يواصل «شتا حتا» حضوره الموسمي المتجدد، محافظاً على مكانته كإحدى أجمل الوجهات التي تتردد عليها القلوب قبل الخطوات، بما يقدمه من تنوع وأجواء احتفالية وفعاليات ومغامرات لا مثيل لها، وفي قلب هذا المشهد يطل «حتا وادي هب» ببريقه كوجهة تنبض بالحياة بين الجبال والوديان، ليقدم للزوار تجربة تجمع الأصالة بسحر الطبيعة والمغامرة بروح الاستكشاف.
يعد «حتا وادي هب» إحدى أبرز الوجهات الطبيعية التي تنسجم فيها الجبال الشاهقة مع روح الوديان الهادئة، حيث تتجلى الطبيعة في أبهى صورها، وتفتح أمام الزائر مساحة واسعة لاكتشاف عالم يجمع بين الجمال الأصلي والمغامرة الراقية، وبمجرد أن يصل الزائر إلى هذا المكان حتى يشعر أن الهواء أكثر نقاء، وأن المشاهد المحيطة تنبض بالحياة، وكأن الجبال تستعيد قصصاً قديمة كانت مطمورة بين طبقات الصخور، وترويها للزوار بلغة المنظر والصمت والسكينة.
يمثل الوادي مساحة مفتوحة للاسترخاء والتأمل، وفي الوقت نفسه وجهة ثرية بتجارب متنوعة تمنح كل فرد فرصة لصنع لحظته الخاصة، فهو مكان يوفر بيئة مثالية للهروب من صخب الحياة اليومية، والانغماس في مشهد طبيعي واسع تتداخل فيه الألوان والظلال مع حركة الشمس عبر اليوم، ليخلق إيقاعاً بصريا هادئاً يبعث على الطمأنينة.
نبض المغامرة
ورغم هذا الهدوء، فإن الوادي لا يخلو من نبض المغامرة، إذ يضم مجموعة من الأنشطة الترفيهية التي تشكل إضافات ممتعة للزائر، مثل ركوب الدراجات الجبلية التي تسمح باستكشاف التضاريس بأسلوب ممتع، وتجارب الرماية التي تضفي روحا تنافسية، إضافة إلى «المسار الانزلاقي»، الذي يمنح لحظات تحليق انسيابية بين المرتفعات، ما يخلق توازناً فريداً بين الهدوء والمغامرة في المكان ذاته.

أما من حيث الإقامة، فتتنوع الخيارات بشكل يعكس شمولية التجربة، بدءا من المخيمات التي تضع الزائر في تماس مباشر مع الطبيعة، وحتى الفنادق التي صممت بإطلالات جبلية تمنح إحساساً بالفخامة والسكينة في آن واحد، حيث يجعل هذا التنوع زيارة الوادي تجربة قابلة للتخصيص، سواء للباحثين عن العيش البسيط تحت النجوم أو لمن يرغبون بالراحة المرفهة في أحضان الجبال.
أمسيات الشموع
وفي الفترة المسائية، يتحول الوادي إلى مساحة حالمة تزداد رونقاً مع أمسيات الشموع التي تنثر دفئها على الجلسات الهادئة، والعروض الموسيقية التي تملأ المكان بإيقاعات متناغمة، إضافة إلى المسار المضاء الذي يتيح للزوار استكشاف جمال الليل في جولات مشي لطيفة بين الجبال.
وتكتمل التجربة بتوفر مجموعة من المطاعم والنكهات المتنوعة التي تلبي مختلف الأذواق، ما يجعل تناول الطعام جزءاً غنياً من الرحلة، فضلاً عن مناطق الألعاب التي تسعد الأطفال والعائلات وتضيف أجواء مليئة بالمرح، كما يضيء المكان لياليه بعروض الأضواء التي تخلق لوحات بصرية خلابة، والألعاب النارية التي تزين السماء وتمنح الزوار لحظات احتفالية تبقى راسخة في الذاكرة.
وبمجمل هذه التفاصيل، يرتقي «حتا وادي هب» ليكون أكثر من مجرد وجهة سياحية، فهو تجربة حياة متكاملة تجمع الطبيعة بالمغامرة، والهدوء بالاحتفال، والبساطة بالرفاهية، فموقعه وهدوءه يلامسان قلب الزائر قبل عينيه، ويجعله يدرك أن الجبال ليست مجرد تضاريس، بل مساحات تعيد إليه توازنه وتمنحه متعة العيش في لحظة صافية لا تتكرر كثيراً.
