في أقل من ثانية واحدة، تحولت رحلة عادية على طريق الحمدانية إلى كابوس مرعب شاهده آلاف السعوديين، حين ضربت صاعقة رعدية عملاقة مبنى سكنياً بقوة تحمل طاقة تكفي لإضاءة مدينة كاملة لساعات. المشهد المروع الذي وثقه مقطع فيديو متداول أظهر لحظات رعب حقيقية عاشها قائدو السيارات، بينما تستعد 8 مناطق سعودية لمواجهة عواصف رعدية عنيفة تهدد ملايين المواطنين في الساعات القادمة.

اللحظات المرعبة التي عاشها أحمد المطيري، أحد السائقين الذين شهدوا الحادث، لا تزال محفورة في ذاكرته: “شعرت بصوت انفجار مدوي ونور أبيض أعمى العيون، كأن قنبلة نووية انفجرت بجانبي”. الصاعقة التي ضربت المبنى في حي الحمدانية شمال جدة حملت قوة كهربائية تعادل مليون بطارية سيارة، وفقاً لما أكده د. محمد العتيبي، المختص في الظواهر الجوية. فاطمة الزهراني، إحدى سكان الحي، تصف اللحظة: “سمعنا صوتاً كأن السماء تنشق، وانقطعت الكهرباء لعدة دقائق بينما كان المطر ينهمر بغزارة مخيفة”.

قد يعجبك أيضا :

هذا الحدث المروع يأتي في إطار منظومة جوية استثنائية تضرب المملكة بقوة لم تشهدها منذ عاصفة جدة الشهيرة عام 2009. المركز الوطني للأرصاد كان قد حذر مسبقاً من تشكل هذه العاصفة العملاقة التي تغطي مساحة تعادل مساحة دولة مصر تقريباً. د. سالم الغامدي، خبير الأرصاد، يؤكد: “توقعاتنا كانت دقيقة وحذرنا المواطنين مسبقاً من هذا الطقس العنيف”. السبب وراء هذه القوة المدمرة يعود إلى تصادم كتل هوائية متضادة فوق أجواء المملكة، مما يخلق شحنات كهربائية هائلة تنطلق في شكل صواعق بسرعة 299 مليون متر في الثانية.

قد يعجبك أيضا :

التأثير على الحياة اليومية للمواطنين بات واضحاً بشكل مأساوي، حيث تعطلت حركة المرور في عدة مناطق، وانقطعت الكهرباء عن أحياء كاملة، فيما أُجبرت السلطات على إغلاق عدد من الطرق الرئيسية خوفاً من تكرار حوادث مماثلة. الخبراء يتوقعون استمرار هذا الطقس العنيف لعدة أيام، مع احتمالية وصول العواصف إلى المنطقة الشرقية والرياض. خطط الطوارئ فُعلت في جميع المناطق المتأثرة، والمواطنون مطالبون بتجنب الطرق المكشوفة والبقاء في أماكن آمنة. شركات التأمين بدأت تستعد لموجة مطالبات كبيرة، بينما تسابق فرق الصيانة الزمن لإصلاح الأضرار في شبكات الكهرباء والاتصالات.

قد يعجبك أيضا :

هذا الحدث المروع يطرح سؤالاً مصيرياً: هل نحن مستعدون حقاً لمواجهة قوة الطبيعة المدمرة؟ الحادث يكشف ضرورة تطوير أنظمة حماية أفضل من الصواعق في المباني، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر. المواطنون مطالبون الآن أكثر من أي وقت مضى بعدم التهاون مع التحذيرات الجوية واتباع تعليمات السلامة بحذافيرها. فالطبيعة، كما أثبتت لنا اليوم، لا ترحم من يستهين بقوتها المدمرة.