في كارثة مالية غير مسبوقة تهز أركان الاقتصاد اليمني، أعلن البنك المركزي في عدن تبخر 940.2 مليار ريال من العرض النقدي خلال شهر سبتمبر فقط، مع قفزة صادمة في معدل التضخم إلى 5.41% شهرياً – وهو رقم يعني أن راتبك سيفقد نصف قيمته خلال عام واحد. الخبراء يحذرون: البنوك تنهار والوقت ينفد أمام ملايين اليمنيين لإنقاذ مدخراتهم من الضياع الأبدي.

في تطور مرعب يكشف عمق الأزمة، سجل العرض النقدي الواسع انكماشاً وحشياً بنسبة 7.6% في شهر واحد فقط، ليصل إلى 11.38 تريليون ريال. أحمد، رب أسرة من صنعاء، يروي مأساته: “فقدت 40% من قيمة راتبي خلال 3 أشهر فقط، أطفالي يسألونني عن الطعام وأنا لا أجد إجابة”. الأرقام الرسمية تكشف نزيفاً مصرفياً مخيفاً: الودائع انخفضت بمقدار 960.7 مليار ريال – ثروة كاملة تختفي من جيوب المواطنين كل شهر.

قد يعجبك أيضا :

الجذور العميقة لهذه الكارثة تمتد لعقد كامل من الحرب المدمرة التي حولت اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم. اعتماد الحكومة المفرط على الاقتراض المحلي بنسبة تتجاوز 90% دفع الدين العام إلى مستويات فلكية تصل لـ7.85 تريليون ريال. د. فاطمة الحميري، أستاذة الاقتصاد بجامعة عدن، تصف الوضع بقولها: “النظام المصرفي في حالة إنعاش صناعي، نحن نشهد انهياراً مشابهاً لأزمة ألمانيا في الثلاثينيات عندما كان الناس يحملون النقود في عربات اليد”.

على أرض الواقع، يواجه المواطن العادي كابوساً حقيقياً: طوابير لا تنتهي أمام ماكينات الصرف الآلي، أكياس نقود ضخمة لشراء السلع الأساسية، ورائحة الخوف تملأ البنوك. محمد التاجر، صاحب محل في عدن، يصف المشهد: “الزبائن لا يجدون نقداً، والبنوك تقنن السحب، أصبحت أتعامل بالمقايضة أحياناً”. المحللون يتوقعون موجة إفلاس ضخمة للشركات الصغيرة وتسريحاً جماعياً للعمال، بينما تتزايد موجات الهجرة نحو الخارج بحثاً عن الأمان المالي المفقود.

قد يعجبك أيضا :

مع تسارع وتيرة الانهيار، ينصح خبراء الاقتصاد اليمنيين بالتحرك فوراً لحماية مدخراتهم عبر التنويع والتحول للذهب والعملات الأجنبية. السباق مع الزمن بات محتدماً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الانهيار الكامل. والسؤال الأكثر إلحاحاً يطرح نفسه: هل سيصحو المجتمع الدولي قبل أن يصبح اليمن أول دولة بلا نظام مصرفي فعال في التاريخ الحديث؟