة وطنية تضم جميع الفرق المتواجدة في دبي لتمثيل الإمارات في مختلف الاحتفالات والمناسبات داخل الدولة وخارجها، إلى جانب زيادة عدد جوائز المهرجان. وأشادت اللجنة بجهود إدارة المهرجان.
وأشارت فاطمة الجلاف إلى حرص «دبي للثقافة» على تطوير المشهد الثقافي المحلي ورفد القطاع الفني بكفاءات شابة قادرة على المساهمة في تطوير الفنون الأدائية والارتقاء بها، ما يعكس التزامها بالاستثمار في الشباب وتمكينهم من إطلاق طاقاتهم الإبداعية.
