أطلق اتحاد الإمارات للرياضات البحرية، بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، مشروعاً وطنياً رائداً، لتوثيق وأرشفة التاريخ البحري الرياضي في دولة الإمارات، في مبادرة غير مسبوقة على مستوى المنطقة، تهدف إلى صون الذاكرة البحرية، وحفظ الإرث الرياضي العريق، الذي شكل إحدى ركائز الهوية الوطنية منذ قيام الاتحاد.
ويأتي هذا المشروع ليؤسس أول قاعدة بيانات رقمية شاملة، تعنى بجمع وتنظيم وتوثيق السجلات التاريخية للبطولات والسباقات والفعاليات، والمشاركات المحلية والدولية، إلى جانب الصور والمواد الفيلمية والوثائق والمقتنيات المرتبطة بالقطاع البحري الرياضي. وقد اعتمد الاتحاد في هذا الإطار أرقى الممارسات والمعايير العالمية المعتمدة في الحفظ طويل المدى، بما يضمن حماية هذا الإرث من التشتت والضياع.
وجرى إطلاق هذه المبادرة عقب اجتماع تنسيقي عقده الاتحاد مع جهة وطنية مختصة في مجال الأرشفة والحفظ، نوقشت خلاله آليات تطوير منظومة وطنية متكاملة لإدارة المحتوى التاريخي، واعتماد سياسات موحدة تشمل الرقمنة عالية الجودة، وتصنيف المواد، وتدريب فرق العمل، وتعزيز التكامل مع الأندية البحرية في عمليات جمع البيانات والمواد التاريخية المتوافرة لديها.
وأكد المشاركون في الاجتماع أن المشروع يشكل نقلة نوعية في حماية ذاكرة الرياضات البحرية في الدولة، عبر توثيق سيرة الرواد والأبطال الإماراتيين، الذين أسهموا في ترسيخ حضور الإمارات إقليمياً ودولياً في مختلف المنافسات البحرية، إضافة إلى رصد المراحل التطورية، التي مر بها هذا القطاع الحيوي عبر العقود.
كما شهد الاجتماع استعراضاً لأحدث التقنيات والأنظمة العالمية المتخصصة في حفظ الوثائق والصور والمواد الفيلمية، وطرق إدارة الأرشيف المؤسسي، بما يسهم في بناء أرشيف وطني قادر على دعم البحوث والدراسات الأكاديمية، وتوفير مرجع موثوق للباحثين والمهتمين.
وتطرق الاجتماع كذلك إلى الجهود الوطنية الرامية إلى دعم ملف التراث البحري الإماراتي على المستوى الدولي، حيث أكد الاتحاد جاهزيته لتوفير المواد التاريخية، التي تجسد ارتباط أبناء الإمارات بالبحر، وتبرز الدور الثقافي والرياضي المتجذر في الهوية الوطنية.
وأوضح اتحاد الإمارات للرياضات البحرية أن مشروع الأرشيف الوطني يشكل استثماراً في الذاكرة الرياضية، وخطوة استراتيجية لحفظ إرث الدولة البحري الرياضي للأجيال المقبلة، مؤكداً أن الأرشيف سيكون مرجعاً رئيسياً للدراسات والمبادرات الدولية، ومعززاً لمكانة الإمارات وجهة رائدة في التوثيق الرياضي، واعتماد الحلول المتقدمة لحفظ التاريخ البحري.
