شادي هيلانة

أخبار اليوم

“لم تمر المشاهد التي شهدها الشارع اللبناني أمس مرور الكرام”، وفق مصادر أمنية، التي اشارت عبر وكالة “أخبار اليوم”، الى أن المسيرات المتقابلة بين محتفلين بالذكرى السنوية الاولى لسقوط بشار الأسد من جهة، ومناصرين للثنائي الشيعي من جهة أخرى، لم تكن عفوية على الإطلاق، بل حملت في طياتها دلالات خطيرة تتجاوز ما ظهر على السطح من مجرد استعراضات متشنجة.

غير ان اوساطا سياسية مطلعة رأت أن هناك غضبا لدى جمهور يرى في أي احتفال بسقوط الأسد مسّا مباشرا بعمق مشروعه السياسي والعقائدي، معتبرة ان هذا التوتر ليس حدثا معزولا، بل قد يكون شرارة من بين شرارات كثيرة تتناثر في بلد يعيش على إيقاع تصدع المحاور الإقليمية وتقاربها وابتعادها وفق مصالح العواصم.

وتشير الاوساط، عبر “أخبار اليوم” إلى أن الخطير في تلك المسيرات هو أنها لم تترك من دون تنظيم، العبارات، الشعارات، التوقيت، ونقاط التجمع… وكل ذلك يحمل مؤشرات إلى قرار مسبق بإطلاق رسائل سياسية مدروسة. فالساحة اللبنانية، كما تقول تلك الاوساط، لا تزال المرآة الأكثر حساسية لأي تبدل في سوريا، خصوصا في مرحلة تبدو فيها دمشق نقطة اشتباك إقليمي مفتوحة بين روسيا وإيران وواشنطن، ما ينعكس فورا على المزاج اللبناني المتداخل عضويا مع تغيرات المنطقة.

وتضيف الاوساط ان أي اهتزاز كبير في البيئة السورية سينعكس مباشرة على لبنان، لأن جمهور الثنائي يعتبر النظام السوري السابق امتدادا استراتيجيا وعمقا محوريا، فيما جزء واسع من الشارع اللبناني يرى في سقوطه خروجا من معادلة النفوذ التي كبّلت الدولة لعقود، لذلك تحولت المسيرات إلى مشهد تجريبي لما قد يتوسع لاحقا إذا ما تدهورت الساحة السورية أو ازدادت الضغوط المباشرة على بيروت.

وتخلص الى القول: يأتي كل ذلك في ظل غياب شبه كامل للدولة، التي لا تملك القدرة السياسية أو اللوجستية لضبط الشارع، فسلطة مشلولة وجيش محاصر بالضغوط والموارد الشحيحة، لا يمكنهما التصدي لتصاعد المواجهات في ظل صراع دويلات تتعايش فوق أنقاض الجمهورية، وتتحرك وفق توقيتات خارجية لا علاقة لها بمصلحة لبنان أو استقراره.